هي دقيقة وقليل من الحظ تلك التي تفصلك عن الموت في واحدة من أخطر المدن في العالم،
حيث أصبحت حياة القاطنين بمدينة حلب السورية في جزئها الذي يقبع تحت سيطرة المعارضة رهينة للصدفة ومزاجية طيران النظام السوري في اختياره مواقع يرمي عليها براميل متفجرة مخلفة كوارث إنسانية ومادية.
تلك البراميل كانت سبباً في إطلاق شبكة "حلب نيوز" تطبيقاً للهواتف الذكية يرصد حركة الطيران في سماء حلب وريفها أطلقت عليه اسم "مرصد حلب نيوز"، ومهمته تقوم على إرسال رسالة للمشتركين في التطبيق يحدد فيها نوع الطيران الذي يحلق في الجو فور إقلاعه من المطار ووجهته وثم مكان تنفيذه للقصف، علّها تكون سبباً في حماية أرواحهم.
التنّصت على طائرات النظام
قديماً كانت صافرات الإنذار هي الحل نوعاً ما لتنبيه المدنيين بوجود غارات تستهدف مناطقهم، ولكن مؤسسي تطبيق "مرصد نيوز" وجدوا أن تلك الطريقة لا فائدة منها ومن الصعب سماع الصافرات، ومن هنا كانت فكرة التطبيق الذي يهدف إلى مساعدة سكان حلب بأخذ الحيطة والحذر واتخاذ إجراءات السلامة في حال وجود طيران في الأجواء.
يشرف على التطبيق فريق مختص فضّل خلال حواره مع "عربي بوست" الحديث باسم مجموعة "مرصد نيوز" حيث أشار إلى آلية عمل "مرصد نيوز" بقوله "نملك أجهزة رادار وتنصت لمراقبة طائرات النظام، وعند إقلاع الطيران من المطارات والتوجه إلى مكان تنفيذ القصف يتم إرسال رسائل تصل لمستخدمي التطبيق تعلمهم عن وجود طيران (حربي، مروحي) في الأجواء، بالإضافة إلى وجهة تنفيذ الطائرة وحمولتها من البراميل المتفجرة والصواريخ، كما يتم إعلامهم بمكان تنفيذ الغارات".
تكنولوجيا في بقايا مدينة!
من الأمور التي قد تجول في البال وتطرح تساؤلات حولها هو كيف يمكن لبقايا مدينة قضت الحرب على بنيتها التحتية أن يستفيد سكانها من هذا التطبيق فلا كهرباء أو انترنت فيها، وحول ذلك يقول القائمون على التطبيق لـ "عربي بوست" إنه "على الرغم من عدم وجود ضمانات لعمل التطبيق بدون انترنت، إلا أن معظم أحياء المدينة وريفها تتغذى بالإنترنت عن طريق شبكات محلية ومنها شبكات تابعة للحكومة السورية المؤقتة التي يبلغ اشتراكها الشهري قرابة 75 دولار أمريكية بسرعة 1 ميغا".
قام بتحميل التطبيق الذي انطلق أول أمس الأحد 23 أغسطس-آب أكثر من 1500 شخص، عن طريق برنامج جوجل بلاي، ويتناوب على تحديثه وإرسال الإشعارات إلى المستخدمين فريق خاص من شبكة حلب نيوز، بالتعاون مع مراسلي الشبكة المتوزعين في أنحاء مدينة حلب وريفها وبالتواصل مع مراصد المدن الأخرى، ويخدّم مستخدميه 24 ساعة.