“البعض اعتبر غزو العراق غضباً من الله على الكويتيين”! أستاذة جامعية تثير الجدل حول التدين في بلادها وتوضح ما قصدته من التصريحات

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/09 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/09 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش

تنويه: كانت شيخة الجاسم، أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت، قد ذكرت لمراسل "عربي بوست" أن كلامها في مقابلتها مع إذاعة مونت كارلو، قد تم اقتطاعه من سياقه عبر حسابات إخبارية وسقط سهواً ذكر ذلك، فوجب التنويه.

أثارت تصريحات أستاذة جامعية كويتية حول الحجاب في البلاد، الكثير من الجدل بين نشطاء الشبكات الاجتماعية، الذين رأوا فيها تشكيكاً في "تدين المرأة الكويتية".

أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت شيخة الجاسم، قالت: "ألاحظ أنه بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، اتجه الناس للحجاب بحجة أن ما حدث هو غضب من الله، وأن الغزو العراقي بسبب آثامنا؛ لذلك انتشر، ليس فقط الحجاب، ولكن تغطية الوجه وهو النقاب".

وأضافت: "الآن في السنوات الأخيرة ونحن عام 2018، رأينا العديد من الشخصيات البارزة اجتماعياً وثقافياً بدأت في خلع الحجاب، وهذا الشيء بدأ يثير المجتمع".

وتعد الجاسم أحد رموز التيار الليبرالي بالكويت، وإحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وجاءت تصريحاتها هذه ضمن لقاء لها بإذاعة مونت كارلو.

الأستاذة الجامعية تردُّ


وفي تصريحاتها لـ"عربي بوست"، علَّقت الجاسم على الضجة التي أعقبت انتشار مقطع الفيديو، بالقول: "أنا غير مسؤولة عما يفهمه الآخرون غير القادرين على الفهم". وأوضحت أن كلامها لم يؤخذ في السياق الكامل للحوار وأنه تم اقتطاعه، مطالبة بمشاهدة كامل اللقاء.

وأضافت أن الشعوب عندما تتعرض لكوارث أو حروب "تلجأ إلى الله، ويعتقدون أن هذا ابتلاء"، موضحةً أنها لا ترى ضيراً في ذلك، فهذا توجهات طبيعية، "ما أقصده هو زيادة الأمر عما كان عليه في الثمانينيات"، تقصد هنا انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب بصورة أكبر عما كانت عليه في فترة الثمانينات، والتي رأت فيها زيادة في موجة ارتداءه.

وقالت إن خلع الحجاب بات ظاهرة بين الكويتيات؛ بعضهن مشاهير وأخريات غير مشاهير، وهذا ليس مرتبطاً بالغزو العراقي فقط؛ بل زادت الجرعة بعد الغزو العراقي .

وأوضحت: "هناك مشاهير من الكويتيات في وسائل التواصل الاجتماعي خلعن الحجاب، وهذا جعل الكثيرات يقلدنهنّ".

وأضافت أن من سمتهم قادة الفكر الديني شعروا بأن عليهم أن يواجهوا هذا الأمر. "الإنسان من حقه الاختيار، والطاعة يجب أن تكون عن رغبة".

واعتبرت أنه "إذا أرادت الكويتية أن تخلع حجابها أو ترتديه فهذا قرارها، لم أهاجم الحجاب، ولكني أرسخ لمبدأ حقوقي؛ وهو حرية الاختيار".

وأضافت: "هناك من راسلني على الخاص من الشابات الكويتيات وقدمن الشكر لي قائلات: نحن نحتاج لشخص يعبر عنا، فالكثيرات منهن تحجَّبن وعمرهن 9 سنوات، والآن اقتربت أعمارهن من العشرين، ولم يشعرن بالهواء يلمس شعورهن أو رقابهن، وهذا حقهن"، حسب قولها.

الجاسم، التي عادة ما يصاحب تصريحاتها ضجةٌ في الأوساط الكويتية، اختتمت تصريحاتها قائلة: "لا يستطيع أحد أن يجبر أحداً على شيء، حتى العبادات كالصلاة والصوم وغيرهما. إذا نظرت إلى إيران فستجد أن الحجاب لم يكن منتشراً قبل الثورة الإيرانية وتم فرضه بعدها، أما الآن فهناك من يطالب بإلغاء فرضه. الرفض هو للفرض، وتأكيد حرية الاختيار".

يُذكر أن الجاسم سبق أن أثارت لغطاً؛ عندما أكدت في لقاء تلفزيوني، أنه خطر على الدولة من يعتقد أن القرآن أعلى وأهم من الدستور.

هجوم على التصريحات


وكان الداعية الكويتي السلفي حاي الحاي، عبَّر عن رفضه كلام الجاسم، قائلاً في تصريح لـ"عربي بوست"، إن هذا "كلام باطل مخالف لتاريخ الكويت".

وأضاف أن الكويتيات ملتزمات بالحجاب منذ نشأة الحجاب، وثمة كُتب لعلماء شريعة عراقيين زاروا الكويت في عام 1865، يؤكدون فيها أن الكويتيات كنَّ يرتدين الحجاب، وتحدثوا عن انتشار المساجد بها.

وروى الحاي مشاهدته الشخصية، قائلاً: "أنا كنت أرى الكويتيات في الخمسينيات يلتصقن بالجدار إذا رأين رجلاً بالشارع".

وطالب المحامي طلال العبيد، الجاسم بتقديم أدلتها على هذه الظاهرة التي قالتها بشأن ارتباط الغزو بانتشار الحجاب.

بدوره، اتهم الدكتور سعد السعدون، الجاسم بالتناقض. قائلاً: "شيخة الجاسم في لقائها عن الحجاب ‏قمة التناقض في الطرح. ‏تقول إن الحجاب انتشر بعد التحرير ‏وبعد ذلك تتكلم عن الخطاب الديني في السبعينيات والثمانينيات، ‏اضبطي علاقتك بالزمن!".

وعبّر استشاري طب وجراحة العيون عبد المطلب بهبهاني عن رفضه طرح الجاسم، قائلاً إن الحجاب لم ينتشر بعد الغزو العراقي عام 1991؛ "بل انتشر بشكله الحالي في الكويت والخليج نهاية السبعينيات، وكان العزوف عنه في الستينيات، ‏هذا تاريخ وواقع عشناه".

علامات:
تحميل المزيد