أعلن السفير السعودي لدى بيروت وليد بخاري، الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أنه "سيتم رفع الحظر عن زيارة مواطني بلاده إلى لبنان فور تشكيل الحكومة في البلد الأخير" بعد أن كانت قد قررت منعهم بسبب توتر العلاقات السعودية اللبنانية .
وقال بخاري، خلال استقباله وفد "مجلس العمل والاستثمار اللبناني" في السعودية، بمقر السفارة بالعاصمة بيروت: "نحن نعمل على مأسسة العلاقات اللسعودية اللبنانية ، في مختلف المجالات".
وشدَّد، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، على أن سياسة المملكة الخارجية فيما يتعلق ببيروت ارتكزت منذ تأسيسها على سيادة وأمن واستقرار لبنان.
توتر العلاقات السعودية اللبنانية
ومرَّت العلاقات السعودية اللبنانية منذ 2016، بحالة من التوتر لأكثر من سبب، منها الخطابات المتكررة لأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، التي هاجم فيها سياسات المملكة.
وشهدت العلاقات بين البلدين حالة من التوتر، إثر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من رئاسة الحكومة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، في كلمة متلفزة من الرياض، قبل أن يتراجع عنها لدى عودته إلى بلاده.
وآنذاك، اتَّهم مسؤولون لبنانيون، بينهم الرئيس ميشال عون، الرياض بـ "احتجاز" الحريري، و"إجباره" على الاستقالة، وقال عون حينها، إن هذا التصرّف "عمل عدواني تجاه لبنان"، وهو ما نفته الرياض.
وبلغت نسبة السياح الخليجيين صيف 2018، نحو 8% فقط مما كانت عليه الحركة السياحية في 2009 و2010، حين كان يستقبل لبنان سنوياً أكثر من 150 ألف سائح من دول الخليج، وفق تصريحات صحافية أدلى بها نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، قبل أن تتوتر العلاقات السعودية اللبنانية .
في المقابل يتراوح عدد اللبنانيين المقيمين في السعودية بين 250 إلى 300 ألف شخص.
ما جعل دول الخليج تمنع مواطنيها من زيارة لبنان
في 2016 دعت البحرين والسعودية ودولة الإمارات والكويت رعاياها إلى مغادرة لبنان، وعدم السفر إليه بعدما اعتبرت أن "حزب الله"، يسيطر على القرار السياسي في لبنان. ولم ترفع الإمارات حظر السفر عن لبنان منذ ذلك الحين.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، دعت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات، مجدداً، رعاياها إلى مغادرة لبنان "في أقرب فرصة"، وإلى عدم السفر إليه.
وطلبت الرياض من مواطنيها مغادرة لبنان "في أقرب فرصة"، وعدم السفر إليه، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بسبب توتر العلاقات السعودية اللبنانية .
وقال المصدر "بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية".
بدورها أعلنت الكويت أنه "نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها جمهورية لبنان الشقيقة، وتحسباً لأي تداعيات سلبية لهذه الأوضاع، وحرصاً منها على أمن وسلامة مواطنيها، فإنها تطلب من كافة المواطنين الكويتيين الموجودين حالياً في لبنان المغادرة فوراً".
وفي أبوظبي أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، أن "وزارة الخارجية والتعاون الدولي أكدت مجدداً في بيان لها، اليوم، ضرورة الالتزام الكامل من قبل مواطني الدولة، بعدم السفر إلى لبنان من دولة الإمارات أو من أية وجهة أخرى".