على الرغم من انخفاض شعبية الملياردير الأميركي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، فإنه لم يتوقف عن إصدار المزيد منها، فخلال خطابه الذي ألقاه أمس الاثنين 15 أغسطس/آب 2016، كشف ترامب عن التوجه الجديد الذي سينتهجه في حال توليه الحكم، الذي سيتمثل بـ"وقف التطرف الإسلامي".
تصريحاته جاءت في ثاني خطاب رئيس له متعلق بالسياسة التي سينتهجها حال تمكن من الوصول للبيت الأبيض.
خطته لمكافحة الإرهاب
أمام حشد من مؤيدي الحزب الجمهوري، في جامعة يونغستاون بولاية أوهايو، قال ترامب: "لابد أن تكون ردود الفعل تتمحور حول جهود وقف التطرف الإسلامي ومنعه من الانتشار،" لافتاً إلى أن "أي دولة لديها الهدف ذاته ستكون حليفة لأميركا"، وفقاً لما نشره موقع "سي إن إن".
ترامب دعا بلاده أيضاً إلى اعتماد اختبار عقائدي للأجانب الذين يريدون القدوم إلى الولايات المتحدة، لمعرفة موقفهم من القيم الأميركية.
وقال ترمب: "علينا أن نقبل في هذه البلاد، فقط من يشاركوننا قيمنا ويحترمون شعبنا".
وتابع الملياردير المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل: "في الحرب الباردة كان لدينا اختبار عقائدي وقد حان الوقت لتطوير اختبار تقييمي آخر، يتناسب مع التهديدات التي تواجهنا اليوم".
وبرغم أن المرشح الجمهوري لم يوضح طبيعة الاختبار العقائدي الذي يسعى لفرضه على الوافدين إلى الولايات المتحدة، إلا أنه أكد على أن وجوب عدم السماح بدخول "كل من له وجهة نظر عدائية تجاه بلادنا أو مبادئها أو أولئك الذين يؤمنون بأن الشريعة الإسلامية يجب أن تحل محل القانون الأميركي".
وطالب بشمول المنع "الذين لا يؤمنون بدستورنا أو يدعمون التعصب والكراهية". مشيراً إلى أنه لتنفيذ هذه الإجراءات "سنحتاج إلى إيقاف الهجرة مؤقتاً من بعض أكثر مناطق العالم خطورة وعنفاً ولديها تأريخ في تصدير الإرهاب".
وقال ترامب إنه إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة فسيطلب من وزارتي الخارجية والأمن الداخلي تحديد المناطق في العالم التي لا تزال معادية للولايات المتحدة والتي ربما تكون المراقبة العادية فيها غير كافية للإمساك بأولئك الذين يشكلون تهديدا، وفقاً لما نشرته وكالة الأناضول التركية.
محاربة داعش
المرشح الجمهوري كشف عن خطته لمواجهة داعش، مؤكداً أنه سيعمل عن كثب مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا فاز في الانتخابات ليعدل بذلك عن تهديد سابق بأن الولايات المتحدة قد لا تفي بالتزاماتها بموجب معاهدة الحلف تجاه أعضائه.
وقال إنه سيشن حرباً متعددة الجبهات "عسكرية وإلكترونية ومالية" لهزيمة التنظيم.
وأضاف ترامب الذي أثارت تصريحاته بشأن الحلف في وقت سابق هذا الصيف انتقادات شديدة من جانب الحلفاء: "سنعمل عن كثب مع حلف شمال الأطلسي بشأن هذه المهمة".
وقال إن ما وصفه بالنهج الجديد للحلف في محاربة الإرهاب قاده إلى تغيير موقفه وإنه لم يعد ينظر للحلف على أنه "مهمل".
وكان ترامب يشير فيما يبدو إلى تقارير أفادت بأن الحلف يتجه لتأسيس مركز جديد للمخابرات في مسعى لتحسين تبادل المعلومات، حسبما نشرت وكالة رويترز.
وانتقد المرشح الجمهوري سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخارجية، مشيراً إلى أنه وقبل تولي أوباما الإدارة الأميركية "كانت ليبيا ومصر مستقرتين وسوريا تحت السيطرة، وأن ما نراه في الوقت الحالي هو نتاج مباشر للسياسة التي ينتهجها البيت الأبيض"، لافتاً إلى أن أميركا ما كان يفترض بها الخروج من العراق وحماية النفط ومنع داعش من استخدامه في تمويل عملياته بمئات الملايين من الدولارات.
وأردف ترامب أن تنظيم داعش متواجد وفعال في 8 دول، في حين يتمتع بنفوذ وقدرة على التأثير وتجنيد عناصر جديدة في الكثير من الدول، ضارباً أمثلة من فرنسا وألمانيا وبلجيكا إلى أميركا والهجمات التي شهدتها والمتصلة بالإرهاب مباشرة.
وفيما يتعلق بملف الهجرة، تعهد ترامب بـ"التعليق المؤقت للهجرة من بعض الدول المتواجدة في أقاليم تشهد أعمال عنف ولها تاريخ بتصدير الإرهاب،" على حد تعبيره.
دعا مرشح الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب، بلاده إلى اعتماد اختبار عقائدي للأجانب الذين يريدون القدوم إلى الولايات المتحدة، لمعرفة موقفهم من القيم الأميركية.
وقال ترمب في كلمة أمام حشد من مؤيدي الحزب الجمهوري، في جامعة يونغستاون بولاية اوهايو، مساء الإثنين، "علينا أن نقبل في هذه البلاد، فقط من يشاركوننا قيمنا ويحترمون شعبنا".
كلينتون
وهاجم ترامب خلال كلمته منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بشأن سجلها كوزيرة للخارجية وقال إنها تفتقر للبصيرة السليمة والشخصية اللازمة لقيادة البلاد.
وأضاف: "الشيء الأهم أنها تفتقر أيضاً إلى قوة التحمل الذهنية والبدنية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وجميع الخصوم الكثيرين الذين نواجههم".
ومن ناحية تشير أحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن كلينتون تتقدم على منافسها الجمهوري بفارق 6.8 نقطة مع حصولها على نسبة تأييد قدرها 47.8% مقابل 41% لترامب. وتظهرت الاستطلاعات أيضاً أن ترامب يأتي خلف كلينتون في ولايات مثل بنسلفانيا التي من المرجح أن تكون محورية في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني.