قد لا يتخيل البعض إفطاره دون مجموعة متنوعة من الجبن. أما عن وجبات الغذاء والعشاء، فلا غنى عن اللحوم والأسماك والأكلات المطبوخة بالدهون الحيوانية!
إلا أن البحث عن الرشاقة وإنقاص الوزن واتباع أسلوب حياة صحي، قد يدفع البعض الآخر إلى دخول عالم النباتيين الذين يجد فيهم ضالته، فهل تستطيع أجسامنا تحمُّل تناول طعام يومي دون بروتينات حيوانية؟
عربياً، كانت البداية كانت بظهور الإعلامي الشهير باسم يوسف، متحدثاً من خلال إحدى القنوات الفضائية عن تجربته في اتباع النظام النباتي في التغذية، وكذلك نشره لثلاثة تدوينات متتالية عن تحوله إلى شخص نباتي بعنوان "كيف تحولت إلى نظام غذائي نباتي"، ما شجَّع كثيرين على تطبيق الفكرة.
اتباع الحمية النباتية ليس أمراً حديثاً لدى البعض بالتأكيد، إلا أن النتائج الصحية التي تحدث عنها يوسف في أكثر من مناسبة دفعت المتابعين إلى تطبيق الفكرة.
وقد يعتقد البعض أن النظام النباتي يصلح فقط للمرضى أو لفئة قليلة ترغب في اتباع أنظمة صحية شديدة الدقة، إلا أن الكاتب الشاب مصطفى حلمي كشف الكثير بعدما تحدث بداية العام عن تحوله من شخص يزن 190 كيلوغراماً إلى شخص آخر يقاطع اللحوم والحلويات والسكر والملح والدهون ومنتجات الألبان، إلى آخر نباتي في وجباته اليومية على البقوليات والنشويات المحببة لديه إلى جانب الخضراوات والفاكهة، من خلال تدوينة كتبها عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، حيث قام بطرح نظام Plant Based Diet.
بما إننا في اليوم الأول من السنة الجديدة – كل سنة وأنتم طيبين- وده الميعاد السنوي للأمنيات والقرارات الحاسمه ووعود النفس…
Posted by Mostafa Helmyon Friday, January 1, 2016
لم يكن متوقعاً أن تحقق التدوينة هذا الانتشار بين المتابعين، ولكن اشتراك أكثر من 38 ألف عضو في مجموعة (Plant Based Diet Egypt) تحت إشراف مصطفى حلمي وباسم يوسف وآخرين، وذلك خلال شهرين فقط يدلل على أن الفكرة راقت للبعض اتباعها أو دفعهم الفضول للتعرف على نتائج اتباع هذا النظام الغذائي، خاصةً أن مَنْ نجحوا في اتباعه فقدوا عشرات الكيلوغرامات مع تناولهم الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات الممنوعة في أي نظام غذائي آخر.
التشكيك في جدوى النظام الغذائي لا ينتهي من المشتركين، وربما ضعف البعض أمام اللحوم والسكريات في المناسبات كان مادة متكررة على المجموعة، لذلك قام المشرفون بتثبيت منشور للرد على الأسئلة المتعلقة بهذا النظام خاصة للمبتدئين والفضوليين أحياناً.
المروجون للفكرة يصفون البرنامج الغذائي بأنه لا يحرمك من كثير من الأكلات، إلا أن الممنوعات هي المنتجات الحيوانية (سواء كانت لحوماً حمراء أو طيوراً أو مأكولات بحرية ومنتجات الألبان والدهون الحيوانية والنباتية أيضاً حتى زيت الزيتون)، وكذلك ممنوع الأكلات المعلبة والمركزة بكافة أنواعها على المشروبات الغازية المخصصة للدايت، يُضاف إلى كل ما سبق منع السكر بكافة أنواعه حتى الدايت منه، والملح والمخللات.
أما المسموح في هذا النظام، فجميع أنواع البقوليات والمكسرات والنشويات بما فيها الأرز والمكرونة "دون بيض"، والتوابل وبدائل الألبان التي تباع في الأسواق الكبرى، أو ما يمكن تحضيره منزلياً.
وكذلك لا يجبرك النظام الغذائي على تناول الخضراوات والفاكهة بنسبة أكبر طوال اليوم، وإنما يرون أن 20% كافية للغاية، والنسبة الباقية يتم توزيعها على النشويات والبقوليات، ربما يروق ذلك لمحبي النشويات والمكسرات كثيراً، خاصة أن المتبعين لهذه الحمية يؤكدون أن الإنسان ليس أرنباً يعيش على الخضراوات فقط، ولكن يمكنه الاستمتاع بالوجبات الشهية ولكن بقليل من التعديلات في الوصفة.
النظام الغذائي المعتمد على النباتات يجبرك إلى حد كبير على تناول الأطعمة الصحية المحضرة منزلياً، خاصةً أن وجبات المطاعم والمناسبات تتضمن إلى حد كبير أصنافاً من قائمة الممنوعات، لذلك بدأ المشاركون في النظام في نشر وصفات أكلاتهم الصحية لتشجيع بعضهم على خوض التجربة والاستمرار فيها.
الفكرة غربية إلى حدٍ كبير، إلا أن اتباع أعداد كبيرة لها يجعل البعض يسأل أسئلة من نوعية هل يتناسب هذا النظام الغذائي مع الحوامل أو الأطفال أو المرضى وكبار السن؟ الأمر الذي يؤكده المشاركون إيجابياً مع ذكر بعض المصادر العلمية التي تدلل على ذلك.
الدراسات تؤكد أن اتباع مثل هذه الأنظمة الغذائية مفيد للصحة ويقي من أهم أشهر أسباب الوفاة في العالم مثل أمراض القلب، وبعض الأمراض السرطانية والسمنة.