تداولت وسائل التواصل الاجتماعي قصة الطالب الهندي روهان (15 عاماً) المقيم بأمريكا والذي تلقى تعليماً منزلياً بمساعدة والدته التي استعانت بالموقع الإلكتروني لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
أخذ روهان دروساً في الجبر والهندسة والعلوم عبر الموقع ليستطيع تحقيق حلمه بالانتقال إلى ولاية ماساتشوستس الأميركية والدراسة في المعهد بمنحة كاملة وهو في الخامسة عشرة من عمره.
منذ تأسيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية (MIT) في عام 1861 وهو يحاول استقطاب النخبة من الطلبة حول العالم ليقدموا أفكارهم ويطبقوا تجاربهم في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطب ومجالات علمية أخرى.
ومن الطبيعي أن تكون معايير الالتحاق بالمعهد بحاجة إلى مستويات عالية من التفوق والحس الإبداعي والقدرات الشخصية التي لا تتوافر للكثيرين حول العالم.
كسر القيود حول التعليم
وبفضل مبادرة أطلقها المعهد منذ سنوات قليلة، أصبح بإمكان أي طالب حول العالم الولوج إلى المواقع الإلكترونية التي خصصها المعهد للحصول على الدروس والمحاضرات والفيديوهات، وتشمل الدروس المقدمة كل التخصصات تقريباً دون أي مقابل مادي، ويستطيع الطالب الحصول على شهادة مختومة من إدارة المواقع التابعة للمعهد عند اجتيازه الاختبارات بنجاح.
Research, measure impact, and influence policies with MITx Data, #Economics, and #Development Policy #MicroMasters: https://t.co/Xznmqg3FuP pic.twitter.com/5YG4k1UfaP
— MITx on edX (@MITxonedX) December 7, 2016
ونجحت هذه الخطوة في تغيير حياة الكثيرين حول العالم، خصوصاً أن المشروع جعل مبدأ "كسر القيود حول التعليم" شعاراً له؛ إذ لا تشكل علامات الطلاب في الثانوية أو الجامعة عائقاً أمام اختيار المواد التي يريدون دراستها، إنها فرصة لكل الطلبة حول العالم ليقدموا أفضل ما لديهم مهما كان مستواهم التعليمي أو المادي.
ليس الطلاب وحدهم من يستفيدون من المواد العلمية التي يقدمها الموقع؛ بل حتى آلاف الأساتذة المحاضرين حول العالم ممن يحاولون التحسين من أدائهم وتقديم الدروس بشكل أفضل لطلابهم عبر زيارة المواقع التابعة للمعهد والاطلاع على محتوياتها.
مَخزن المواد العلمية والأفكار العبقرية لسنوات!
يقوم الموقع التابع للمعهد بتقديم الدروس مباشرة بعد عرضها على الطلاب بالمعهد في تخصصات كثيرة؛ من بينها: الملاحة الجوية والفضائية – وعلم الإنسان – والهندسة المعمارية، والبيولوجية والكيميائية – والدراسات الإعلامية – والاقتصاد – والهندسة الكهربائية – وعلوم الحاسوب – والرياضيات – والعلوم النووية والفيزيائية – العلوم السياسية – والدراسات الإنسانية – والموسيقى والفنون المسرحية.
ويكفي الدخول للموقع ثم اختيار المستوى الدراسي والتخصص الذي تنوي الاطلاع على دروسه لتستطيع الحصول على المواد العلمية كافة المتعلقة به، كما يمكنك استقبال المعلومات حول مستجدات الموقع والدروس المتوافرة والفرص المتاحة عبر التسجيل بالقائمة البريدية للموقع.
ادرس، وامتحن واحصل على شهادة من أفضل معاهد العالم!
MIT Office Of Degital Learning هو الموقع الثاني التابع للمعهد، وتستطيع التسجيل فيه مجاناً والحصول على الدروس والمواد العلمية -بعض التخصصات ستطلع عليها من خلال الموقع الأول ocw- بعدها يتم تحويلك تلقائياً لهذا الموقع.
عند التسجيل وقبول عضويتك في الموقع واختيارك للتخصص أو المادة التي تريد دراستها، سيتم إعلامك بتاريخ توافر المواد العلمية وعرضها ( لمدة ساعتين في الأسبوع مثلاً) ومعلومات إضافية أخرى.
ويشار إلى أن كل الدروس والمواد العلمية مجانية، إلا أن بعض التخصصات توجب دفع مبلغ مالي مقابل الحصول على الشهادة. لا يتجاوز المبلغ 70 دولاراً أميركياً.
أما موقع MIT Open Course Ware ، وهو موقع تابع أيضا للمعهد، يتم فيه تنزيل المواد العلمية ويسمى مخزن المواد العلمية.
ويعتبر الموقع فرصة للطلبة الذين يريدون تعزيز مهاراتهم وكفاءاتهم ولا يملكون الوقت أو المال لدفع تكاليف الجامعات التي توفر خاصية التعليم عن بُعد، وفرصة أيضاً للأمهات اللاتي توقفن عن الدراسة بعد إنجابهن أبناءهن. كل ما يحتاجه هؤلاء هو حاسوب واتصال بالإنترنت للحصول على فرصة تغير حياتهن للأفضل.
إحصاءات
الموقع هو مشروع ضخم يستقطب أكثر من مليوني زائر شهرياً من كل أقطار العالم، 43% منهم أشخاص يتبعون تعليماً ذاتياً Self Learners، و42% منهم طلبة يتبعون نظاماً تعليمياً أكاديمياً يحاولون من خلاله تحسين مستواهم وصقل قدراتهم.
وحسب الإحصاءات التي نشرها المعهد، فإن كل الدول العربية مع إيران تمثل 4% من المستفيدين من خدمات المشروع، تقابلها نسبة 20% لجمهورية الصين الشعبية وحدها فقط، و17% من دول القارة الأوروبية.
عدة لغات إلا العربية
يقوم المشروع بتوفير ترجمة للدروس والمحاضرات والمواد العلمية المقدمة بلغات أخرى غير الإنكليزية؛ ليسهل على الطلاب الأجانب الذين لا يتقنون الإنكليزية استيعاب الدروس وفهمها بلغتهم الأم، من بين تلك اللغات: الصينية والتركية واليابانية والفارسية، والإسبانية والبرتغالية والكورية والتايلاندية، ولغات أخرى.
وبسؤال إدارة المعهد عن سبب عدم توافر ترجمة عربية للمواد العلمية، جاءت الإجابة لـ "عربي بوست" إنها تعقد اتفاقيات شراكة مع جامعات ومعاهد ومؤسسات من دول مختلفة لتتم ترجمة المواد العلمية.
وأشارت إدارة المعهد إلى أنها تشترط توافر الكفاءة والدقة في نقل المواد من اللغة الإنكليزية إلى اللغات الأخرى، موضحين أنهم لا يملكون حالياً أي إمكانية لترجمة الدروس إلى العربية أو لغات أخرى.
وترحب إدارة المعهد بالجامعات العربية للتواصل مع المعهد لتوفير ترجمة للمواد العلمية التي يقدمها حتى توفر فرصة للطلبة العرب للاطلاع على تلك الدروس والاستفادة منها وفتح آفاق أخرى لصقل مواهبهم وقدراتهم وقابليتهم على الإبداع.