كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، الإثنين 7 يناير/كانون الثاني 2019، عن زيارة سرية أجراها رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي، لإمارة أبوظبي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتقى مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، في واحدة من سلسلة زيارات مسؤولين إسرائيليين الإمارات .
ووفقاً لما ذكرته شبكة Israel National News الإسرائيلية نقلاً عن تقرير القناة، وصل غباي إلى إمارة أبوظبي يوم 2 ديسمبر/كانون الأول في رحلة تجارية عبر عمان، كان يرافقه فيها الصحافي الإسرائيلي هنريك سيمرمان، الذي يخوض الانتخابات التمهيدية لقائمة حزب العمل للكنيست الإسرائيلي.
لقاءات مع مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى
نُظِّمَت زيارة غباي وسيمرمان إلى أبوظبي بواسطة طرفٍ ثالث وثيق الصلة لمسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى. وأُفيدَ بأن غباي التقى ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الإماراتية.
وتضمَّنَت الموضوعات التي ناقشها غباي في محادثاته في أبوظبي النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، ومبادرة السلام العربية. أما القضايا الأخرى التي نوقشت في أبوظبي، فكانت التهديد الإيراني والموقف السياسي في إسرائيل.
وخلال فترة إقامته في أبوظبي، التي شهدت زيارات مسؤولين إسرائيليين الإمارات في وقت سابق ، وفَّرَت أجهزة الأمن المحلية لغباي خدماتها الأمنية.
وعاد غباي إلى إسرائيل في 4 ديسمبر/كانون الأول، ولدى عودته أوجز على الفور لمدير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، يوسي كوهين، المحادثات التي أجراها مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإمارات.
أُفيد كذلك بأن رحلة غباي السرية إلى الإمارات كانت جزءاً من سلسلةٍ من الاجتماعات السياسية التي عقدها رئيس حزب العمل، عبر العام الماضي 2018، مع شخصياتٍ رفيعة المستوى في العالم العربي، والتي لم يُعلَن إلا عن بعضها فقط.
وفي ردِّ فعلٍ على التقرير، قال مكتب رئيس حزب العمل: "لن نرد على التقرير. غباي منخرطٌ بشدة في القضايا الدبلوماسية، ولديه خطةٌ مُفصَّلة من أجل تجديد المفاوضات على أساس جملةٍ من التدابير لبناء الثقة، مع الفلسطينيين وغيرهم من البلدان العربية على السواء".
زيارات مسؤولين إسرائيليين الإمارات لم تعد سرية!
إذ خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، تعددت زيارات مسؤولين إسرائيليين الإمارت ، من بينهم وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف للمرة الأولى بشكل علني معالم سياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من بينها مسجد الشيخ زايد، بحسب تصريحات لهم وصورٍ نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت الوزيرة الإسرائيلية ريغيف تسجيل فيديو على صفحتها بفيسبوك، تظهر فيه وهي تقوم بجولة في مسجد الشيخ زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وظهرت في الفيديو وهي تسير في باحة المسجد وفي داخله وقد غطّت رأسها حتى منتصفه بوشاح أبيض، وارتدت عباءة حمراء، بينما يرافقها أشخاص ارتدوا الزيّ الإماراتي.
وفي نهاية التسجيل، تقف ريغيف بين رجلين بزيّ إماراتي وتقول: "شكراً جزيلاً"، ويرد عليها أحدهما ويصافحها قائلاً: "شكراً شكراً".
في ثاني زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع للإمارات، دعا وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، في مؤتمر في دبي، الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى الدفع باتجاه "السلام والأمن للجميع"، وذلك في خضم حركة إسرائيلية لافتة قام بها مسؤولون إسرائيليون في دولتين عربيتين على الأقل.
وتشكّل مشاركة قرا في المؤتمر وإلقاؤه كلمة أمام الحاضرين وكاميرات وسائل الاعلام حدثاً نادراً في الإمارات التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والتي كانت تعمل إجمالاً على منع إبراز مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات دولية.
ولا ينقل الإعلام الرسمي الإماراتي خبر زيارات المسؤولين الإسرائيليين.
في انتظار مزيد من التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية
تزامنت زيارة الوزيرة الإسرائيلية ريغيف إلى الإمارات، مع زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان المجاورة، وهي الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي منذ عام 1996.
ويروّج نتنياهو والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لفكرة أن تقاطعاً جديداً للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية مثل السعودية، يمكن أن يقود إلى إعادة هيكلة دبلوماسية إقليمية.
وكالة Bloomberg الأمريكية قالت، في تقرير سابق لها، إن علاقات إسرائيل بدول الخليج أصبحت أكثر دفئاً في السنوات الأخيرة، والسبب الأكبر هو اشتراك الطرفين في عدم الثقة بإيران وسعيها للهيمنة على المنطقة.
ودعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا التقارب في العلاقات وتعدد زيارات مسؤولين إسرائيليين الإمارات ؛ إذ يرى السعودية وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة عناصرَ أساسية في سياسته لمواجهة إيران وطرح مقترح السلام الإقليمي الذي وعد بتحقيقه قريباً.
وتصدر عن دول الخليج إيماءات مختلفة تدل على قبولها التعامل مع إسرائيل، مدفوعةً بترامب، ورغبتها في المشاركة بأنشطة دولية تحظر عليها الامتناع عن التعامل مع الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة.
وفي تعليقٍ له، قال مايكل أورين، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي للدبلوماسية العامة: "إنَّها علامة على أنَّ إسرائيل والعالم العربي يقترب أحدهما من الآخر".
وفي حين تحسنت علاقة إسرائيل بالحكومات العربية، ما زالت شعبية إسرائيل بين المواطنين العاديين الذين يدعمون القضية الفلسطينية متدنيةً للغاية.