بقعة “العرق” تُرشد باحثاً مصرياً لإنتاج أقمشةٍ لتخزين الحبوب.. إليك التفاصيل

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/17 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/17 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش

مع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر مظاهر القمصان المبتلة ببقع مائية بسبب تفاعل العرق مع الملابس، وهو مشهدٌ صيفي معتاد، لكن د.محمد الرافعي، أستاذ الصناعات النسيجية بالمركز القومي للبحوث، قرّر مكافحة هذه الظاهرة فخلص ببراءة اختراع.

وللتخلص من هذا المشهد، عكف الرافعي على أبحاث استمرت لأكثر من 5 سنوات ضمن الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسيجية، فتوصل إلى إنتاج أقمشة مقاومة للابتلال والبكيتريا.

وبالرغم من أن فكرة إنتاجها انطلقت في الأساس لعلاج مشكلة العرق، إلا أنه يقدمها أيضاً لتكون مادة مناسبة لتخزين الحبوب بالصوامع، ولتصنيع خيام اللاجئين والملابس الطبية التي يرتديها الأطباء، والمفروشات التي تفرش بها الأسرّة في المستشفيات لمواجهة مشكلة قرحة الفراش.

ويعتمد إنتاج هذه الأقمشة، كما يقول الرافعي، على استخدام تكنولوجيا النانو، والتي تعددت استخداماتها ودخلت مؤخراً في الصناعات النسيجية عبر تدعيم الأقمشة برقائق صغيرة تؤدي أغراضاً وظيفية.

ولكل وظيفةٍ مواد في حجم النانو تم تدعيم الأقمشة بها، وهي الرقائق الفضية وجزيئات الشمع، وكلتاهما تم استخلاصهما من مصادر طبيعية في البيئة المحلية.

ويضيف "أما عن الرقائق الفضية فتم استخلاصها من نباتات طبية مثل الكونيزا وطحالب بحرية والعسل الأبيض ووظيفتها مقاومة البكتريا، بينما تقوم جزيئات الشمع بمقاومة الابتلال".

عملي واقتصادي

ويصف الرافعي المنتج الجديد بأنه عملي واقتصادي، وذلك بعد تجارب أجرتها شركة مصر للصناعات النسيجية.

ويقول "خلال هذا التجارب خضع القماش للغسيل 20 مرة، ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات، وكانت 50 غراماً من الفضة كافية، وفق دراسة الجدوى، لتغطية طن من القماش".

ويستعد الباحث للانتقال بهذا المنتج الحاصل على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي عام 2014 من مرحلة البحث العلمي إلى التطبيق العملي.

ويضيف: "لدينا عروض تتم دراستها حالياً لاختيار أفضلها من أجل إدخال هذه الأقمشة في تصنيع الملابس الرياضية".

لكنه يأمل في توسيع دائرة الاستخدامات موضحاً: "نعاني في مصر من تخزين الحبوب، وتضيع كمية كبيرة منها بسبب إصابتها بالفطريات لسوء التخزين في الصوامع، واستخدام هذه الأقمشة في التخزين يحلّ المشكلة".

تمصير التكنولوجيا

ويثني خالد عبد السلام، صاحب أحد مصانع الغزل والنسيج، على المنتج الجديد مشيراً إلى أن الميزة التي قدمها هو ما يمكن أن نسميه بـ "تمصير التكنولوجيا".

وقال عبد السلام "يوجد لهذا المنتج شبيهٌ في كثير من دول العالم، ولكن الجديد الذي قدمه الباحث هو استخدام مواد من البيئة المحلية لإنتاجه". وأضاف "استخدام هذه المواد يقلل تكلفة الإنتاج لأنها أرخص من الاستيراد، بما يجعل هناك جدوى اقتصادية كبيرة".

علامات:
تحميل المزيد