إجلاء مفاجئ لمقاتلين من الغوطة الشرقية إلى إدلب.. وقافلة مساعدات تدخل للمحاصرين والنظام يمنع عنهم المواد الطبية

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/10 الساعة 00:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/10 الساعة 00:41 بتوقيت غرينتش

غادرت مجموعة من المسلحين بشكل مفاجئ مساء الجمعة 9 مارس/آذار 2018، الغوطة الشرقية معقل المعارضة المسلحة المحاصر قرب دمشق، حيث دخلت في وقت سابق أمس قافلة مساعدات رغم القصف المتواصل الذي يشنه جيش النظام السوري منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وبحسب وسائل إعلام سورية رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، تم إخلاء مجموعة صغيرة من المقاتلين، وعرض التلفزيون السوري مشاهد لمقاتلين في حافلة واحدة، دون تحديد عددهم أو انتمائهم، في الممر الذي حددته الحكومة لعمليات الإجلاء.

وقال مراسل التلفزيون إن الحافلة كانت تقل 13 مسلحاً، وأشار إلى أنهم كانوا برفقة عائلاتهم.

ومن جانبه، أوضح المرصد السوري أن المقاتلين هم 13 مسلحاً من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وأسرهم.

وكان "جيش الاسلام"، أحد أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، أعلن في بيان مساء أمس الجمعة، أن الدفعة الأولى من مقاتلي "تحرير الشام" المعتقلين لديه سيتم إجلاؤها من المنطقة، دون أن يحدد عددهم.

وأضاف أن هؤلاء العناصر "تم اعتقالهم خلال العملية الأمنية التي أطلقها جيش الإسلام في 28 نيسان/أبريل 2017 لاجتثاث هذا التنظيم وتم الاتفاق على أن تكون وجهتهم إلى إدلب بناءً على رغبتهم".

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير هجوماً عنيفاً على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل أكثر من 930 مدنياً بينهم نحو مئتي طفل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت أمس الجمعة 13 شاحنة تحمل مواد غذائية إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، بعدما تعذر إفراغ حمولتها جراء القصف يوم الإثنين الفائت، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد.

وتعرضت أطراف دوما لخمس غارات على الأقل وفق المرصد بعيد دخول الشاحنات. كما قُتل ستة مدنيين على الأقل في جسرين جراء غارات طالت كذلك بلدات أخرى أمس الجمعة.

"يأس وفقدان أمل"


وفاقمت الحملة العسكرية المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع معاناة نحو 400 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013.

ولم تحمل قافلة المساعدات أمس الجمعة أي مستلزمات طبية، فيما قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق إنجي صدقي: "لدينا أيضاً بعض المؤشرات الإيجابية على أن (إدخال) قافلة أكبر مع إمدادات إضافية تتضمن مواد طبية قد يحصل الأسبوع المقبل".

وكانت السلطات السورية منعت القافلة الإثنين الماضي من إدخال بعض المواد الطبية الضرورية.

وطالبت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أمس الجمعة "جميع الأطراف المتنازعة ومؤيّديها" بـ"السماح بإعادة إمداد الأدوية المنقذة للحياة والمواد الطبية دون عوائق، وعدم إزالة المواد المنقذة للحياة من قافلات المساعدات".

وأفادت بتعرض 15 مرفقاً طبياً للقصف من إجمالي 20 مستشفى وعيادة تقدم لها الدعم في الغوطة الشرقية.

ويحتاج 700 شخص وفق ما أعلنت الأمم المتحدة قبل أقل من أسبوعين إلى إجلاء طبي عاجل، في وقت تعاني فيه الكوادر الطبية من نقص هائل في المستلزمات الطبية، ومع توافد الجرحى يومياً إلى المستشفيات، يعمل الأطباء لساعات طويلة بلا توقف.

وقالت المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود ميني نيكولاي: "بشكل يومي نلاحظ شعوراً متزايداً باليأس وفقدان الأمل، وما يفعله زملاؤنا الأطباء يفوق حدود ما يمكن لأي شخص القيام به. فقد استُنزفوا إلى درجة الانهيار إذ لا يحظون إلا بأوقات قليلة من النوم".

لا خروج للمدنيين


ويأتي تجدد القصف بعد هدوء ليل الخميس الجمعة هو الأول من نوعه منذ بدء الهجوم البري على المنطقة، جراء توقف الغارات وتراجع وتيرة المعارك إلى حد كبير، بحسب المرصد.

ووضع مدير المرصد رامي عبد الرحمن تراجع حدة الهجوم في إطار "بادرة حسن نية، على خلفية مفاوضات محلية تجري بين ممثلين عن قوات النظام ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى حل لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين".

وتسري في الغوطة الشرقية هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية لخمس ساعات. ويتخللها فتح "ممر إنساني" عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.

ولم يسجل منذ بدء تطبيق هذه الهدنة خروج أي من المدنيين، وفق ما أفاد به المرصد السوري.

تحميل المزيد