ما هي أشهر برامج السخرية السياسية في العالم؟

لم تعد السخرية السياسية مقتصرة على النكات التي كان يتناقلها المعارضون سرًّا فيما بينهم، فقد انتقلت إلى حيز البرامج التليفزيونية المتاحة للجميع.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/23 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/23 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش

لم تعد السخرية السياسية مقتصرة على النكات التي كان يتناقلها المعارضون سرًّا فيما بينهم، فقد انتقلت إلى حيز البرامج التليفزيونية المتاحة للجميع.

وبعد ثورات الربيع العربي وظهور متنفس جديد للتعبير عن الرأي، ظهرت برامج ساخرة عديدة لانتقاد الأوضاع السياسية والظواهر المجتمعية في الأنظمة التي سقطت، أو من أوضاع ما بعد الثورات.

وبدأت معظم هذه البرامج من خلال قنوات يوتيوب قبل أن تعرف طريقها إلى شاشات التليفزيون.

برنامج.. البرنامج


يعد برنامج "البرنامج" للساخر باسم يوسف الأشهر والأكثر متابعة في مصر، والذي بدأ رحلته في تقديم برنامج بعنوان "باسم يوسف شو" على قناة يوتيوب. ولاقت الحلقات انتشارًا واسعًا في أوساط مستخدمي الإنترنت حتى أصبح برنامجاً تلفزيونياً.

بدأ يوسف حياته كجراح. وكمؤيد للثورة، بدأ بإعداد فيديوهات ساخرة عن الأحداث السياسية في مصر. كانت أول حلقة بتاريخ 8 مارس /آذار 2011 ولاقت – حتى الآن- أكثر من مليون مشاهدة على قناته بيوتيوب.

وسرعان ما أصبح يوسف وبرنامجه الساخر ظاهرةً أدت إلى تعاقد قناة OnTV، بعد ذلك انتقل إلى قناة CBC ومن ثم إلى MBC مصر.

خلال انتقاله عبر المحطات الثلاث واجه باسم العديد من الاتهامات، وأعلن عدة أشخاص ممن سخر منهم نيتهم مقاضاته. انتهى "البرنامج" في 2 يونيو/حزيران 2014 بإعلان يوسف توقفه إلى أجل غير مُسمى.



العراق.. والبشير شو


برنامج تلفزيوني ساخر يقدمه إعلامي عراقي شاب يدعى أحمد البشير، والذي عمل مُسبقًا كمراسل ميداني ثم معد للأفلام الوثائقية ثم محاور تليفزيوني.

البداية كانت في العام 2011 حين قرر البدء في تجربة البرامج السياسية الساخرة عبر يوتيوب على خطى باسم يوسف، فحققت أولى حلقاته أكثر من مليون مشاهدة، علماً أن فريق العمل يضم ما يقرب من 17 شخصًا.

على الرغم من التهديدات المتلاحقة التي تواجه البشير، فهو مستمر في تقديم برنامجه، ما بين سخرية من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًّا بـ "داعش"، وصولًا إلى السخرية من المسؤولين في البلاد وإظهار التضارب في التصريحات.

وقبيل بدء كل حلقة من حلقات البرنامج يوجد تنويه أن "هذا برنامج كوميدي ساخر يعمل وفق المادة 38 من الدستور العراقي، التي تكفل بموجبها الدولة حرية التعبير عن الرأي".



المغرب.. والتسوليزم

محمد التسولي شاب مغربي ناشط في مجال السياسة، استلهم تجربته أيضا من باسم يوسف وبدأ في إعداد برنامجه على موقع يوتيوب. يعتمد التسولي على أدوات بدائية للغاية في إعداده، ويرجع ذلك لعدم وجود ممول أو خبراء لإنتاج البرنامج.

ويرى التسولي أن وجود برنامجه على مواقع التواصل الاجتماعي يعطيه حرية أكبر من الحرية المتاحة على شاشات التليفزيون.

لبنان.. DNA وشي إن إن

DNA الذي يقدمه الإعلامي نديم قطيش على تلفزيون المستقبل يعد فاصلاً وليس برنامجًا، حيث تتراوح مدته البرنامج بين 11 و14 دقيقة. يناقش البرنامج الأحداث بطريقة ساخرة ويعلن انحيازه لقوى 14 آذار ومعارضته للنظام السوري وممارسات حزب الله.

في حين أن شي إن إن، والذي يقدمه سلام الزعتري، يبدو منحازًا إلى قوى 8 آذار رغم إعلان البرنامج أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء اللبنانيين.

السودان.. "داقي جرس" و"يا إخوانا".. أشهر البرامج

في ظل عدم وجود متنفس للشباب إلا وسائل التواصل الاجتماعي، قدم عدد من الشباب نماذج لبرامج سياسية ساخرة عبر موقع يوتيوب، فكان أشهرها "داقي جرس" بنسبة مشاهدة ما يقرب من 700الـ ألف شخص.

"يا إخوانا" والذي يقدمه الشاب السوداني محمد فتحي، يتناول أيضاً الموضوعات السياسية.

ما يجمع البرامج السابقة، سواءً تلك التي بقت على مواقع التواصل الاجتماعي أو تلك التي أصبح لها فرصة وانتقلت إلى شاشات التليفزيون، أنها تُعد متنفسًا للتعبير عما يعانيه المواطن العربي، وذلك فضلًا عن بعض المسلسلات التليفزيونية التي اتخذت من السخرية السياسية مادة لها في رمضان الماضي، مثل مسلسل "سيلفي" لناصر القصبي، والذي ناقش فيه عدة قضايا منها التطرف الديني وانتقاده لداعش والخلافات الطائفية بين السنة والشيعة.

الولايات المتحدة الأميركية.. The Daily Show


قدم جون ستيوارت توليفة للمجتمع الأميركي اليساري، ظل يقدمها ما يزيد عن 10 سنوات لمدة 4 أيام من كل أسبوع مستقطبا أنظار الكثيرين حوله، حتى صار من أشهر البرامج وأكثرها متابعةً على الإطلاق.

جذب الأنظار بتركيبته الغريبة، فهو الأكثر دفاعًا عن حقوق الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية، لكنه أيضًا يُفرّق بين السخرية والأحداث الجِسام التي تختلط فيها الهستيريا الوطنية والجنون، مثل حلقته الجدية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.



What's The Alternative?


بدأ البرنامج في العام 2003 متطرقاً للأحداث التي تشهدها أميركا عبر استضافة شخصيات إعلامية أو سياسية أكثر اطلاعاً بالحدث لمناقشة الأوضاع في قالب ساخر.

وتستضيف بورتلاند هيملميتشز بين الفينة والأخرى فنانين ومشاهير، علماً بأنها تفتتح برنامجها بمقدمة سياسية ثم مونولج ساخر قبل أن تستقبل ضيوفها.

فرنسا.. ودمى الأخبار


أما فرنسا فتقدم برنامجًا خارج إطار المعهود، فبرنامج "لي غينيول دو لانفو" أو "دمى الأخبار" تقدمه دمى كاريكاتورية لسياسيين وإعلاميين.

كاد البرنامج أن يتوقف قبل أن يطالب سياسيون على رأسهم الرئيس الفرنسي بإبقائه. يُذكر أن عمر البرنامج يزيد عن ربع قرن سخرت فيه الدمى من كافة السياسيين الفرنسيين، وتزيد تكلفة البرنامج عن 250 ألف يورو شهريًّا.