أعلنت الأكوادور أنها ستلغي الإجراءات الأمنية الإضافية في سفارتها في لندن، بعدما كشف تحقيق أنها أنفقت خمسة ملايين دولار على عملية تجسس، لحماية مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج.
وجاء التحرك الذي أمر به الرئيس الإكوادوري لينين مورينو، بعدما كشفت صحيفتا The Guardian البريطانية، وFox Ecuador أن الإدارة السابقة برئاسة رافايل كوريا، مولت عملية جاسوسية من خلال الاستعانة بشركة أمن دولية وعملاء سريين، تم خلالها مراقبة زوار أسانج وموظفي السفارة وعناصر الشرطة البريطانية في المكان.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية، اليوم الجمعة 18 مايو/أيار 2018 فعلى مدار أكثر من 5 سنوات، خصصت الإكوادور 5 مليون دولار على الأقل لموازنة الاستخبارات السرية التي تولت حماية أسانج، أثناء استقبال زيارات نيجل فاراج، وأعضاء المجموعات الوطنية الأوروبية والأفراد المرتبطين بالكرملين.
ودافع رافائيل كوريا، رئيس الإكوادور في ذلك الحين الذي وافق على تلك العملية، عن التدابير الأمنية باعتبارها تدابير "روتينية ومتواضعة".
وفي مارس/ آذار الماضي قطعت الإكوادور قدرة أسانج على التواصل مع العالم الخارجي، بعدما أخل بتعهد من العام 2017 بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أثناء تواجده في السفارة.
عملية الضيف
ويوم الأربعاء الفائت كشفت صحيفة The Guardian أن الإكوادور تجسست على مؤسس موقع ويكيليكس أسانج بهدف حمايته من الشرطة البريطانية في البداية، إلا أن الأمور تغيرت بعد أن قرصن أجهزة الكمبيوتر في السفارة.
وأطلق على العملية اسم "عملية الضيف" ولاحقاً "عملية الفندق"، وحازت العملية على دعم رئيس الرئيس السابق كوريا.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، سجل الفريق الأمني نشاطات أسانج اليومية وتعامله مع موظفي السفارة والزوار، ومن بينهم زملاؤه من قراصنة الإنترنت والنشطاء والمحامين. وبقي العملاء في شقة قريبة من السفارة أجرتها الشهرية 2800 جنيه إسترليني.
كما تحدثت الصحيفة عن وثائق تظهر أن أسانج قرصن نظام الاتصالات في السفارة وكان يمتلك شبكة إنترنت خاصة متصلة بالأقمار الاصطناعية، وأضافت أنه "من خلال اقتحام جدار الأمان في أجهزة كمبيوتر السفارة تمكن أسانج من الدخول على الاتصالات الشخصية والرسمية للموظفين واعتراضها"، فيما نفت ويكيليكس ذلك.
وبعد ذلك قامت الأكوادور بمنع دخول أسانج على الكمبيوتر في الأشهر الأخيرة من خلال تركيب أجهزة تشويش تمنعه من دخول البريد الإلكتروني وقلصت عدد زواره.
وكان أسانج لجأ في 2012 إلى سفارة الأكوادور في لندن بعد أن أصدر قاض بريطاني حكماً بترحيله إلى السويد لمواجهة تهم الاعتداء الجنسي.
ويقول أسانج إن تلك الاتهامات مسيسة ويمكن أن تؤدي إلى تسليمه إلى الولايات المتحدة حيث يواجه إمكان الحكم عليه بالسجن بسبب نشر موقعه وثائق عسكرية أميركية وبرقيات دبلوماسية سرية في 2010.
ورغم أن السلطات السويدية أسقطت ملاحقته العام الماضي إلا أن بريطانيا لا تزال تريد اعتقاله لانتهاكه شروط الإفراج بكفالة.
وفي كانون الأول/الماضي منحت الأكوادور الجنسية لأسانج وحاولت تسجيله دبلوماسياً يتمتع بالحصانة لتسهيل مغادرته السفارة دون اعتقاله، ولكنها فشلت.