هذه مبادرة من المحامي والمُرشح الرئاسي السابق حازم أبو إسماعيل لحل الأزمة في مصر، وقد عرضها على الشعب المصري بكافة مكوناته وفئاته، وجاءت في 17 توصية كمُنطلقات عامة ومبادئ وأسس للبناء عليها للمستقبل:
1- الإسلام دين الدولة، ولا يجوز تشريع ما يُخالف محكمات الشريعة الإسلامية.
2- الشعب مصدر السلطة؛ فهو الذي يوصلها إلى الحكم عن طريق الشورى والرضا والانتخاب، وهو صاحب الحق الأصيل في محاسبتها ومراقبتها وعزلها، بل ومقاومتها إن جارت بكافة سبل المقاومة المشروعة، وكل نظام يقوم على خلاف ذلك ليس له أدنى مشروعية.
3- السلطة مُنظمة لحركة المجتمع وليست مسيطرة عليه، ولا ينبغي أن تقف حائلاً أمام طاقات المجتمع، وإنما عليها التوجيه والتحفيز والسعي الهادف لتقوية روابط المجتمع وهيئاته المدنية التطوعية، ولا يحق لها تعويق أو إيقاف أي عمل مجتمعي إلا في أضيق الحدود وبأحكام قضائية منتهية، سعياً للتخلص قدر الوسع من نظام مركزية الدولة إلى اللامركزية.
4- التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والعمل بالشورى من أصول الحكم وحقوق الشعب.
5- العدل بين جميع أفراد المجتمع بمختلف أديانه وفئاته وطبقاته، ورفض وإزالة جميع أشكال الظلم هو ركن الحكم الأعظم.
6- صناعة البشر هي الهدف الرئيسي، وما سوى ذلك من صناعات هى خادمة له، فالارتقاء بالإنسان إيمانياً وأخلاقياً وعلمياً وثقافياً، وتنمية مهاراته وقدراته العقلية والنفسية والجسدية، وإشباع حاجاته الطبيعية هي قمة الأولويات.
7- خُلق الانسان ليحيا حراً كريماً، لا تُكسر إرادته ولا تُفرض عليه ولا تُملى عليه شروط ما أنزل الله بها من سلطان، لا من نخبةٍ في الداخل لا تمثله، ولا قوى خارجية تسعى لتركيعه.
8- في غير العقوبات المنصوص عليها شرعاً ينبغي أن تكون العقوبات الموقعة من قِبل السلطة على المخطئين أقرب إلى التهذيب والإصلاح منها إلى التأديب والتقريع.
9- لا تعارض بين العمل الحزبى والتعددية الحزبية وبين الائتلاف والتعاون، ومن وافقنا رؤيتنا فنحن نؤازره ونشد على يديه، ومن خالفنا في أصول رؤيتنا فإننا ننافسه منافسة شريفة تُرضي الله وتخدم الوطن.
10- الارتقاء بوعي الإنسان هو أعظم التحديات، ولا يُرجى أى تغيير حقيقي البتة طالما وعي الجمهور مزيف، فتوعية الفرد بقضايا بلاده وتحديات أمته ضرورة قصوى؛ إذ لا يُتصور إشراكه في حمل المسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب وتصوراته مشوهة.
11- بعد إزالة الطغيان وتحرير البلاد من التبعية هو مهمة الوقت، وسبيله استثمار إمكانيات الوطن المتواجدة بالفعل، وحمايتها وتنميتها وتوزيعها توزيعاً اجتماعياً عادلاً، سعياً للاستقلال الاقتصادي والسياسي والثقافي، مع الحفاظ على القيم والثقافة الأصيلة في المجتمع المصري.
12- الندية هي أصل التعامل مع العالم الخارجى، والمنهج الرشيد لهذا التعامل هو الاستفادة من إنجازات الحضارة الإنسانية العلمية والمادية، والتعاون الإيجابي مع شعوب العالم بما يحقق السلم والأمن والعدل والتقدم والرخاء للبشرية، والسعي لإزالة جميع أشكال الظلم والاستعمار الأجنبي.
13- حرية الإنسان من أعظم مقاصد الشريعة؛ فالعبودية لله وحده، ثم الخلق بعد ذلك أحرار مع من سواه، والحقوق والحريات الفردية والجماعية بما في ذلك حق إبداء الرأي ونقد السلطة حقوق شرعية مصونة، ورفض وإزالة كافّة أشكال انتهاك الكرامة الإنسانية واجب شرعي وقيمة عليا تُفتدى ولو بالأرواح؛ فإمّا أن نحيا كراماً وإمّا أن نحيا عند ربنا كراماً.
14- الفقراء والضعفاء هم بوصلة السياسات، وكرامة الفقير والضعيف شرط لشرف المجتمع، وهم مسؤولية الدولة في المقام الأول.
15- وحدة الأمة العربية والإسلامية ضرورة شرعية وسياسية واقتصادية، وحق مشروع لجميع شعوبها يجب السعي لتحقيقها.
16- المفاصلة التامة مع الظالمين أمر حتمي، وكل تقارب معهم على حساب حقوق المظلومين والمصلحة العليا مرفوض مهما كان مبرره.
17- الوضوح في الطرح وفي عرض أهداف ومقاصد مشروع الثورة فرض واجب، وبيان السبل المسلوكة لتحقيق ذلك أمر متعين، حتى لا تتحرك الجماهير إلى هدف غير واضح عبر طريق لا يبصرون نهايته، فالوضوح شرط أساسي للإقناع بالقضية الذي هو الشرط الرئيسي لتبنيها والتضحية من أجلها.
كانت هذه توصيات حازم أبو إسماعيل للحل في مصر وتجاوز أزمة البلاد ومحنتها، مبادئ ترسم العلاقات وتضع الحدود وفق قواعد ظاهرة وأسس واضحة، وقد عرضها على الشعب بكافة أطيافه وقواه، وذلك بعد إعلانه عن إنشاء حزب الراية في فبراير/شباط 2013، فهذه الوصايا والقواعد قد خرجت للنور لأول مرة في ظل استقطاب حاد يعصف بالديار المصرية، خرجت كأهداف ومُنطلقات عامة لحزب الراية الذي أسسه أبو إسماعيل، ولكنها هي حتى اليوم ما زالت تصلح كمبادرة ورؤية للحل.
ربما قمت بنقلها بتصرف يسير جداً، إلا أنها جديرة بأن تكون نواة لبناء طريق ومسلك للحلول والتغيير والثورة، فإن كانت سردية أبو إسماعيل عن الثورة المصرية هي الأكثر تماسكاً حتى اللحظة، فلعل رؤيته للحل هي أيضاً الأكثر قدرة على الخروج بالمصريين من هذا الظرف المؤلم والواقع البشع الذي تحياه جماهير الغلابة، فحازم أبو إسماعيل الذي قال عن قادة الجيش: "هؤلاء ذئاب وثعالب، وبيننا وبينهم دماء وأعراض"، هو نفسه من قال: "العسكرية شرف، والجيش طول عمره مظلوم، ظلمته القيادة السياسية"، وهو من قال عن الشرطة: "عاوزة تتكنس كلها" وطالب أيضاً "بتطهير الداخلية من القتلة قبل المطالبة باحترامها"، وقال عن الشعب "هنبقى أضحوكة العالم"، وهتف بهم: "نحن شعب من الأسرى.. الفقير في بلدنا كسير".
فها أنا أدعو الكيانات والأحزاب والجماعات والحركات والائتلافات والشخصيات العامة، والعلماء والقساوسة والفنانين والرياضيين، وفي القلب من كل هؤلاء شباب الثورة، وقبل أي أحد الشعب الغلبان أن يتبنوا مبادرة حازم أبو إسماعيل للحل في مصر، وقد قالها أبو إسماعيل ذات مرة في ميدان التحرير وهو يصرخ بكم: "إيد واحدة ليس شعاراً وليس هتافاً ولكنه مبدأ، احتفظوا به؛ لأن الخطة أن نتفرق، ونحن إن شاء الله لن نتفرق".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.