الآن، وبعد قرابة 40 عاماً من المنع، بات بإمكان النساء في إيران ارتداء ملابسهن التقليدية، التي تعكس ثقافتهن الأصلية، في أماكن الدراسة والعمل.
ففي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء 16 مايو/أيار، أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، سيد عباس صالحي، للصحفيين أن الوزارة اتفقت على عدم منع النساء من ارتداء الملابس التقليدية في أماكن العمل والدراسة، ويمكنهن الحضور بها في كافة المؤسسات الحكومية.
وأضاف صالحي أن ذلك القرار يهدف إلى تطوير العلاقات مع البلدان المجاورة لإيران، فمثلاً سيتم السماح للنساء في المحافظات الحدودية مع كردستان العراق وباكستان وأفغانستان بارتداء ملابسهن التقليدية، التي تشبه إلى حدٍّ كبير ملابس تلك البلاد.
وقال صالحي إن النساء في كردستان إيران وسيستان وبلوشستان، من الآن لهن الحرية في ارتداء ملابسهن التقليدية في كل الأماكن الرسمية شرط أن تكون محتشمة.
وأضاف أنه يأمل أن تعزز تلك الخطوة في زيادة الروابط الثقافية بين إيران والدول المجاورة، وبالأخص إقليم كردستان العراق، الذي قال إنه "يهتم بإقليم كردستان وإيران إلى حد كبير، ونحن نريد أن نزيد التبادل الثقافي مع الإقليم أكثر وأكثر".
فخر قومي لهم
جاء قرار وزير الثقافة بعد أن كانت قد صرَّحت معصومة ابتكار، نائبة الرئيس روحاني لشؤون المرأة والأسرة، أنها تريد أن ترى النساء الإيرانيات يرتدين الملابس التقليدية الملونة.
وترى معصومة أن الثقافة الفارسية القديمة مليئة بالكثير من الملابس البراقة والأقمشة الرائعة بجانب الاحتشام، وأنها تصلح لكل زمان ومكان، فتقول "ملابسنا التراثية الجميلة تعطي إحساساً بالراحة النفسية والاعتزاز بثقافتنا الايرانية، فتلك الملابس فخر وطني لنا".
ويبدو أن وزارة الثقافة استجابت على الفور لحديث معصومة ابتكار عن الملابس التقليدية، فأقامت معرضاً كبيراً لجميع أنواع الملابس التقليدية الإيرانية، وأوكلت إلى مجموعة الأزياء والموضة في الوزارة مهمة تصميم ملابس تقليدية بجميع أشكالها، وطرحها في الأسواق الإيرانية قريباً، مع مراعاة قواعد الاحتشام.
وأكدت معصومة ابتكار على أن المكتب الرئاسي لشؤون المرأة والأسرة يهتم بشكل كبير بتلك المسألة، وسوف يتعاون مع وزارة الثقافة من أجل إحياء تلك الملابس للنساء.
حظر منذ الثورة الإسلامية
يذكر أنه منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يحظر على النساء في المؤسسات الحكومية والجامعات ارتداء أي ملابس تخالف الشريعة الإسلامية، وبعض تلك المؤسسات تتمسك بإلزام النساء بارتداء "الشادور".
والشادور هو لباس خارجي ترتديه النساء، وهو جلباب أسود فضفاض يغطى المرأة من الرأس إلى القدم، وألوانه دائماً قاتمة.
وتختلف الملابس التراثية في إيران من منطقة إلى أخرى، نظراً لاحتواء إيران على قوميات أخرى غير الفارسية، فمثلاً بالقبائل البدوية في إيران ترتدي النساء التنانير الخفيفة الملونة والسترات بطبقات عديدة مع حجاب طويل.
هذا على عكس الأكراد، الذين يرتدون ملابس فضفاضة بألوان مختلفة وحزام عريض على الخصر وحجاب قصير مزين بالقطع الذهبية. وترتدي النساء في المحافظات الإيرانية المجاورة لأفغانستان وباكستان فساتين طويلة، تمتد إلى تحت الركبة، مع بنطال فضفاض بألوان كثيرة، وشال طويل يغطي المرأة من رأسها إلى قدميها.