أثارت طريقة تكريم الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، جدلاً واسعاً بين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حينما قرر رؤساء البلديات الاحتفاء بالرئيس الذي حضرت صورته فقط.
وانتشر الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2018، مقطع فيديو وصور على موقعي فيسبوك، وتويتر، من داخل قصر المؤتمرات في العاصمة الجزائر، وظهر فيه مسؤولون يكرمون صورة للرئيس بوتفليقة ووضعوا عليها عَلماً، في حين غاب الرئيس بجسده عن التكريم!
وأعرب جزائريون عن استيائهم من الصور، التي رأها البعض إهانة للرئيس والجزائر، متساءلين عن مدى تدهور الحالة الصحية لبوتفليقة والتي منعته من الحضور حتى بكرسيه المتحرك، الذي اعتاد الظهور به أمام عدسات وسائل الإعلام، منذ أن أصيب بجلطة دماغية في أبريل/نيسان 2013، أفقدته القدرة على الحركة وإلقاء الخطابات على مواطنيه.
كرموه في صورة … فأهانوا عجزه وفضحوا عجزهم #بوتفليقة #الجزائر pic.twitter.com/WxN0xDu7OB
— مريم بلعالية OUCHAIT (@ouchaitmeriem) January 18, 2018
الذي حدث في عهدات #بوتفليقة الأربعة لا سابقة له..
كيف وقد اجتمع رؤساء بلديات #الجزائر "وما أدراك ما الجزائر وبلدياتها" على تكريم #بوتفليقة_الصورة
غابَ جسدا وحضر صورة؛ أهانوا شيبته وفضحوا عجزهم وخيبتهم..
تلك عبوديّة ما شهدتها الجزائر من قبل…#Bouteflika pic.twitter.com/LI2GoWsRy4— د. بلال فاتح شنوف (@BILAL_OMS) January 18, 2018
#تكريم_بوتفليقة تكريم الصورة وبدورها الصورة ألقت خطابا صفق له الجميع وتقلدت وسام التكريم وغادرت القاعة..مهلا هل تتكلم الصورة وهل تمشي؟ #كل_شيئ_ممكن #جزائر_المعجزات
— soumeya mitiche (@soumasoum) January 18, 2018
#Bouteflika#Ouyahia#بوتفليقة #الجزائر
خطأ فادح فيه إهانة للوطن، لذا أتمنى أن ترحموه وترحمونا، فالحسرة تنهش قلوبنا بعد ما حدث، فمن يسمع حديثنا واحتجاجنا؟ ومن يقنعنا أن من يحكمنا رئيس حيّ بعد أن كرّم ولاة ربوع الوطن إطار صورة !؟
— رفيقة الجزائرية | (@rafika_dz) January 18, 2018
صحة الرئيس تثير القلق
وبات السؤال الذي يُثار بشدة في الجزائر، عن قدرة الرئيس على الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات التي ستُجرى عام 2019، وسط دعوات صريحة إلى منعه من خوض الانتخابات، الأمر الذي يعتبره أنصاره انقلاباً طبياً على الرئيس.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، أصدرت 3 شخصيات مرموقة بالجزائر، بياناً يطالبون الرئيس الجزائري بعدم التقدم للانتخابات، وهم: المحامي عبد النور علي يحيى أشهر المعارضين لنظام بوتفليقة، وأحمد طالب الإبراهيمي المرشح لرئاسيات 1999، والجنرال رشيد بن يلّس القائد السابق لقوات الجو الجزائرية.
وتتعالى أصوات جزائريين أيضاً في الداخل والخارج تطالب بتطبيق المادة الــ102 من الدستور الجزائري، التي تنص أنه في حالة "استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوباً، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع".
إلا أن الدعوات لتطبيق المادة الـ102 قوبلت بمعارضة من طرف ناشطين سياسيين، واعتبروها بمثابة دعوة لانقلاب طبي على الرئيس بوتفليقة؛ إذ يطالبون بمعرفة الوضع الصحي للرئيس بدعوى عدم التوفر على معلومات، وفي الوقت نفسه يدْعون، حسب تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، لإقالة الرئيس بسبب عجزه صحياً عن ممارسة مهامه.
ويشار إلى أن الدستور الجزائري الذي تم تعديله في عام 2016، ينص على تحديد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، ما يعني أنه يحق للرئيس الحالي الترشح مرة أخرى.
وقد تم تعديل الدستور الجزائري في 2008، ما مكن بوتفليقة من الترشح لولاية ثالثة في 2009 ثم رابعة في 2014.