العلاقات العامة.. الأسد النائم

"لو خسرت ثروتي كلها لأنفقت الدولار الأخير على العلاقات العامة" بيل غيتس

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/01 الساعة 03:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/01 الساعة 03:32 بتوقيت غرينتش

"لو خسرت ثروتي كلها لأنفقت الدولار الأخير على العلاقات العامة" بيل غيتس.

ولا يخفى أن مجال العلاقات العامة مجال مكمل للتسويق، ولكنه شيء أساسي ولا يمكن لأي شركة أن تصعد بشكل ذكي وتمتلك حصة سوقية إلا باستخدام فنون العلاقات العامة أو أنهم يكونون موجودين لعشرات السنوات، والشيء المؤسف فعلاً هو تعامل الشركات الكبيرة مع العلاقات العامة على أنها خدمة نشر الأخبار فقط، ويهتمون بعدد الأخبار المنشورة وينسون الاستراتيجية والمحتوى والتخطيط، العلاقات العامة فن مثل فن الحرب، فتوجد استراتيجية وتوجد تكتيكات لاستغلال الفرص والترندات الحالية، الذكي من يكتشف الفرصة، والفنان مَن يصنعها، وجامعاتنا العربية مناهجها في العلاقات العامة حديثة ومتوائمة مع عصرنا، ولكن أستغرب تعامل الشركات الكبرى وعزوفهم عن استخدام هذه الأداة الجبارة، فأغنى رجل في العالم يبني إمبراطوريته بها.

أعطيكم أحد الأمثلة، إحدى كبرى شركات الألبان والعصيرات في السعودية أوقفت إنتاج عصير البرتقال العادي واستبدلته في الأسواق بعصير بريميوم ذي غطاء أسود والآن يبيعونه بنفس السعر! كيف تريد إقناعي أنه بريميوم وهو أكثر جودة بنفس السعر؟! ولماذا الشركة لم تعلن عن تغييرها للمنتج أو استبداله أو إيقاف المنتج السابق؟! هذا ما يهز ثقة المستثمر إن كانت الشركة عامة وثقة العميل في نفس الوقت، فعدم الاحترافية هذا قد يكبد الشركة خسارة كبيرة، فلم تقم الشركة بعمل حملة لتغيير كل منتجاتها وعمل هوية جديدة، بل قامت بقطع منتج وإظهار منتج جديد دون إبلاغ المستهلكين بأي طريقة إعلامية أو دعائية ونشرات!

إنه من المعيب أن تكون كبرى الشركات لا تفهم ولا تستثمر في العلاقات العامة، وبسبب عدم الاحترافية قد تتسبب لنفسها خسائر فادحة.

فتخيل معي كبار السن المتعودين على شراء المنتج بالغطاء الأخضر، واليوم أصبح الغطاء أسود والشكل مختلفاً هل سيشتريه؟ أم سيتركه ويبحث عما كان متعوداً عليه؟ وإن قرر شراءه فلا بد أن يسأل وعندما يسأل لا يوجد جواب سوى (عصير برتقال قديم ما في هادا أسود جديد) من الموظف في البقالة، إذا كان المورد نفسه لا يعلم أنه تم استبدال المنتج ولا القصة وراء ذلك فالناس سيتوقعون قصصاً منطقية في خيالهم؛ لأنه البريميوم أجود فأكيد أغلى.

نفسي أعرف فكرة من هي تحويل المنتج إلى بريميوم؟ ولماذا قطع خط الإنتاج القديم؟ مَن يحاسب على تغيير الشركات المسميات؟ مسمى مثل بريموم أو عصير طبيعي؟ أو عصير طازج أو أفضل عصير في المملكة؟ أو العصير الأكثر مبيعاً في المملكة؟ فإذا كان أحد لا يحاسب عن هذه المسميات فأنا سأطلق عن مقالتي هذه أفضل مقالة في المملكة وشركتي أحسن شركة في المملكة!

إنني أذكر المسؤولين عن التوظيف في الشركات بالآية الكريمة: "إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين"، ويجب أن تعملوا اختبارات لجميع الموظفين في مجالهم، فلا يمكن لشخص عاقل أن يوظف مَن سيجعل الشركة تخسر العملاء والأموال والمستثمرين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد