“آسية” صار عمرها سَنة!

"آسية"، لما كانت جنين ببطني.. نطفة صغييييرة كتير بس من وقتها ومن لحظة ما عرفت عن وجودها شعرت بكمية هائلة من المسؤولية والمشاعر الغريبة.. فكرت كتير في أنه خلاص حياتي تغيرت كلها من هاللحظة.. بنفس الوقت، كنت أستنى الوقت بالساعة وأحسب الأيام والأسابيع والأشهر لألتقي فيها. كنت طول الوقت أحكي: يا الله لو الحمل شهر أو شهرين كان بكفي!

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/10 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/10 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش

ملحوظة: التدوينة بالعامية

سبحان الله! كيف بيزرع الله فينا الشعور بالمسؤولية شوي شوي.. يعني من كتر ما الموضوع بيمشي ببطء يا دوب بتحس بالتغيرات مرات!

"آسية"، لما كانت جنين ببطني.. نطفة صغييييرة كتير بس من وقتها ومن لحظة ما عرفت عن وجودها شعرت بكمية هائلة من المسؤولية والمشاعر الغريبة.. فكرت كتير في أنه خلاص حياتي تغيرت كلها من هاللحظة.. بنفس الوقت، كنت أستنى الوقت بالساعة وأحسب الأيام والأسابيع والأشهر لألتقي فيها. كنت طول الوقت أحكي: يا الله لو الحمل شهر أو شهرين كان بكفي!

بس ولدت وشفت المعجزة الإلهية بعيني.. شفت إنه روح طلعت مني! إنسان كامل متكامل "الحمدلله" طلع من بطني.. حسيت وقتها أنه الله عالم فينا وعارف أنه يا دوب 9 أشهر من الانتظار والتفكير؛ لنتهيَّأ نفسياً ومعنوياً ونسأل ونقرأ ونشتري وكل شي.. 9 أشهر يا دوب كفوني!

وبعدين.. اجت آسية عالدنيا! كل همي كان إني أعرف أرضعها وأغيّر لها وأحممها! وكنت مو شاطرة بولا وحدة فيهم..

شعرت أول شهر بأنه هموم الدنيا فوق راسي.. مسؤولية كبيرة كتير بس وجود ماما أول 3 أسابيع ساعدني طبعاً.. ولما سافرت، مع أنه كان إلي 3 سنين عايشة بألمانيا حسيت إني بدأت غربتي من أول وجديد.

كنت لما أحممها لازم أستنى "عدنان" يرجع من الشغل؛ عشان يساعدني، وكان مشروع كبير! وكنا نخاف عليها ونضل نتخانئ على درجة حرارة المَيْ.

مرُّوا الأشهر وصار كل اشي أسهل.. بس صار في تفاصيل أصعب.. الرضاعة إلي كانت صعوبتها من صعوبة الولادة صارت متعة وأحلى وقت بقضي معها.

بس كل شهر كانت بتكبره "آسية" كانت بتزيد متطلباتها شوي شوي.. كنت لما أسافر معها بالأول ما أغير اشي من برنامجي تقريباً.. بتنام وبترضع بأي مكان وما عندها أي متطلبات تانية.

هلأ صار لازم نحسبلها حساب أكتر.. "آسية" بدها تاكل، آسية صار وقت نومها، وقت لعبها، بدها تمشي وتتحرك وتلعب! بس كل هالشي ما صار فجأة بيوم وليلة.. صار خلال سنة كاملة! يعني الله بهيئنا لأعظم مهمة، لمهمة التربية شوي شوي!

أنا سعيدة جداً بالتجربة.. وما بحس متل ما كانوا يحكولي أول فترة "ييييي استمتعي إلى جاي أصعب".. أنا عم بحاول أستمتع دائماً، ولهلأ إلي أجا كان دائما أحلى! كل مرحلة إلها صعوبة وإلها متعة مختلفة، القرار للأم على شو بدها تركز ومن أي شخص بدها تاخد النصيحة. لا تكونوا من الناس إلي ما بيعرفوا يعيشوا اللحظة، كتير في ناس بتروح عليها كتير لما بتقضيها تشكي:

– "كتير الحمل صعب إمتى بدي أولد؟".
– "يا محلا الحمل.. العناية بطفل بس بيبكي كتير صعبة.. لو بس يضحك ويعبرني!".
– "عم يزحف ويخربلي الدنيا وطول الوقت عم بلحق وراه.. مو مصدقة إمتى يمشي!".
– "كل شوي بيوقع وبده حداً يحمله طول الوقت.. شو كان حلو لما كان صغير وما بيعمل اشي".

وتطول القائمة لحتى يتزوج ابنها ويروح من عندها وهي ما اتهنّت فيه بدون شكاوي!
استشعار النعمة هو نعمة بحد ذاتها! اللهم لا تحرمنا منها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد