تربينا منذ الصغر على تناول منتجات الألبان بانتظام، إلا أنه في السنوات القليلة الماضية ارتفعت الأصوات المنادية بضرورة خفض حصص منتجات الألبان نظرا لارتباط الحليب بالإصابة بأمراض عديدة، وفي موجة الاتجاه لتناول الأغذية النباتية، تم استبدال حليب البقر في العديد من الوجبات الغذائية بما يسمى الحليب نباتي المصدر مثل (الشوفان، والبندق، وفول الصويا واللوز).
ويضاف إلى ذلك أن 15% من الناس لا يستطيعون هضم اللاكتوز، وهو ما يعرف بحالة نقص الإلكتازية بحسب موقع موقع Ella Hoy الإسباني.
هل اللبن مفيد أم ضار؟
يعد اللبن مصدراً للعديد من العناصر الغذائية مثل البروتين والفيتامين والكربوهيدرات والدهون والمعادن، وخاصة الكالسيوم، لذلك فإن قيمته الغذائية أمرٌ لا شك فيه، ولكن ما يناقشه العلم هو المقدار اليومي من الاستهلاك.
توصي الجهات الصحية في عدة دول من بينها إسبانيا بتناول حصتين إلى ثلاث حصص يومية من الألبان (كوب من اللبن وكوبان من الزبادي أو نوع من الأجبان)، وهذه التوصية بعيدة عن التوصية التي جاءت في دراسة جامعة هارفارد؛ إذ أوصت بتناول ما مقداره حصة إلى حصتين من منتجات الألبان يومياً.
قام الباحثون في جامعة هارفارد بإجراء عدة دراسات حول خصائص الحليب وآثاره على صحة الإنسان.
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم الأوبئة الأميركية American Journal Epidemiology وجد الباحثون أن الاستهلاك المفرط للحليب يرتبط بالإصابة بعدة أنواع من السرطانات مثل سرطان القولون والمعدة والثدي، وزيادة احتمال الإصابة بالسمنة والسكري وحب الشباب ووجود حصوات في الكُلى، والانتفاخ وغيرها من الأعراض التي تنتج عن عدم تحمل اللاكتوز.
وبالتركيز على نتائج فرط استهلاك الحليب البقري على السيدات، وجد الباحثون وجود ارتباط بين معدل الاستهلاك العالي لحليب الأبقار ومشتقاته المختلفة وبين زيادة الطمث، وتشنجات الحيض وزيادة الالتهابات المهبلية.
تثير الدراسات أسئلة جديدة أمام الباحثين، ولكنها تذكرنا في كل مرة بضرورة اتباع نظام غذائي معتدل وعدم الإفراط في تناول أي غذاء مهما كانت قيمته الغذائية مرتفعة، وأنه إذا اضطررنا للتخلي عن بعض الأغذية فمن الضروري تعويضها بغذاء بديل.