هوامش على دفتر المرأة “2 – 7”

الفتاة ترى الذي يريد أن يخطبها، بل وتذهب إلى صفحته على الفيسبوك أو السوشيال ميديا التي يستخدمها، إذا وُجدت، أو أي نافذة لتسمع منه، وكذلك العكس بالعكس، وتبدأ مرحلة من أصعب ما يكون، وهي مرحلة تسمى في علوم الرياضة البدنية "مرحلة اكتشاف قدرات الخصم".

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/02 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/02 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش

تبدأ رحلة البحث عن "الأسرة" برغبة الرجل أن يقترن بواحدة تستطيع أن تلعب دور الأم معه "امرأة"، بالتأكيد لن تملأ مكان "امرأة"، ولكن يجب أن تأتي امرأة تشعره بطفولته، وتشعره بأنه ما زال قادراً على أن يختفي خلف "كتفها" من الحياة، وهذا الدور ليس على طول الخط، فهنالك أدوار كثيرة تنتظر المرأة.

ومن هنا تبدأ المشكلة، فالفتاة تريد "الفارس"، والرجل يريد "السندريلا"، وتدور حول هذه الأحلام والرغبات معظم المشكلات، وكما أن الزمن قد تغير، فإن العلاقات الإنسانية أيضاً تغيرت، وليس معنى تغيّرها أنها أخذت منحى جديداً، ولكن بمعنى أن صور العلاقات الاجتماعية باتت مختلفة في أشكالها، وطرق التعبير عنها، فقديماً كان الرجل الذي يريد أن يقترن بامرأة يذهب إلى البيت المتفق معه، دون أن يرى "فتاته" حتى ليلة الدخلة، وليس هذا كلاماً "أحلامياً"، بمعنى أنه في الأحلام فقط، ولكن لأنه كان يحدث فعلاً، وقد حكى لي جدي تلك الوقائع.

أما اليوم، فالفتاة ترى الذي يريد أن يخطبها، بل وتذهب إلى صفحته على الفيسبوك أو السوشيال ميديا التي يستخدمها، إذا وُجدت، أو أي نافذة لتسمع منه، وكذلك العكس بالعكس، وتبدأ مرحلة من أصعب ما يكون، وهي مرحلة تسمى في علوم الرياضة البدنية "مرحلة اكتشاف قدرات الخصم".

وقد بات من السهل جداً هذا الأمر، بل وأصبح "عادياً" جداً، إلا من رحم ربي لأولئك المتمسكين بالعادات والتقاليد العربية والإسلامية، مواجهين ذلك بحجج ليبطلوا "تزمتاً" بحجة "عاوزين نجوز البنت" أو "دع الفتى يختار زوجته"؛ ليذهب في هذا مذاهب شتى.

الولد أول ما تقع عينه على "البنت"، فإنه يذهب إلى عينيها العميقتين وجسدها، متناسياً أنه لا يذهب ليشتري قطعة "جاتوه" رائعة، بل ذهب ليقترن "برفيقة رحلة الحياة"، وهو أصعب قرار برأيي في الحياة؛ لأنه القرار الذي يعيش معك طوال حياتك، فقرارات الشراء أو البيع تنتهي عادة بزوال المؤثر، وهو فناء الشيء أو مضي فترة زمنية عليه، وكذلك قرارات الحياة الأخرى مهما كانت، فالزمن كفيل بعلاجها، أما هذا فتبعاته تزداد يوماً بعد الآخر، بل وتتعقد، ومآلات القرار إما أن تجعلك سعيداً أو تعيساً.

لهذا أنصحك في الاختيار، وهي نصيحة مجرّب، وهي رؤيتي التي قد تكون خاطئة أو صحيحة، أنك إن رغبت بالزواج أن تقف أعلى قليلاً في أسرتك لترى كل شيء، انظر حولك للبيوتات القريبة منك، فأنت أعلم بها وبأحوالها، وهم كذلك.

فإن وجدت الرؤية محدودة، فاستعن بآخرين من أقربائك الخلصاء؛ ليشيروا عليك؛ لأنك قد تجد جوهرة بجوارك، ولكنك لا تراها جيداً، تطبيقاً للمثل الذي يقول "النار القريبة تعمي"، ثم ابدأ بتوسيع الدائرة قليلاً قليلاً، كالماسح الضوئي تماماً، ومنها إلى أصدقائك، ثم إلى جيرانك، ثم إلى أهل بلدتك، وهكذا.

وضع في اعتبارك تلك المبادئ التي ستجعل رؤيتك للأمور أوضح:
1- لا يوجد شيء كامل.
2- ابحث عن التي تريد أن تعيش معك فقط.
3- انظر جيداً للعائلة؛ لأنها حاضنة الفتاة، وبعدها أي شيء سهل، ومن الممكن علاجه أو إصلاحه.

فالمرأة إذا أحبت الرجل قامت بعمل أي شيء، وتعلمت أي شيء من أجله؛ لهذا فباب الحب هو الباب الأول والأعظم، وبغيره لن تدخل، وهذا ما سنتحدث عنه في المقال القادم، إن شاء الله.

هنا تجدُ السلسلة الأولى:

هوامش على دفتر المرأة "1 – 7"

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد