تباهت مدينة موسجاو الكندية، التي يعني اسمها بالعربية "فك الأيل" حرفياً، لثلاثة عقودٍ بوضعها كموطنٍ لأكبر تمثالٍ لحيوان الأيل في العالم.
وتحمَّل تمثال الأيل الذي يحمل اسم "ماك" ويبلغ طوله 10 أمتار، فصول الشتاء قارسة البرودة ومحاولات تشويهه بالرسومات وفقدان فكِّه. ووصلت درجة التباهي الكبير به إلى حد إعطائه لقب أشهر مشاهير المدينة عام 2013.
لكن المكانة والشهرة حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية يُمكن أن يختفيا بسرعة البرق.
عام 2015، ردَّت النرويج ببناء تمثال الأيل الخاص بها ويدعى "ستوريلغن/Storelgen" أو "الأيل الكبير"، وهو عبارةٌ عن ثورٍ من الفولاذ البرَّاق المقاوم للصدأ، يقف منتصباً بهدف تجاوز ارتفاع نظيره "ماك" وسرقة مكانته في سجلات الأرقام القياسية فقط.
لكن الكنديين يُردون الآن على خطوة النرويجيين، بعد أن وصف كوميديان تمثال النرويج بأنَّه "إساءةٌ سافِرة" وطالب سُكان موسجاو باسترداد مجد المدينة المسروق.
وقال جاستين ريفيس لسُكَّان المدينة عبر مقطع فيديو نشره على موقع فيسبوك: "إنكم مدينةٌ تشتهر في كافة أنحاء العالم بالاسم المتألق موسجاو (أي فك الأيل). ويُدرك أي زائرٍ للمدينة أنَّ هذا التمثال يجب أن يكون أطول أيلٍ في العالم".
وناشد ريفيس وزميله غريغ مور من موقعهما أمام التمثال سكان المدينة بالتحرك سريعاً لإضافة 31 سم إلى تمثال ماك "رداً على أوسلو".
واستجاب فريزر تولمي، عمدة المدينة، لنداء الواجب. وكشف خلال مقطع فيديو نشره على فيسبوك أنَّ الموظ سُمِّي على اسم عم زوجته الراحل، قائلاً: "قد لا تُدركون ذلك، لكن الأمر شخصيٌ للغاية بالنسبة لي. لقد كان الأيل ماك هو الأطول في العالم، وسلبنا شعب النرويج ذلك. لن أقف عاجزاً أمامهم".
يقع تمثال الأيل النرويجي في منتصف الطريق بين أوسلو وتروندهايم، ويفوق طوله نظيره "ماك" بـ30 سم كاملة. لكن بلدية ستور إلفدال، حيث شُيَّد التمثال، لم تُبدِ استعداداً للتراجع عن المنافسة.
قالت ليندا أوتنيس هنريكسين، نائبة عمدة ستور إلفدال، خلال مقطع فيديو نُشِر على فيسبوك: "لن نترك الأمر يمر مرور الكرام. لا مجال لذلك. وسنبذل قصارى جهدنا للتأكُّد من أنَّ هذا هو أطول أيلٍ في العالم، أوالأكبر مستقبلاً أيضاً".
وقال موظفون في البلدية إنَّ الأيل الخاص بهم يُمكن أن يتضاعف حجمه إذا دعت الحاجة لذلك، بعد الحصول على موافقة الفنان الذي صممه، ليصل إلى 20 متراً.
وفي تصريح لصحيفة National Post يوم الخميس 17 يناير/كانون الثاني قال تولمي عمدة موسجاو: "تعمَّد النرويجيون بناء أيلٍ أكبر من ذلك الخاص بنا، لكننا سنحفظ هيبتنا وسنفوز".
وأنشأ ريفيس ومور صفحةً على موقع GoFundMe للمساعدة في تعيين مهندسٍ لزيادة حجم التمثال "ماك"، أملاً في جمع 50 ألف دولار. وتضمَّنت المقترحات حتى الآن تكبير قرونه أو وضع خوذةٍ فوق رأسه.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتطلَّب فيها ماك تدخُّلاً: ففي عام 2007، احتاج التمثال لإصلاحاتٍ بقيمة 30 ألف دولار، إثر ظهور فتحاتٍ في فكِّه نتيجة الإهمال وعمليات التخريب.
وقالت ليندا إنها منفتحةٌ على فكرة التمويل الجماعي لمنحوتتهم، لكن النرويجيين بانتظار مشاهدة خطط الكنديين لـ"تكبير حجم أيلهم"، مما سيُثير حفيظة سُكَّان موسجاو على الأرجح.
وهذه ليست المرة الأولى التي يخوض فيها الكنديون معركةً حول عملٍ ضخمٍ للفن العام.
فعلى مدار عقدين، تنافست مدينة دونكان في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا مع مدينة إفيليث بولاية مينيسوتا الأمريكية على لقب المدينة التي تمتلك أكبر عصا هوكي في العالم.
وجادل مواطنو إفيليث بأنَّ عصاهم، التي نُصِّبَت عام 1995، هي الأكبر في العالم. لكن سجلات موسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 2008 وقفت في صف كندا، مانحةً اللقب لمدينة دونكان.
وواصلت مدينة ولاية مينيسوتا القتال زاعمةً أنَّ عصاهم هي عصا هوكي حقيقية، في حين أنَّ النسخة الكندية هي مُجرَّد منحوتة. ولا يزالون يصفونها حتى يومنا هذا بأنَّها "أكبر عصا هوكي قائمةٌ بذاتها في العالم".
يبدو أنَّ بلدة شيدياك الكندية في مقاطعة نيو برونزويك، موطن منحوتةٍ خرسانيةٍ ضخمةٍ لحيوان الكركند، كانت تبحث عن المتاعب حين وصفت معلمها السياحي بأنَّه "أكبر كركندٍ في العالم".
وفي خطوةٍ لم تفاجئ الكثيرين، استحوذت مدينة روزتاون الأسترالية على اللقب عام 2015. وأسمت المدينة الأسترالية تمثالها، الذي يتخطى حجمه المنحوتة الكندية بنسبة 10%: "الكركند الكبير".