توعَّد قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، الأربعاء 16 مايو/أيار 2016، بـ"استخدام القوة العسكرية" ضد إسرائيل، إذا استمر حصار القطاع، مؤكداً أن مسيرة العودة وضعت القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم.
وقال السنوار في حوار مباشر مع قناة "الجزيرة": "أرسلنا رسائل واضحة في الفترة الأخيرة (إلى إسرائيل) بأننا لن نتوانى عن استخدام القوة العسكرية إذا استمر حصار غزة (تفرضه إسرائيل بشدة منذ 2007)".
وأضاف أن "مسيرة العودة وضعت القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم".
وتابع: "حاول بعض المنهزمين الترويج بأن جدول أعمال العالم مزدحم، فجاء هذا الحراك الكبير وطرح قضيته وقضية حصار قطاع غزة على طاولة العالم وبقوة".
وأكد السنوار: "من حقنا استخدام وسائل المقاومة المختلفة بما فيها المسلحة، ولكننا حريصون على استمرار الحراك السلمي".
وقال إن "(حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تسعى لإبقاء المسيرة سلمية، وإذا ما اقتضت الظروف الخيار العسكري فسيكون ذلك في وقت لاحق".
وشدد على أن المسيرة "حققت العديد من الأهداف أيضاً، أبرزها تحريك ملف الحصار ومناقشته على طاولات العديد من الجهات الدولية والبلدان".
واستدرك: "مسيرات العودة سجَّلت أمام العالم شهادة وفاة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأثبتت أن شعبنا الفلسطيني قد رفض هذا القرار وهذه الممارسة، من خلال هذا الحراك الضخم".
وأشار السنوار إلى أنه "منذ مطلع مارس/آذار 2018، عُقدت اجتماعات كثيرة في أنحاء عدة بالعالم عن الأزمة الإنسانية بغزة وكسر الحصار".
واعتبر أن "الظروف الاستراتيجية التي تحيط بالقضية الفلسطينية غاية في التعقيد، خاصةً مع الإدارة الأميركية التي تتبنى الموقف الصهيوني بشكل كامل، وتتعامل مع مقاومة شعبنا على أنها إرهاب".
وقال إن "الوضع الإقليمي غاية بئالصعوبة، خاصة في ظل هرولة البعض (لم يحددهم) للتطبيع مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب الوضع الفلسطيني الداخلي".
وتابع: "هذا الوضع المعقَّد اضطر شعبنا الفلسطيني إلى اللجوء للمقاومة السلمية، ولا مانع من اللجوء إلى الوسائل الأخرى".
ولفت إلى أن مصر "أكدت فتح معبر رفح والتخفيف من معاناة غزة، دون اشتراط منع الفلسطينيين من النزول للاحتجاج على حدود القطاع".
وأضاف السنوار: "خلال زيارة هنية إلى القاهرة (الأحد 13 مايو/أيار 2018) تم تأكيد أهمية العلاقات الثنائية، وأهمية الدور المصري في حمل هموم قطاع غزة".
وزاد قائلاً: "أكد المصريون بصورة واضحة، أنهم يدعمون حق شعبنا في النضال وحق العودة، وأكدوا حرصهم على ألا تنزلق هذه المسيرات إلى مواجهة عسكرية مسلحة".
وارتكب الجيش الإسرائيلي، الاثنين والثلاثاء 14 و15 مايو/أيار 2018، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، واستُشهد فيها 62 فلسطينياً وجُرح 3188 آخرون، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ70 لـ"النكبة"، ضمن مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/آذار 2018، قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل؛ للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هُجِّروا منها عام 1948.