في آخر تبعات تفجيرات بروكسل، أعلنت رئيسة الوزراء البولندية بياتا شيدلو عدم التزامها بالاتفاق الذي أبرمته الحكومة السابقة مع الاتحاد الأوروبي، الذي تعهَّدت فيه باستقبال 7000 من اللاجئين، بعد التفجيرات التي شهدتها بروكسل الثلاثاء، والتي أسفرت عن سقوط 34 شخصاً.
وكانت رئيسة الوزراء قامت بزيارة السفارة البلجيكية في وارسو، حيث وضعت الزهور هناك تكريماً للضحايا، وطالبت في حديثها هناك بإجراء محادثات عاجلة للوصول لحل يُمَكّن أوروبا من مواجهة طاعون التطرف، وأضافت: "علينا أن نعمل لوضع حد للإرهاب في أوروبا. لا يمكننا أن نعيش مع الخوف"، حسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، الأربعاء 23 مارس/آذار 2016.
كما صرّحت للإذاعة المحلية بشأن أزمة اللاجئين في أوروبا قائلة: "بعد ما حدث في بروكسل بالأمس، لا يمكننا القبول باستقبال اللاجئين، ودعوني أكون أكثر وضوحاً، لن تستطيع بولندا استقبال أي لاجئ".
وبحسب صحيفة "بلومبرغ بيزنس"، فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم رئيسة الوزراء أن بولندا لن تسمح بتكرار أحداث غرب أوروبا على أراضيها.
يأتي هذا بعد تزايد المخاوف الأوروبية من استخدام الجهاديين لجوازات سفر سورية مزورة للدخول إلى أوروبا، حيث جاءت تصريحات شيدلو المتحدية عقب اكتشاف سفر أحد مدبري هجمات باريس وبروكسل، والمعروف بالرجل الأبيض نجم الغراوي إلى المجر مع صلاح عبدالسلام في سبتمبر/ أيلول الماضي عبر شبكة القطارات، لمقابلة بعض الأشخاص المتنكرين كلاجئين، والذين رفضوا التوقيع على وثائق طلب اللجوء، ثم غادروا البلاد مع بعض الجهاديين المُحتَمَلين.
بالإضافة إلى اكتشاف دخول العديد من منفذي هجوم استاد باريس إلى أوروبا عبر اليونان، حيث استطاعت السلطات الحصول على بصمات شخصين منهم وتمت مطابقتها مع بصمات منفذي الهجوم.
في الوقت ذاته، أعرب العديد من قادة الدول الأوروبية عن رغبتهم في رؤية المزيد من التعاون لتطبيق إجراءات ضد الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي.
كما أشار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى ضرورة قيام دول الاتحاد الأوروبي بزيادة النفقات المخصصة لمكافحة الإرهاب، وأكد أن هذا الأمر هو أحد الدروس المستفادة من الهجمات المتتابعة في أوروبا.
وذكر فالس في الكلمة التي ألقاها بعد لقائه برئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل، أنه "سيكون علينا زيادة النفقات المخصصة للقوى العاملة والتكنولوجيا لمواجهة التهديدات التي ستقابلنا".
كما قال ديميتريس افراموبولوس، مفوِّض الاتحاد الأوروبي للهجرة والمواطنة إن على الدول الأعضاء تبادل المعلومات الاستخباراتية فيما بينهم، بما يُمَكنهم من مواجهة الإرهاب، وأضاف: "هذه هي اللحظة التي يجب على جميع الدول فيها البدء في العمل معاً".
كما تابع: "إن العمل على تعزيز الثقة المتبادلة وتبادل المعلومات هو سبيلنا الوحيد للمضي قدماً".
وأكد أن شرطة الاتحاد الأوروبي "اليوروبول" هي المكان المناسب لتبادل المعلومات الاستخباراتية، والعمل على إحباط أي هجمات محتملة.
هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Daily Mail البريطانية.