اعتذر وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، اليوم الأحد 16 يوليو/تموز 2017، أمام برلمان بلاده الذي استدعاه لتوضيح موقفه بشأن تصريحات صحفية، هاجم فيها قناة "الجزيرة"، وحديثه بشأن سد "النهضة".
وأثارت تصريحات بلال، التي أطلقها الأربعاء الماضي، جدلاً واسعاً، وأخذت رمزيتها من كونها أتت على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، ورغم موقف الخرطوم، غير المنحاز، من الأزمة الخليجية.
وقال رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان الطيب مصطفى، في تصريحات صحفية، إن لجنته استدعت وزير الإعلام للاستفسار عن تصريحاته حول قضية سد "النهضة"، وقناة "الجزيرة"، وإنكاره لـ"دعم الحكومة المصرية للمتمردين في دارفور بالمدرعات".
"رأي شخصي"
وأوضح مصطفى، أن "وزير الإعلام، دافع عن نفسه بقوة، وذكر أن تصريحاته تم بترها، وأن الحديث المنسوب إليه عن عدم دعم مصر للمتمردين غير صحيح تماماً".
وأشار إلى أن "الوزير ذكر أيضاً أن حديثه عن قناة الجزيرة يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعبر عن موقف الحكومة الرسمي".
ولفت مصطفى، إلى أن "الوزير، قدَّم اعتذاراً رسمياً، وأن اللجنة اكتفت بالاعتذار لعدم تعقيد المسألة".
وفي تعليقه للصحفيين، قال وزير الإعلام، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء: "لن أتقدم باستقالتي، ومن طالبوني بذلك مغرضون وحاقدون".
وأضاف: "لم أنحز إلى مصر بشأن سد النهضة، وحديثي عن قناة الجزيرة مبتور وأُخرج من سياقه".
وأمس السبت، قال وزير الإعلام في بيان، إن "حديثه عن دور المؤسسات الإعلامية العربية في الأزمات التي يعاني منها البيت العربي، كان حديثاً مُعمماً، استشهد فيه بقناة الجزيرة، ولم يقصد التقليل من دورها أو الإساءة إليها، وإنما كان ذلك في سياق الشرح التفصيلي".
مصر والسودان
ودرج المسؤولون السودانيون على التأكيد على أن بلادهم لن تنحاز في الأزمة الخليجية، حيث تحتفظ الخرطوم بعلاقات وطيدة مع طرفيها.
وكان مكتب "الجزيرة" في الخرطوم قد طلب، في خطاب موجَّه إلى رئيس الوزراء بكري حسن صالح، توضيحاً إن كان موقف بلال يمثل الموقف الرسمي.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وفرضت عليها حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، فيما نفت الدوحة الاتهامات، معتبرة أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".
والأربعاء الماضي، انتقد بلال "الجزيرة" في تصريحات على هامش اجتماع وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، وقال: "قناة الجزيرة تتمسك بخط إعلامي واضح هو إسقاط النظام وإثارة الفوضى في مصر، وهذا خطأ لن نسمح به".
وفي اليوم التالي، قال وزير الإعلام في مؤتمر صحفي بالسفارة السودانية بالقاهرة، إن "السودان ليس وسيطاً بين مصر وإثيوبيا، بل هو في معركة واحدة مع مصر".
وأضاف: "لو جرى ملء خزان سد النهضة في سنة، لن تصل قطرة مياه واحدة إلى مصر والسودان، وسيكون هناك ملايين العطشى، وفي تقديري يجب ملء الخزان خلال 7 أو 8 سنوات".
وفي 23 مايو/أيار الماضي، قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن "جيش بلاده صادر عربات ومدرعات مصرية كانت بحوزة مسلحين خلال المعارك الأخيرة في إقليم دارفور، غربي البلاد".
وهو ما نفت القاهرة صحته آنذاك، حيث قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده "لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا تتآمر تجاه بلدان العالم"، مضيفًا: "لن نكون ضد أي دولة، خاصة السودان".
ومنذ فترة تشهد العلاقات بين مصر والسودان توتراً ومشاحنات في وسائل الإعلام، بسبب قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد "النهضة" الإثيوبي، الذي تعارضه القاهرة، خشية تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.
ومنذ عام 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان" بزعامة منى مناوي (أعلنتا في وقت سابق من مايو الماضي وقف العدائيات لمدة 6 أشهر)، و"تحرير السودان"، التي يقودها عبد الواحد نور.