وهل نحتاج كلّ هذه الإحتجاجات حتّى تعرف الحكومة واجباتها؟

على الحكومة أن تُخرج الملفّات الحارقة من أدراجها لوضعها على الطاولة ومباشرتها في حزم وشفافية، كذلك مصارحة الشعب مهما كانت درجة حرارتها لأنّه حتما ستكون أقلّ بكثير ممّا يمكن أن يحدث في صورة تواصل نفس الحال..

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/23 الساعة 03:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/23 الساعة 03:31 بتوقيت غرينتش

غريب وجدّ عجيب أمر السياسة في بلادنا، وأغرب منه سلوكيات السياسيين فيها خصوصا الحاكمين منهم، غريب وعجيب أن ينكفئ هؤلاء الذين انتخبهم و-فوّضهم- الشّعب لإدارة شؤونه وتصريف أعماله وتركيز بنية سياسيّة ذات كفاءة وبمواصفات أي دولة ديمقراطيّة جاءت بعد ثورة "كَنَسَتْ" ما قبلها وانتظرت تبدّلا للأحوال وانفراجا لكثير من الأزمات وجبرا لكثير من الإخلالات ودفعا لكل المظالم والانتهاكات.

هذا هو الأصل وهذه هي مرجعيّة العقد الأخلاقي الذي تكون بموجبه أيّ حكومة مباشرة لعملها ملزمة بأن توفّي بعهودها وتجتهد لتحقيق العيش الكريم وتوفير التشغيل أو تسهيل الحصول عليه ، وتباشر بكل إمكنياتها لأن تنتشل سكان المناطق -المتعبة- ممّا هم فيه من خصاصة وحرمان وأن تحصّنهم من كل الآفات الطبيعيّة وأن تحميهم من الإرهاب انزلاقا في متاهاته أو خطرا محدقا بهم على مدار السّاعة..

على كلّ حكومة تريد أن تجلب لها الاحترام والتأييد وأن تكون لها حاضنة شعبيّة مساندة أن توازي بين الأشخاص والجهات وأن تسوس بالعدل وأن ترجع الحقوق وتدفع المظالم وتمنع الاحتكار والتهريب وكل ما من شأنه أن يضر بالبلاد والعباد وأن تؤمّن حياتهم.

كلّ هذا وأكثر في أيّ دولة ديمقراطيّة وحكومة وطنيّة خالصة الرأي والمشورة، وكذلك حرّة القرارت، تفعله وتراقب سير تنفيذه بدون أدنى تذكير ولا توجيه ولا مطلبيّة، الأمر لا يحتاج إلى هذا فضلا عن أيّ تصعيد يربك المسار ويهدد الأمن ويفتح الباب أمام أطماع من يريد تعكير الصّفو العام وركوب الأحداث لتوظيفها في مصالح شخصية ضيّقة أو حزبيّة فاسدة.

الوضع الهشّ والأخطار المحدقة ورغبات الأنفس الرّخيصة لا يسمح أبدا لكلّ هذا الزّخم الدائر في بلادنا ولا يخدم الوطن وشعبه بقدر ما يمثّل ما من شأنه إحداث الشروخ والقلاقل التي لا تزيد إلاّ آلاماً ولا يعقبها إلاّ بعداً عن مقوّمات السّلم الاجتماعي، هي تضرّ ولا تنفع.

نرجو أن يقف كل شيء يسير في هذا الاتّجاه ونرجو أكثر أن تستفيق الحكومة بكلّ مكوّناتها لخطورة هذا المنعرج و-تهبّ- لقطع الطريق أمام أيّ تصعيد قد يشتهيه بعض ذوي الأنفس المريضة بالسلطة والتسلط وعشّاق الكرسي بدون وجه حقّ ولا كفاءة ولا شرعيّة.

على الحكومة أن تُخرج الملفّات الحارقة من أدراجها لوضعها على الطاولة ومباشرتها في حزم وشفافية، كذلك مصارحة الشعب مهما كانت درجة حرارتها لأنّه حتما ستكون أقلّ بكثير ممّا يمكن أن يحدث في صورة تواصل نفس الحال..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد