من داخل أفخم صالات الأعراس في العاصمة الفرنسية انتشرت صورٌ ومقاطع فيديو لعرس حفيدة نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام والمنشق عن النظام السوري والذي سبق أن ظهر في لقاءات مختلفة منتقداً الحكم في بلاده وعمليات النهب لثروات الشعب.
ربما كانت تلك التصريحات سبباً في اشتعال الغضب لدى كل من شاهد صور عرس حفيدته لارا خدام وزوجها رجل الأعمال اللبناني منيف نعمة، فمظاهر البذخ بدت واضحة في كلّ صورة من هذه الصور.
فالعرس أقيم في قصر غارنييه وهو دار الأوبرا الوطنية الفرنسية، يمتاز بأكبر مسرح موسيقي في العالم استغرق بناؤه 13 عاماً، وتبلغ تكلفة حجز الصالة فقط فوق مليون يورو، ويتسع لأكثر من ألفي شخص.
وبالفعل هو عرسٌ أسطوري وملوكي كما وصفه الكثيرون، حيث ظهرت حفيدة خدام وهي تصعد على الدرج المصنوع من الرخام الأبيض باتجاه عريسها تحيط بها الورود البيضاء من كلّ مكان، في الوقت الذي وقفت فتيات صغيرات ارتدين زياً أبيض، لباسهن وطريقة وقفتهن تجعلك لوهلة لا تفرق بينهن وبين تماثيل القصر الثمينة الموجودة في كل مكان والمستوحاة من الآلهة اليونانية.
ولم يخلُ تفصيلٌ من تفاصيل هذا العرس من الفخامة، بدءاً من فستان الزفاف الذي ارتدته لارا وهو من تصميم اللبناني زهير مراد، إلى وجود فرقة موسيقية خاصة كانت تعزف مباشرة لحن الدخول.
وحضر إلى القصر الذي شارك في رسوماته 14 رساماً وساهم في إنشاء زخارفه 73 نحاتاً، سوريون أغلبهم من دبي للمشاركة في حفل زفاف حفيدة خدام الذي في عام 2005 أحدث جدلاً في سوريا عندما هرب منها إلى فرنسا معلناً انشقاقه ورفضه لتولي بشار الأسد الحكم بعد والده حافظ الأسد.
تصريحاته تلك جعلت من العرس الذي كلف ملايين الدولارات مستفزاً لكل من مؤيدي النظام ومعارضيه.
فالمؤيدون تداولوا من جديد تصريحات له كان قد تحدث فيها عن الفقر المدقع الذي يعاني منه الشعب في الوقت الذي يتمتع هو بالبذخ خارج البلاد.
المعارضون بدورهم اعتبروا أنه لا يمثلهم وأنه واحد من كثيرين نهبوا البلد وادعوا أنهم داعمون لثورتهم ضد نظام الأسد.
حسابات مختلفة أشارت إلى الحفل الفخم لم تقتصر على ما أقيم داخل هذا القصر، بل إلى أن عقد قران حفيدة خدام أقيم في قصر فرساي، لكن لا توجد صور تشير إلى ذلك.