في بداية كل موسم، تنفق الأسر جزءاً كبيراً من الميزانية لتوفير الملابس، خاصة للأطفال، الذين تتغير مقاساتهم سريعاً!
يبدو للوهلة الأولى كأنك اشتريت بالأمس ملابس ابنك أو ابنتك، لكن نموه أو نموها يجعلها غير صالحة للاستخدام.
فإن لم يلاقِ "التوريث" ترحيباً في منزلك، يصبح التبرع أو الرمي مصيرها. ولكن لا داعي لخسارة ما أنفقته عليها.
ماذا يحدث للملابس القديمة؟ هل يُمكننا الاستفادة منها؟ هل يُمكننا إعادة تدوير الملابس وتحويل الملابس القديمة إلى جديدة صالحة للاستعمال؟
نعم، وهذه التجارب خير دليل.
الطريقة الأولى: تحويل الملابس القديمة إلى جديدة
هالة الصاوي، ربّة منزل، ابتكرت طريقة لإعادة تدوير ملابسها القديمة وتحويلها إلى ملابس جديدة لأطفالها.
توصلت هالة إلى هذه الفكرة بعدما وجدت أن بعض النساء لديهن الكثير من الملابس التي لا يرغبن في ارتدائها، لأنهن ارتدينها كثيراً ويرغبن في التجديد.
قد تكون الأوزان تغيرت ولم تعد هذه الملابس صالحة للاستخدام مرة أخرى، فيصبح مصير الملابس المُستعملة الإلقاء في القمامة، أو استمرار الاحتفاظ بها بلا استخدام إذا كانت مُرتبطة بذكرى طيبة.
فابتكرت هالة حملة "بدل ما ترميها"، التي تهدف إلى تحويل الملابس القديمة للكبار إلى ملابس جديدة بالنسبة لأطفالها.
تحوّل الأمر بالنسبة لهالة إلى مشروع حياتها، إذ ترغب في أن تتطور بتصميم الأزياء وإعادة تدوير الملابس القديمة، وتُصبح مُصممة أزياء عالمية.
الطريقة الثانية: توريث الملابس القديمة
حينما تقف غابرييل بلير، مُصممة أزياء وأُم لـ6 أطفال، أمام دولاب الملابس الخاص بأطفالها في بداية كل فصل، تكون هذه الكلمات الأربع هي ما يتردد بذهنها: "الاحتفاظ، التبرع، المهملات، إعادة توظيفها".
ما توصلت إليه غابرييل أنه دائماً ما تكون هناك ملابس قديمة لدى الأخ الأكبر تصلح أن تكون ملابس جديدة بالنسبة للأخ الأصغر.
كُل ما عليها فعله هو أن تصل لطريقة تُخزن بها كل هذا الكم من الملابس المُستعملة، لإعادة تدويرها.
ووفق ما نشرته على مدونة Designmom، قسمت غابرييل خزائن أطفالها إلى جزأين:
- الجزء الأول هو الملابس التي يرتدونها والصالحة لاستخدامهم الحالي بالفعل.
- أما الجزء العلوي، فهو الملابس التي انتقلت إليهم من إخوتهم الأكبر والتي ما زالت لا تناسب مقاسهم الحالي بعد.
كانت هذه الطريقة هي الأيسر بالنسبة لها في تخزين الملابس المُستعملة لدى صغارها لإعادة تدويرها.
وعند تعاقب كل فصل من السنة تنظر غابرييل إلى الجزء المُستخدم من الخزانة لدى أطفالها وتأخذ القرار فيما يحوي؛ أي الملابس سيُعاد تدويره، وأيها صالح لفصل آخر؟
الطريقة الثالثة: إعادة استخدام الملابس القديمة في مبادرة خيرية
سالي محمد، ربّة منزل عشرينية، بعد تخرجها من الجامعة تزوجت وأصبحت أماً لـ3 أطفال.
واجهت سالي غلاء أسعار ملابس الأطفال الرضع، التي لا تُستخدم أحياناً أكثر من شهرين أو ثلاث على الأكثر، قبل أن يكبروا.
وجدت سالي أن هذه الأزمة لا تواجهها وحدها، بل تواجه كثيرات من صديقاتها أيضاً، فقررت أن تعيد استخدامها بتحويلها إلى جديدة بالنسبة لآخرين.
قررت سالي أن تجمع هذه الملابس الخاصة بأولادها وأولاد صديقاتها.
تغسل سالي هذه الملابس وتكويها، ثم تغلفها في أكياس بلاستيكية بمُساعدة بعض صديقاتها.
تعود الملابس لحالتها الأولى كأنما تم شراؤها حالاً. وعندها تستأجر سيارة صغيرة مدة يوم تضع عليها الملابس وتقف بها في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة المصرية.
وعندها تتولى أمر توزيعها بنفسها على من يحتاجها مجاناً.
الطريقة الرابعة: تجربة شركة I: Co في إعادة تدوير الملابس القديمة
ازداد الاهتمام بإعادة تدوير الملابس القديمة مع زيادة الوعي البيئي.
فإنتاج ملابس جديدة دوماً ينطوي على استنزاف بيئي، وهذا ما فتح المجال أمام شركات مُتخصصة في إعادة تدوير الملابس القديمة.
تضع هذه الشركات صناديق ملونة خاصة بالتبرع بالملابس في الأماكن العامة، مثل مواقف السيارات ومراكز التسوق.
كما تُتيح خدمة أن يذهب مندوبها إلى المنزل للحصول على الملابس القديمة، لتجمع أكبر قدر من الملابس المُستعملة.
من هذه الشركات شركة I:Co، التي توضح رسالتها على الشكل التالي:
"يتم بيع ما يقرب من 150 مليون طن من الملابس والأحذية حول العالم سنوياً، وينتهي المطاف بمعظمها في مدافن النفايات بدلاً من إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، وهو ما يؤدي إلى إضاعة موارد قيّمة والتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة".
في عام 2015، تمكنت شركة I:Co من جمع نحو 17 ألف طن من الملابس والأحذية المُستعملة، بما يُعادل قيمة 37 مليون جنيه إسترليني.
تمت إعادة تدوير 40% من هذه الملابس، بما يُعادل 15 مليون جنيه إسترليني. وتأمل الشركة تحقيق حجم جمع سنوي للملابس المُستعملة يتجاوز 27 ألف طن سنوياً بحلول عام 2020، وفق ما نشره موقع Thebalancemb.
وأنا؟ كيف يُمكنني إعادة تدوير ملابسي القديمة؟
انظري إلى الملابس على أنها موارد وأصول. يمكن إعادة تدوير الملابس القديمة إلى جديدة، من خلال إدارة ذكية لهذه الموارد:
– عند شراء الملابس، يُمكنك أن تركزي على شراء ملابس أقل على أن تكون أفضل جودة.
والأفضل جودة ليس بالضرورة أن يكون أكثر تكلفة، ولكنه المُنتَج الذي يُمكنه الاستمرار فترة أطول دون أن يبلى.
– لا تُهلك ملابسك سريعاً بكثرة غسلها، فهناك بعض الملابس تحتاج تنظيفاً أكثر من غيرها.
فالجينز الذي كنت ترتديه في رحلة نهارية لن يُقارن في تنظيفه بفستان قمتِ بإرتدائه خلال سهرةٍ استمرت بضع ساعات.
بعض الملابس يُمكن تنظيفها بوضعها بالقرب من فتحة النافذة أو الشرفة، وبعضها يُمكن وضعه بالحمام في أثناء الاستحمام بعيداً عن قطرات الماء، ليتم تنظيفه بفعل البخار.
– يُمكنكِ دوماً أن تُعيدي استخدام ملابسك القديمة التي مللتِ من الظهور بها.
عليكِ ببعض المُكملات البسيطة مثل الإكسسوارات التي تُغير من شكل ملابسك، وتضفي عليها رونقاً مُختلفاً.