أصدر الدكتور ديفيد لودويغ، أحد الخبراء البارزين في جامعة هارفرد، كتاباً تحت عنوان "لماذا أشعر دائماً بالجوع"، تطرق من خلاله إلى المؤشرات التي تبرهن على أن الأنظمة الغذائية التقليدية ليست مجدية على الإطلاق فيما يتعلق بالتخلص من الوزن الزائد.
وقدم لودويغ مخططاً شاملاً لفقدان الوزن، دون الشعور بالجوع، مع ضمان تحسن صحتنا، والشعور بأننا في حالة أفضل.
وتوصل لودويغ من خلال أبحاثه إلى أن "الإفراط في تناول الطعام، لا يساهم في زيادة وزن الإنسان، بل بالعكس محاولة الإنقاص في الوزن تعد المسؤولة عن جعل الإنسان يأكل كميات أكثر من المعتاد".
وتشمل استراتيجية تخفيض الوزن التي اقترحها لودويغ ثلاث مراحل، نشرتها صحيفة Abc الإسبانية، يتم خلالها تجاهل دور السعرات الحرارية والتركيز بشكل مباشر على الخلايا الدهنية.
عموماً، يضمن لودويغ "خسارة معدل كيلوغرام ونصف بشكل بطيء كل شهر، على مدار 12 شهراً؛ مع الحرص على تناول الطعام عند الشعور بالجوع، ومتابعة صحتك".
وأثبتت عدة دراسات أن النظام الغذائي الصحيح يقينا من الأمراض.
المرحلة الأولى: التغلب على الرغبة الشديدة في الأكل
خلال المرحلة الأولى، ينبغي على الشخص اتباع نظام غذائي تختلف معاييره تماماً عن معيار النظام الغذائي منخفض الدهون. فخلال هذه المرحلة، يجب أن يتناول الشخص نسبة عالية من الدهون (معدل 50 بالمائة من السعرات الحرارية في اليوم)، وكمية أقل من الكربوهيدرات الكلية (25 بالمائة)، وكمية من البروتين أكثر من المعتاد (في حدود 25 بالمائة).
وخلال الأسبوعين الأولين من هذه المرحلة، من الضروري تجنب جميع المنتجات المشتقة من الحبوب والبطاطس والسكر المضاف، من النظام الغذائي.
من جانب آخر، يمكن تناول الفواكه الجافة خلال هذه المرحلة، إضافة إلى الحليب كامل الدسم.. وغيرها من الأطعمة الغنية بالدهون؛ وهي وجبات من غير الممكن الاستمتاع بها خلال اتباع نظام غذائي يعتمد على تقييد السعرات الحرارية.
وتجدر الإشارة إلى أنه وخلال جميع مراحل هذه الاستراتيجية يلعب البروتين عالي الجودة دوراً هاماً.
تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل دقة وقسوة في هذا البرنامج الغذائي. ووفقاً للخبير لودويغ، إن "هذه المرحلة ليست أكثر قسوة من النظام الغذائي الذي يرتكز على تناول أغذية تحتوي على نسبة منخفضة جداً من مادة الكربوهيدرات والكيتون. ويهدف مثل هذا النظام في الغالب إلى التخلص من هذه المغذيات الرئيسية في الجسم بشكل كامل".
وأضاف لودويغ أنه "بالإمكان التمتع بمغذيات طبيعية وكاملة من الكربوهيدرات التي نجدها عادة في الفواكه والخضروات وتشكيلة كبيرة من الخضار غير النشوية".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة تمتد لأسبوعين فقط. وفي الأثناء، تمثل هذه المرحلة دفعة قوية للأشخاص لتشجيعهم على خسارة الوزن، ولا يمكن اعتمادها كنظام غذائي دائم. وأكّد الخبير أن "المراحل الموالية ستكون أكثر مرونة وتنوعاً، كما أنها تتسم بالقدرة على تلبية الميولات الشخصية لكل فرد".
واتضح أن الطعام الذي تأكله أهم من الوقت الذي تأكل فيه.
تجنب أطعمة الإفطار التي تتكون من الحلوى التي تبدو أكثر من مجرد حلوى. نعم، أنزل الكعك والزبادي المُحلى عن يديك، وتناول البيض والأطعمة الأخرى الغنية بالبروتينات عالية الجودة، وكذلك الكربوهيدرات التي يتم حرقها ببطء مثل حبوب الشوفان الكاملة. ستملأ هذه الأطعمة مخازن الوقود في جسمك، وتساعدك على البقاء في حالة شبع لتجنب اللجوء للطعام غير الصحي في وقت لاحق من اليوم.
المرحلة الثانية: إعادة برمجة الخلايا الدهنية
تهدف هذه المرحلة إلى خفض كمية الدهون في الجسم إلى حدود 40 بالمائة من مجموع السعرات الحرارية. وذلك من خلال تناول الكربوهيدرات بنسبة 35 بالمائة، جنباً إلى جنب مع بعض الحبوب الكاملة المعالجة، على غرار الأرز البني والشوفان والشعير والكينوا، فضلاً عن الخضراوات النشوية الأخرى غير البطاطس. كما ينبغي الحفاظ على نفس نسبة ومصدر البروتينات التي تضاهي تقريبا 25 بالمائة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لأخصائي الغدد الصماء، لودويغ، هذه المرحلة مسؤولة عن "إعادة تدريب الخلايا الدهنية مما سيؤدي بدوره إلى انخفاض الوزن تدريجياً حتى يستقر في نسبة جديدة أقل من السابقة". كما بيّن الخبير أن "هذه العملية يمكن أن تستغرق بضعة أسابيع أو شهوراً بالنسبة لبعض الأشخاص، وربما قد تتجاوز المدة الطبيعية بالنسبة لأولئك الذين يعانون من بدانة مفرطة. وبالتالي، تشكل هذه المرحلة أسس النظام الغذائي".
المرحلة الثالثة: فقدان الوزن بشكل نهائي
خلال هذه المرحلة، لا بد من اتباع نظام غذائي يعتمد بالأساس على الكربوهيدرات والبروتين والدهون بشكل مشابه للنظام الغذائي الذي كان يتبعه العديد من الأميركيين في فترة الخمسينيات والستينيات، قبل انتشار "وباء السمنة". وبالتالي، يجب أن نتناول كمية بروتين تتراوح بين 115 و170 غراماً لكل وجبة، ومن الضروري جداً أن يكون نصف الطبق غنياً بالأطعمة الطبيعية، على غرار الفواكه والخضراوات غير النشوية. كما يجب أن تتضمن الوجبة نصف كوب من الحبوب أو الخضار النشوية وذلك بمعدل ثلاث مرات في اليوم.
وعلى عكس المرحلة الثانية، يمكن إدراج البطاطس والأرز الأبيض ودقيق الشوفان والخبز ضمن النظام الغذائي، في حين يجب أن نحرص أن تكون معظم الحبوب التي نتناولها كاملة ومطحونة. في الوقت ذاته، يجب أن نتناول كميات من هذه الأغذية على أن تكون غنية بالألياف والحبوب الجرثومية.
في واقع الأمر، يكمن الهدف من هذه المرحلة، حسب الدكتور ديفيد لودويغ، في "اكتشاف الاحتياجات الحصرية التي يحتاجها الجسم والعمل على وضع خطة لمتابعة طبيب مختص بدلاً من الاعتماد على بعض التوصيات الغذائية التعسفية".