كيف تساعد طفلك إذا تعرَّض لإيذاء نفسي في المدرسة؟

"التنمر هو الإساءة المتواصلة لاستخدام السلطة في العلاقات، وذلك من خلال سلوك شفهي أو بدني أو اجتماعي متكرر مما يتسبب في أضرار بدنية أو/ونفسية. ويمكن أن ينطوي هذا السلوك على فرد أو مجموعة تُسيء استخدام سلطاتها على فردٍ أو أكثر من فرد. كما يمكن للتنمر أن يحدث وجهاً لوجه أو على الإنترنت، ويمكن أن يكون واضحاً (في العلن) أو خفياً (في السر)".

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/19 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/19 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش

يتعلق الأمر بالثقة بالنفس، والمهارات الاجتماعية، وبالطبع، الدعم الذي تحظى به.

يمكن لحادث التنمر أن يمثل فرصة مثالية؛ كي يتعلم طفلك كيفية حل النزاعات. ففي هذه الأيام، تحاول الكثير والكثير من المدارس معالجة التنمر في فناء المدرسة ووضع أساليب للتعاون مع الآباء والطلاب بفاعلية في مشاجرات معينة.

ولكي نفهم طبيعة التنمر، من المهم أن نتعامل بوضوح مع التعريف. ويتمثل التعريف القومي طبقاً لمجموعة عمل المجتمعات والمدارس الآمنة والداعمة الأسترالية فيما يلي:

"التنمر هو الإساءة المتواصلة لاستخدام السلطة في العلاقات، وذلك من خلال سلوك شفهي أو بدني أو اجتماعي متكرر مما يتسبب في أضرار بدنية أو/ونفسية. ويمكن أن ينطوي هذا السلوك على فرد أو مجموعة تُسيء استخدام سلطاتها على فردٍ أو أكثر من فرد. كما يمكن للتنمر أن يحدث وجهاً لوجه أو على الإنترنت، ويمكن أن يكون واضحاً (في العلن) أو خفياً (في السر)".

وتعتبر النزاعات والخلافات جزءاً من الحياة، ولكن نادراً ما نتعلم كيفية التعامل مع أو التأقلم على ذلك. وبوجه عام، يمكن حل تلك المشاكل عندما يتمكن الأطفال من الاعتماد على أنفسهم ويحصلون على الاستراتيجيات التي تُمكّنهم من التأقلم.

فإذا ما تم الإبلاغ عن حادث تنمر في المدرسة – يمكن لهذه الحادثة أن تمثل فرصة مثالية لتعليم كلا الطرفين – أي الأطفال والآباء.

وفيما يلي نستعرض ست أفكار لمساعدة الطفل الذي تعرض للتنمر في المدرسة:

1. خلق بيئة دافئ وداعمة داخل المنزل

يجب أن تتمتع بالقدرة على الإنصات الجيد والتواصل. متسائلاً "كيف يمكنني مساعدتك؟"، أو يمكن لمجرد التعاطف مع شعور طفلك أن يعزز التواصل الداعم. كن متفتحاً، وابق هادئاً، وخاصة إذا آلمك الاستماع إلى الحادثة. وربما تمنع ردة الفعل القوية طفلك من الاستمرار في التواصل معك.

2. اعمل على حل النزاع

ساعد أطفالك على إدارة الصراع، وذلك بتشجيعهم على إيصال احتياجاتهم ومتطلباتهم، ووفّر لهم الاستراتيجيات التي تساعدهم على حل المشكلة. وسيساعد تقديم خيارات عديدة قدر الإمكان على إيجاد حل الطفل على الشعور بالسيطرة أكثر، وفي النهاية، سيعزز ثقتهم بالنفس.

3. كُن قُدوة إيجابية يُحتذى بها

لا تنتقم من المتنمرين أو أسرهم، فبقدر ما يبدو هذا مغرياً، لن يساعد الانتقام طفلك على حل المشكلة، فبدلاً من إظهار ردة فعل قوية تجاه الأسرة والحادثة، ابقَ هادئاً في التعامل مع الموقف – وسوف توجه سلوك أطفالك من خلال وضع النماذج المناسبة لهم؛ كي يتعاملوا مع الأمر.

4. اعمل على تشكيل ثقة طفلك بنفسه

لا تلقِ باللوم أبداً على طفلك، فلو شعر باللوم على الحادثة، فقد يمنعه ذلك من الاستمرار في التحدث إليك، ويتمثل هدفك في تعزيز التواصل العلني. وعلى الرغم من أنهم ضحية، فأنت لا ترغب في أن يشعروا بالوحدة. ومن الأسباب الرئيسية لقلة الثقة بالنفس تطوير الطفل لعقلية الضحية (أي أنه يشعر مثل الضحية ويصبح عاجزاً). وسيساعد التأكيد على إنجازات ومهارات ونقاط القوة لدى طفلك على بناء ثقتهم بالنفس التي ستُمكنهم من العمل بثقة في ظل الاستراتيجيات المتاحة.

5. علِّم طفلك كيفية إظهار ردة الفعل

سينتقي المتنمر شخصاً يمكنه الحصول على ردة فعل منه، وسيضايق شخصاً يسهل مضايقته وإزعاجه. مارِس استراتيجيات مع طفلك يمكن أن تساعده على عدم إظهار ردة فعل أو الاستجابة أو أن يستجيب بطريقة هادئة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتمثل ذلك في: تجاهل تعليقات المتنمر، والنظر إلى المتنمر في عينيه ومطالبته بالتوقف عن ذلك، أو العثور على نقطة في كلامه يمكن السخرية منها وأن يعلمه ألا يأخذ ذلك بمحمل شخصي.

6. حسِّن مهارات طفلك الاجتماعية وشجع الصداقات

أوضح البحثُ أنه على الرغم من أهمية أن يوفر الآباء بيئة دافئة وداعمة، فمن المهم أيضاً المساعدة على تكوين صداقات لتحميه من التنمر. وتخلق الصداقات الحقيقية شبكة داعمة يمكن أن توفر أيضاً الظروف التي تساعد على بناء قدرة اجتماعية وعاطفية على التكيف.

ويمكن لعملية تشجيع المهارات الاجتماعية المناسبة أن تبدأ بالتفاعل بين الأشقاء وأفراد الأسرة الآخرين. وإذا جرت الحادثة، فسوف يساعد توفير التوجيه والدعم الفوري على تعزيز المهارات الاجتماعية المناسبة. فلا تنسَ أن تثني على طفلك عندما يتخذ السلوك المناسب.

فمن المهم أن تتعرف على المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي يتصفحها طفلك، وأن تتحدث معه عن كيفية استخدام التواصل الاجتماعي بشكل آمن.

وتذكر، إذا تعرّض طفلك للتنمر في المدرسة، ناقش مخاوفك مع المدرسة واحصل على نصيحتهم فيما يتعلق بكيفية المُضي في ذلك. وإذا استمرت مخاوفك التي تتعلق بطفلك وشعرت بأنه بحاجة إلى المزيد من المساعدة، اطلب المساعدة الاحترافية.

ويمكن لحادث التنمر أن يوفر نقطة التحول الرئيسية في حياة الطفل، حيث يمكن لمعرفة كيفية حل الصراع أن تتيح الفرصة لبناء النضج العاطفي والقوة وسرعة التكيف.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد