كندا تجدد شبابها باللاجئين وترغب في استقبال المزيد.. فما هي الدول المرشحة؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/14 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/14 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش

بينما تغلق دول العالم حدودها بالأسلاك الشائكة وأحياناً بالأسلحة وكلاب الحراسة أمام اللاجئين، فإن كندا لا تكتفي باستقبال اللاجئين السوريين، بل إنها تتطلع لاستقبال مزيد من المهاجرين من دول أخرى، فما السبب؟

تتسم كندا بمساحتها الجغرافية الشاسعة التي تبلغ نحو 9 ملايين و985 ألف كيلومتر مربع مما يجعلها الدول الثانية في العالم من حيث المساحة بينما يقدر عدد سكانها نحو 36 مليون نسمة ما يجعلها من بلدان العالم قليلة الكثافة، كما يحتاج سوق العمل في كندا إلى الأيدي العاملة مع قلة نسبة إنجاب الأطفال أيضاً بين أوساط الكنديين وشيخوخة الأيدي العاملة في البلاد.

لكل هذه الأسباب فإن الحكومات الكندية المتعاقبة تضع في خطتها عدد للمهاجرين المسموح لهم بالقدوم إلى البلاد.

300 ألف مهاجر

وكانت حكومة المحافظين السابقة قد وضعت رقم 250 ألف مهاجر سنوياً.

أما الحكومة الليبرالية الحالية بزعامة رئيس الوزراء جاستن تردوا، فرأت أن هذا العدد ليس كافياً؛ لذا زادت العدد من خلال فتح المجال للاجئين لدخول كندا -وخاصة السوريين- كما حدث في نهاية عام 2015 وخلال 2016.

ويهدف وزير الهجرة الكندي جون مالكولم، إلى أن يصل بأعداد المهاجرين الذين يدخلون إلى كندا هذه السنة إلى نحو 300 ألف مهاجر بدلاً من 250 ألفاً وفقاً لخطة حكومة المحافظين السابقة.

وكان مالكولم قد صرح بذلك خلال زيارته للمركز التجاري الكندي في الفلبين، وقال إن كندا تسعى لزيادة مستوى الهجرة خارج مستوى القياس الحالي باعتبارها وسيلة لسد احتياجات سوق العمل في كندا، لافتاً إلى أن السبب يعود إلى قلة الأيدي العاملة وشيخوخة السكان التي تلوح في الأفق.

وأردف الوزير الكندي قائلاً "لما لا نزيد عدد المهاجرين إلى كندا".
ومن المعروف أن الفلبين هي أكبر مصدر للمقيمين الدائمين في كندا وفقاً لتقارير الهجرة الكندية لشهر مايو/أيار 2016.

مضاعفة مكاتب التأشيرات

وقال مالكولم في تصريح له لوكالة CBC الكندية الإخبارية، إن كندا ستزيد عدد مكاتب التأشيرات في الصين لاستقطاب اليد العاملة الماهرة، وأن الحكومة الحالية تسعى بالفعل إلى زيادة عدد الذين يمنحون الإقامة الدائمة ما بين 280 ألفاً و305 آلاف في 2016، بعد أن وصلت تلك الإقامات إلى 260 ألفاً في عام 2015.

وأوضح الوزير مالكولم، أن الحكومة الليبرالية الحالية تسعى إلى تحقيق نمو الاقتصاد، وأنها تعمل على كسب تأييد الشعب الكندي في زيادة عدد المهاجرين.

استقطاب كندا للطلبة الدوليين

ويقصد بالطلبة الدوليين الطلبة الذين يدخلون إلى كندا للدراسة ثم بعد ذلك يقدمون طلب الهجرة والحصول على الإقامة الدائمة بالبلاد كمهاجر وليس طالب دراسة.

وفي هذا السياق، قال مالكولم "نحن نتجه لتسهيل الهجرة إلى كندا بالنسبة للطلبة الدوليين، وفي طريقنا للحد من بعض العوائق في نظام الهجرة إلى البلاد.

وأضاف: "إننا نعتقد أن هناك بعض القواعد التي تعتمدها كندا في الهجرة لم تعد ضرورية".

عقلية الترحيب الكندية

الوزير الكندي الذي يتبنى هذه الخطة يعد من أهم خبراء الاقتصاد بأحد أفضل 5 بنوك في كندا وأستاذ للاقتصاد، قبل أن يدخل عالم السياسية.

ويعترف مالكوم أنه ليس كل الكنديين سيوافقونه الرأي في الترحيب بالمهاجرين، لكن عقلية الترحيب بالقادمين الجدد يجب أن تكون من الحقائق التي تعتمدها كندا في ضوء نقص اليد العاملة وشيخوخة السكان، حسب قوله

وأضاف: "أعتقد أن لدينا حقائق مهمة من خلالها يمكن إقناع الشعب الكندي بأن هذا هو الطريق الصحيح".

آراء المواطنين الكنديين

تباينت آراء المواطنين الكنديين ما بين رافض لمقترح الحكومة الكندية وما بين موافق عليه، وظهر هذا الخلاف على مواقع التواصل الاجتماعي.

سينيثا انرايت، قالت إنه ربما على الحكومة الكندية، أن تقلق حول الشعب الكندي أولاً، فهو من صوت لها ويجب التفكير بالاهتمام بالمجالات الاقتصادية التعليم البنية التحتية الرعاية الصحية وأمن الشعب الكندي قبل السماح بدخول المزيد من المهاجرين لى بلدنا ثم أردفت قائلة "هذا رأيي الخاص".

أما جازير ميتلاند، فيعتبر أن الهجرة والاقامة الدائمة "يجب أن تعطى للناس الذين لديهم القدرة على إعالة أنفسهم والقدرة في الحصول على وظيفة وليس الحصول على المساعدات الحكومية، يجب أن يثبت هؤلاء الناس أنهم قادرون على دفع الضرائب، حسب قوله.

الأولوية لمن يتكلم اللغة الإنكليزية

تقول إحدى المواطنات الكنديات واسمها جودي رايان إنه "يجب إعطاء الفرصة وجلب العمال المهرة الذين يتكلمون اللغة الإنكليزية وكفى تقديم الدعم للاجئين، نريد ممن يدخل لكندا أن يشاركنا القيم الكندية ويساهم معنا وليس فقط يأخذ المساعدات.

مؤيدون للهجرة

وعبر كنديون آخرون عن تأييدهم لرغبة الحكومة الكندية في زيادة عدد المهاجرين، حيث أكد فاندرو دلين أنه "يجب أن نفكر في بلدنا أولاً وما هو الأفضل لكندا ولا نخلط بين المهاجرين واللاجئين، فالمهاجرون اليوم يخضعون لمزيد من التدقيق قبل الدخول لكندا، ليس كما هو الحال في السابق".

وأشار إلى أنه على الحكومة أن تجلب العمال المهرة ورجال الأعمال والمصنعين ومن ينجب الأطفال للمساعدة في استبدال شيخوخة السكان وكذلك ملء قطاعات العمل التي تحتاج إلى عمال، لافتاً إلى أن الزيادة المقترحة هي زيادة خفيفة في عدد المهاجرين وليس نسبة كبيرة.

بلدنا يحتاج للمهاجرين

علقت روزليندا قائلة "للأسف أن بعض التعليقات كانت عنصرية، مشيرة إلى أن كندا كانت تستقبل 250 ألف مهاجر سنوياً ولمدة 20 سنة.

وأضافت "الهجرة ممتازة لاقتصادنا والمهاجرين يأتون من ذوي المهارات والتعليم ونحن نحتاج لذلك".

علامات:
تحميل المزيد