ويبقى الأردن أقوى

بكاء هناك، وصياح هناك، هنا امرأة تبكي على مَن فارقها الحياةَ وكانت معه منذ قليل، عمان تشيّع أبناءها الـ57 الذين راحوا ضحية 3 أعمال إرهابية جبانة، ضربت العاصمة عمان مساء يوم 11/9/2005 وكانت في ثلاثة فنادق في قلب العاصمة عمان، وقد اختار الإرهابيون تلك الفنادق؛ لأنها أماكن تجمع عدداً من الناس، وبهذا يضمن هؤلاء القتلة عدداً أكبر من الدماء المسلمة الطاهرة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/15 الساعة 02:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/15 الساعة 02:28 بتوقيت غرينتش

بكاء هناك، وصياح هناك، هنا امرأة تبكي على مَن فارقها الحياةَ وكانت معه منذ قليل، عمان تشيّع أبناءها الـ57 الذين راحوا ضحية 3 أعمال إرهابية جبانة، ضربت العاصمة عمان مساء يوم 11/9/2005 وكانت في ثلاثة فنادق في قلب العاصمة عمان، وقد اختار الإرهابيون تلك الفنادق؛ لأنها أماكن تجمع عدداً من الناس، وبهذا يضمن هؤلاء القتلة عدداً أكبر من الدماء المسلمة الطاهرة.

57 من الأبرياء هو عدد الأشخاص الذين راحوا ضحية هذا العمل الإرهابي الجبان، وأكثر من 150 جريحاً وجريحة أُصيبوا في الحادثة الأليمة، التي جمعت كل الأردنيين على قلب رجل واحد، ذاك الأربعاء الأسود، اليوم الذي أدمى قلوب الأردنيين وأتعبها، اليوم الذي ألم جميع الأردنيين، من الشمال إلى الجنوب، وفي كل بقعة من هذه البلاد الطاهرة، من الشرق والغرب، أبكاهم على وطنهم الذي طالته يد الإرهاب الجبانة، فذاك المساء لا يُنسى عند أي أردني، كيف لا فهو من أقسى الأيام التي مرت على الوطن الأمن المتلاحم؟! وطن الخير والعطاء، لكن الإرهاب لا يهمه ذلك، بقدر ما يعشق وجود أكبر عدد من الدماء تسيل في بلاد العرب كافةً، والأردن خصوصاً.

وفي اليوم التالي لتفجيرات عمان، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة للشعب الأردني، أكد فيها أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأردن إلى مثل هذه الاعتداءات الإرهابية الجبانة، وأن الأردن مستهدف أكثر من غيره لعدة أسباب، ومنها دور الأردن الكبير في الدفاع عن جوهر الإسلام السمح، دين الاعتدال والوسطية والتسامح ومحاربة الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء باسم الإسلام، والإسلام منهم براء.

تفجيرات عمان -الأربعاء الأسود- شكلت منعطفاً هاماً في القوانين والتشريعات الأردنية ضد الإرهاب بكل أشكاله، فالأردن وبعد تفجيرات عمان المؤلمة تنبّه لوضع العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد الإرهاب، والتعاون مع كافة الجهات المختصة الداخلية كانت أو الخارجية لقتل آفة الإرهاب التي دخلت الأردن، لكن وبتعاضد الأردنيين وهمّة الأجهزة الأمنية تم قتل الإرهاب في هذا الوطن الآمن.

الأربعاء الأسود، الأسود بكل تفاصيله منذ المساء حتى ساعات الفجر الأولى من الخميس، فعمان الجميلة مدينة الحب والطمأنينة تشيع أبناءها، والأفراح تحولت إلى أحزان وبكاء، والإرهاب يضرب قلب الأردن -عمان الحبيبة- وجميع الأردنيين منتبهون ولم تفارق قلوبهم الدموع على عمان، التي أصبحت بين ليلة وضحاها مسرحاً لعمل إرهابي جبان، تقوم به فئة ضالة.

الأردن، هذه البقعة الطاهرة في هذه المنطقة، في وسط كل هذا الإرهاب الذي يلمّ بنا ومن حولنا، يؤكد هذا الوطن وأبناؤه وأجهزته الأمنية أن هذه البلاد لن تكون إلا سداً منيعاً في وجه الإرهاب وقوى الضلال التي تعشق الدماء وتغذّي الحقد في داخلها، هذه القوى الضالة التي لا تعترف سوى بلغة الدماء والقتل والحروب، لغة الكراهية فقط هي ما يتقنون.

اليوم وبعد كل هذه السنوات نؤكد أن الأردن هو وطن الحب والسلام، منبع الوسطية والاعتدال، نؤكد قوة أبناء هذه الأرض وعشقهم اللامتناهي للوطن، نؤكد أن هذا الوطن محميّ بالإرادة الإلهية و"للبيت ربّ يحميه".

لكن وبرغم كل الظروف وبرغم كل المصاعب والآهات والتحديات التي تواجه هذا الوطن، بقي الأردن بهمة أبنائه بتعاضدهم، بأُخوتهم، بقوتهم وحبهم للأرض واستعدادهم للتضحية فداءها، واقفاً لا يركع إلا لله تعالى، ولا يرضخ للإرهابيين الجبناء، أو كل من يريد شراً بهذا الوطن، بقي الأردن يؤكد جوهر الإسلام دين المحبة والتآخي، دين الوسطية والاعتدال، بقي الأردن شامخاً بشموخ جبال السلط، وبرغم كل هذه الأمور يبقى الأردن أقوى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد