(إلى شعراء رضوا بالمِقصلَةِ دِينًا للجُموعِ وبالطّاغيَةِ رَبّاً)
"1"
أخَذوا كلَّ شيٍء وعَدوهُ بِه
ميراثُ الحقولِ
القمحُ الذي شاخَ في مَخازنِهِ
أشجارُ السَّنطِ
كانت تُشارِكُهُ في حَصدِ الشياطين
من الغيطانِ في العَصاري
وربّما يَعني ذلك أنّ جمّيزةً عَجوز
كان يدَّخِرُها لمَواقيتِ الغَرامِ،
ستَضيعُ ضِمنَ الإرثِ أو تَفرُّ يومَ الزّحفِ
مع العصافيرِ التي تَنكّرَت لَهُ
مرّتين قبلَ صُراخِ الدِّيكِ
وربّما أشياؤهُ الأُخرى
التي كان يُباهي بها التّماثيلَ في الميدانِ
لن تَعودَ لَه
بعدَ أن يَؤوب
"2"
لم يَبقَ لكَ إلّا صيْحةً واحدةً
فَهل أَخْرَسْتَ الدِّيكَ
لكي تَضمنَ وَلاءَ بُطرُس عند المَمَرِّ
لم يَكُن هناك بعد الحَفلِ
إلّا حقيبةً صغيرةً عند حافَّةِ التُّرعةِ
بعدما تأكَّدَ من فَراغِ المَشهدِ لهُ وَحده
فَتَحها بعنايةٍ
ولمّا وَجَدَ الظلَّ واقِفًا بينَه والحقيبةِ
وفَّاهُ خَيبَتَيهِ: حِفنَةٌ من شِعرٍ
وحِفنتين من شَعيرٍ
فتَّشَ عن قصيدةٍِمناسبةٍ
كان الجدارُ المُقابلُ يَخلعُ أقنِعَةَ الطِّلاءِ
ويَكتُبُ عُريَهُ تَعويذَةً للأُفولِ
"3"
بَدأ الظلُّ رقصةَ المُراوَغةِ
فخلَعَ الشاعرُ جِلبابَهُ الريفيِّ الأبيض،
– "أعَدَّهُ لِعُرسٍ لم يكُنْ مَدعوًّا إليه" –
وراحَ يُطارِدُ طواحينَ الظلالِ
مَرَّةً قتَلَ ذُبابًا كثيرًا مُهاجرًا للجنوبِ
ومرّةً قتَلَ الفِراخَ الصغيرةَ…
ظَنّها اسْتِعارَةً لمُدَرَّعاتٍ
وأعجَبَتْهُ صورةً على الجدرانِ لزَعيمٍ مُمَوَّهٍ
فسَجَدَ حتّى أتعبَهُ السجودُ
ثمّ عاوَدَ المُصارعةَ مع المَرايا
والتُّرعِ وأشباحٍ تَعبرُ الطريقَ
بين ضَفَّتين
ولمّا خارَت قُواهُ تمامًا
بَحثَ عن وَرَقٍ يسترُ عَورتَهُ ثمّ
مارَسَ الثّورَةَ كعادَةً سِرّيةً
في جدارِ طاحونةٍ قديمةٍ
ثّم أَبلَغَ عن الجَميعِ بِنَشوةٍ باكيَة
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.