بلا نتائج.. الأطراف الدولية المجتمعة في سويسرا تخفق في إنهاء الصراع السوري

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/16 الساعة 01:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/16 الساعة 01:23 بتوقيت غرينتش

أخفقت المحادثات التي عقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن سوريا في مدينة لوزان السويسرية مساء السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن استراتيجية عامة لإنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه السادس.

واكتفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتصريح لوكالات الأنباء الروسية إثر انتهاء المباحثات "توافقنا على وجوب الاستمرار في الاتصالات خلال الأيام المقبلة". أضاف "قلنا بوضوح إنه ينبغي بدء العملية السياسية في أسرع وقت".

من جهته أعلن نظيره الأميركي جون كيري أن واشنطن وموسكو والدول المنخرطة في النزاع السوري ناقشت "أفكاراً جديدة" لإحياء الآلية الهادفة إلى التوصل لوقف لإطلاق النار.

وأوضح أن المباحثات تخللها "تبادل واسع للأفكار" رغم "التوتر" وقد توافقت الأطراف على مواصلة الجهود لإحياء الهدنة.

أما الدول الأخرى المشاركة في المباحثات، تركيا وقطر والسعودية والعراق ومصر فضلاً عن إيران الحليفة الرئيسية للنظام السوري، فلم يدل ممثلوها بأي تصريح.

واستضاف كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف مع 7 وزراء خارجية دول من المنطقة وهي إيران والعراق والسعودية وتركيا وقطر والأردن ومصر بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف لإطلاق النار كانا توصلا إليه بشق الأنفس واعتبره الكثيرون آخر أمل للسلام هذا العام.

لحظات توتُّر

وقال كيري للصحفيين إنه تم التوصل إلى توافق بشأن عدد من الخيارات التي ربما تؤدي لوقف إطلاق النار لكنه أشار إلى أن محادثات السبت شابتها لحظاتٌ من التوتر.

وقال إن "عدداً من الوزراء قدموا أفكاراً جديدة نأمل في أن تسفر عن تشكيل بعض المنهجيات المختلفة."

لكن لم يصدر عن الاجتماع بيان مشترك أو رؤية مشتركة عن كيفية التحرك إلى الأمام.

وقال لافروف -الذي لم تكن لديه "أي توقعات خاصة" لاجتماع السبت- إن الوزراء ناقشوا عدداً من "الأفكار الجديرة بالاهتمام" دون أن يوضحها.

اجتماع في لندن

وسيحاول جون كيري الأحد في لندن إنعاش جهود إنهاء الحرب في سوريا، مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وعدد من نظرائه الأوروبيين الآخرين.

ولم تكن أوروبا ممثلة في الاجتماع الذي عقد في فندق فاخر على بحيرة جنيف.

لكن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن كيري ووزراء خارجية دول تتبنى سياسات متقاربة حيال الأزمة يخططون للاجتماع لمناقشة الملف السوري في لندن يوم الأحد.

وقال كيري إن المشاركين في محادثات لوزان سيتواصلون يوم الاثنين للمتابعة.

ومنذ انهيار التعاون الأميركي الروسي -الذي كان لفترة طويلة عماد جهود إنهاء الحرب في سوريا- بحث مسؤولون أميركيون عدداً من الأفكار وإنه رغم عدم توقع حدوث انفراجة إلا أن الشكل الإقليمي للمحادثات قد يكون الأساس لعملية جديدة.

لكن دبلوماسياً غربياً سابقاً في سوريا قال لرويترز "لا أفهم (لماذا) يطلب الأميركيون من روسيا المحادثات مجدداً. هم (الروس) لا يقدمون أي تنازلات. هل يصدق الأميركيون أن موسكو اهتزت بفعل تطورات الأسبوع الماضي وقررت تغيير سلوكها؟"

وفي سياق آخر قال دبلوماسي غربي في لوزان إن الاجتماع لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة.

وقبل بدء المحادثات التقى كيري بشكلٍ منفصل مع نظيره السعودي عادل الجبير ومع لافروف لمناقشة ترتيبات الاجتماع.

وهذا هو الاجتماع الأول بين كيري ولافروف منذ انهيار محاولة ثانية لوقف إطلاق النار في سبتمبر/أيلول.

ومن المرجح أن يؤدي قرب انتهاء رئاسة باراك أوباما إلى فترة توقف في الجهود الدبلوماسية الأميركية إلى أن يتولى خلفه سواء دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون مقاليد الأمور.

اتهامات

وتتزايد الضغوط من أجل وقف هجوم عنيف بدأته الحكومة السورية قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على المنطقة الشرقية في حلب والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة حيث تقول الأمم المتحدة إن هناك 275 ألف مدني وثمانية آلاف من المعارضين المسلحين يتحصنون ضد القوات السورية والروسية والقوى المدعومة من إيران.

واتهمت القوى الغربية روسيا وسوريا بارتكاب فظائع من خلال قصف مستشفيات وقتل مدنيين ومنع عمليات الإجلاء الطبي بالإضافة إلى استهداف قافلة إغاثة مما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصاً.

وترد سوريا وروسيا بأنهما لا تستهدفان سوى المسلحين في حلب وتتهمان الولايات المتحدة بخرق وقف إطلاق النار بقصفها عشرات من الجنود السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية وهو حادث أبدت الولايات المتحدة أسفها بشأنه.

وقال قيادي بارز في المعارضة المسلحة الجمعة إن قوات الحكومة السورية لن تتمكن مطلقاً من السيطرة على القطاع الشرقي من حلب لكن مصدراً عسكرياً قال إن العملية تسير وفقاً لما هو مخطط له.

وقالت الأمم المتحدة إن الطعام والوقود والأدوية بدأت تنفد في شرق حلب وإنه لن تكون هناك حصصٌ لتوزيعها اعتباراً من بداية الشهر المقبل.

تحميل المزيد