الجيوسياسة وصراع اللغة

بين الحين والآخر تقول الدول الكبرى الاستعمارية إن هناك أملاً في بناء عالم متكامل قد يصحبه التاريخ تحت اسم تاريخ مشترك واشتراكية جينية أنجبت ستيف جوبز مثالاً عربياً ألمانياً في بيت هندوسي على أرض أميركية، ولهم كتب إنسانية، ونسب لهم مسروقة ما بين شرقية وأندلسية، وضاع فكر ما بين العربية والأمازيغية في دولة كانت تسمى الدولة الإسلامية لا القومية

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/01 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/01 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش

لكل إنسان موسوعته الفكرية التي يستطيع بحوزتها خلق علاقاته الاجتماعية والعلمية والسياسية على الصعيد المحلي كبداية، وهي رياضة فكر استحبها أهل التاريخ والحاضر، رياضة جعلتنا في عالم أصبحت أقسامه في وادٍ يسمى العولمة، والتبادل الثقافي اللامنتهي كوثاق الشريان في جسد واحد يطعن دائماً من قِبل مراجع لغوية لا تاريخ لها، إما تجعلها في طريق الحرية التي لا تصلح إلا للوقوف مع حرية فرد لا مجتمع،

يخسر قيمة توازنه في طبيعة قبلية رومية، يكاد لا يوجد بها طبقة من الفئة العمرية المتوسطة، كما هو الحال في بعض الدول الغربية ذات التحرر المزعوم، ورأس الحربة، نطق لغوي لكلمة حرية بلهجة فرنسية محلية جاءت بالبندقية باسم الحرية في أوروبا شمالية وشام شرقية.

لغة وشعب لا يندثر ولا يموت، والفخر في نطق حروف لغته كفارس يحمل سيفاً مذهباً ومصقولاً، فإذا كانت حرباً عالمية خامسة وسادسة، وخسر العالم كل أنواع السلاح، لبقي هذا السيف يصدح هيقعةً، وخسر العالم ما اجتثه في فترة تاريخية لا تعد، ولا تكاد تكتب في آلة زمنية حاسبة ذاق من روثها التطور نسبياً وتناغماً مع لمى على شفاهِ فرد من الشعب السامي في وسط العالم، نسبة لخريطة السامي الإدريسي.

حرية سياسية واشتراكية ودين وأسلوب حياة وفكر كلها مفردات جاءت تحت مبادئ كتبت بقلم شعوب الشرق التي اندثرت هذا الحين بغية وأمل أن تعود لمجد رأته أمم الكون، كما شهد التاريخ كل بقاع الأرض.

الشمولية اللغوية المتجددة الإسماعيلية عندما كان الشرق في سباته الماضي الطويل بعد حروب الردة السياسية الإغريقية الفينيقية الآشورية جاء حكم عدل راحل بعيداً في صحراء حجازية، فأسس مرجعية لغوية شرقية متجددة كانت بداية تاريخية للشرق العربي مؤسسها إسماعيل النبي، الذي نطقها، وجعلها تنبثق من وسط الآرامية القديمة، إنها العربية، وإنه اللسان الأفصح؛ حيث اجتث أفضل المقومات القواعدية تحت مسمى العولمة اللغوية الداخلية لبناء دولة ليس لها حدود فصيحة؛ لأن ما بعد سباتها دائماً عنوان للنهضة.

نهضة الاشتراكية الدبلوماسية المزعومة

بين الحين والآخر تقول الدول الكبرى الاستعمارية إن هناك أملاً في بناء عالم متكامل قد يصحبه التاريخ تحت اسم تاريخ مشترك واشتراكية جينية أنجبت ستيف جوبز مثالاً عربياً ألمانياً في بيت هندوسي على أرض أميركية، ولهم كتب إنسانية، ونسب لهم مسروقة ما بين شرقية وأندلسية، وضاع فكر ما بين العربية والأمازيغية في دولة كانت تسمى الدولة الإسلامية لا القومية، وواقع لا يمس منطق الواقعية في دولة تسمى دولة الإله الإغريقي الشرير بقيادة أميركية مستحدثة ما بين رومية وهندية حمراء تنعدم من تاريخ البشرية الأميركية الحالية.

الجدير بالذكر أن هناك أزمة ذات طابع إنساني تحت مسمى لغوي اليوم في حلب في أرض شام شرقية كانت منبعاً للعلم تحت مسمى اللغة العربية الإسماعيلية، ولكن هناك حدود لا تحمي حصان طروادة العربي في حلب، بل تأسره حتى قتل الشهر الماضي، والمبرر لعبة سياسية وحرب لا منطقية، كلا فمن قتله تخاذل قبلي تحت طابع ديني، ودوّل تحت طابع إنساني، فانكسر قلم الكاتب في حلب الشهباء، وضاعت كل فصاحته عندما جاءت رصاصة غادرة من بندقية ذات بيرق فارسي أطاحت بوسط رأسه، فضاعت أبجدية المعرفة والحب والإنسانية والنحو وبيوت شِعرٍ من الشعر النبطي السامي، ولم يبقَ سوى حرب ضد أبجدية أمة يخوضها أحفاد العرب العاربة، هناك في الشهباء وفي حلب حرب ضد نُبلاء الحمدانية،

قُتِل منهم طفل وامرأة على يد خنزير وعاهِرة، ولا رقيب يرقب الإنسانية، ولا حسيب يحسب حساب البندقية، إلى صاحب أهل الكذب والمفخرة على إنسانية مبهرة، وقد كثرت الحسابات، وازدادت الدماء، ونقصت ذخيرة الغذاء بين أشلاء قطعت تحت مجلس لرعاة الإنسانية، وشيخ يُقتل تحت تصويت ألحقته روسيا، وامرأة عربية تغتصب على طاولة مجلس شورى، وشيخ يبيع نفط أمة بسعر المبهرة، ويسارها شيخة لا ترى فيها إلى المقبرة.

يا وارث الفضل، يا ابن العديم، عمر بن أحمد.. أين إنصافك يا راعي العدل وأستاذ الأمة وساستها ووزيرها؟ ها قد عاد هولاكو القرن الواحد والعشرين بالسيف غازياً، فلا غاية إلا تهجيرك تحت مسمى العولمة اللغوية القومية!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد