ظهر في “سيلفي” أمام دبابة بمنطقة دمرتها المعارك.. الأسد يزور قواته بالغوطة الشرقية مع نزوح 50 ألف مدني منها (صور)

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/18 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/18 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش

زار رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، الأحد 18 مارس/آذار 2018، قواته في الغوطة الشرقية قرب دمشق، في وقت نزح من المنطقة عشرات الآلاف من المدنيين هرباً من القصف المتواصل لقوات الأسد وحلفائها خلال الهجوم العسكري الكبير الذي يشنه النظام ضد المعارضة.

ونشرت الحسابات الرسمية للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للأسد، وقد تجمع حوله جنود أمام دبابة في شارع بدت عليه آثار المعارك، وأرفقت الصور بتعليق "على خطوط النار في الغوطة الشرقية.. الرئيس الأسد مع أبطال الجيش العربي السوري".

وتعد هذه الزيارة الأولى له إلى المنطقة منذ سنوات، بعدما كانت تحولت إلى معقل للفصائل المعارضة العام 2012.

وكانت قوات النظام بدعم روسي شنَّت، في 18 فبراير/شباط، حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، بدأت بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله هذه القوات من السيطرة على أكثر من 80% من هذه المنطقة.

ومع تقدمها في الغوطة، تمكَّنت القوات الحكومية من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، هي دوما شمالاً، تحت سيطرة فصيل "جيش الإسلام"، وحرستا غرباً، حيث حركة "أحرار الشام"، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن.

ويرى مرافقون أن تقسيم الغوطة سيسهل على دمشق التفاوض للتوصل إلى اتفاقات تسوية أو إجلاء لكل منطقة منها.

50 ألف نازح


وتأتي زيارة الأسد للغوطة على وقع المعارك والقصف، وحيث يواصل آلاف المدنيين فرارهم من مناطق لا تزال تسيطر عليها الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية باتجاه أخرى تسيطر عليها قوات النظام، التي فتحت معابر لخروج المدنيين قبل نقلهم إلى مراكز إيواء.

وقبل التصعيد الأخير، كانت الغوطة الشرقية تضم 400 ألف نسمة، وفرَّ 50 ألفاً منهم إلى مناطق سيطرة النظام خلال الأيام الماضية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وعلى الرغم من أن سكان الغوطة أعربوا في وقت سابق عن خشيتهم من الخروج إلى مناطق سيطرة النظام خوفاً من الاعتقال أو التجنيد الإلزامي، لم يجدوا حالياً خيارات أخرى أمام ضربات الطائرات والمدفعية، التي قتلت أعداداً كبيرة من المدنيين.

ولا يزال مصير عشرات آلاف النازحين من الغوطة الشرقية مجهولاً، بعد ما ذُكر أنه سيتم إجلاؤهم باتجاه العاصمة دمشق.

ونقلت مواقع سورية معارضة، أن قوات النظام أخرجت أكثر من 2000 مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، واحتجزتهم في ناحية "الدوير"، ومنعتهم من الخروج باتجاه دمشق، وهم الآن قيد الإقامة الجبرية، بحسب مصدر من الأهالي الذين خرجوا.

وقال الناشط عبدالرحمن طفور، وهو أحد سكان بلدة حمورية، الواقعة في الغوطة الشرقية، بأن كل من خرج من المدنيين إلى مناطق تحت سيطرة النظام ليس له أي ضامن، مما يجعل مصيرهم مجهولاً.

"لا أحد منتصر"


وفي مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم 15 مارس/ آذار الجاري، قالت إنه لا أحد منتصر في سوريا، وأشارت إلى أن التحولات التي عاشتها سوريا خلال السنوات السبع الماضية، أفضت في النهاية إلى أن الدولة السورية لم تعد كما كانت في الماضي، وأنها تحوّلت إلى مجرد ظل لما كانت عليه عندما تحولت المعارضة الشعبية إلى تمردٍ مسلح.

وأضافت أنه حتى نظام الأسد نفسه لم يكن قادراً على الصمود، لولا استعانته بروسيا وإيران للدفاع عنه، وقد تمكنت هاتان الدولتان من دفع جيش الأسد إلى تحقيق مكاسب ميدانية، مدمرين في الوقت نفسه أغلب مناطق البلاد، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن طهران وموسكو تحرَّكتا في بعض الأحيان داخل سوريا، دون الرجوع للأسد نفسه.

ولخَّصت الصحيفة الوضع في سوريا بقولها، إن "الرئيس أصبح بلا دولة، والمعارضة لم تعد قادرة على كسب الحرب، وبات اليأس يسيطر على المدنيين"، وأضافت أن ما يجري في سوريا هو صراع نفوذ بين الدول الكبرى الموجودة في البلد الذي مزقته الحرب.

تحميل المزيد