قرر شاب روسي مُقعَد على كرسي متحرك العدولَ عن فكرة المشاركة في أول عملية زرع رأس في العالم ، وذلك عقب عثوره على حب حياته وزواجه، بينما أكدت الزوجة أنها وزوجها يناسب بعضهما بعضاً.
أول عملية زرع رأس في العالم
ووفق صحيفة Dailymail البريطانية، فإنّه كان من المخطط أن يخضع فاليري سبيريدونوف (33 عاماً) لعملية نقل رأس معقدة وخطيرة نسبة نجاحها ضئيلة للغاية.
ولكنه ألغى القيام بعملية زرع رأس، بسبب وقوعه في حب فتاة روسية عقد قرانه عليها ورُزق منها مؤخراً بطفل.
وفاليري سبيريدونوف هو شاب روسي من مرضى "وردنغ هوفمان" وهو مرض وراثي نادر يصيب الأطفال، ويسبب ارتخاء في عضلات اليد والأرجل وضعفاً في عضلات الصدر، ما يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي أو ضيق في التنفس، وظهور البلغم وكثرة السعال.
وهذا المرض في العادة يسبب الوفاة خلال شهرين إلى أربعة أشهر من تاريخ الولادة، وقد لا يظهر عند الولادة مباشرة، إذ يمكن أن تبدأ أعراضه من 4 أشهر ولغاية أربع سنوات.
عاصفة من الجدل
وكان سبيريدونوف يعتزم نقل رأسه إلى جسم آخر في عملية أثارت حتى قبل القيام بها عاصفة من الجدل والانتقادات، وكان من المفترض أن يقوم بتلك العملية الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو، الذي بات يلقب بـ "الدكتور فرانكنشتاين".
وبينما لا يزال الطبيب معتكفاً على أبحاثه في الصين، حيث وجد تمويلاً لمشروعه، يعيش الآن الشاب الروسي حياة جديدة واستثنائية مع زوجته أناستازيا بانفيلوفا الحاصلة على ماجستير في التكنولوجيا الكيميائية.
سبيريدونوف انتابه الشك
وأوضحت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن سبيريدونوف انتابه الشك أن هناك شيئاً ليس على ما يرام فيما يخص خطط زراعة رأس ما في جسد آخر.
خصوصاً بعد تأكيد الكثير من الخبراء في المجال الطبي أن القيام بهذه العملية في الوقت الحالي "مستحيل".
وقال سبيريدونوف، في تصريحات نقلتها صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية: "فهمت أن الخطر كبير للغاية، إذ لم يسبق أن تم إجراء عملية من هذا النوع في وقت سابق".
وكان سبيريدونوف، خبير الكمبيوتر، قد عمل لمدة عامين مع الدكتور كانافيرو، قبل أن ينسحب من المشروع، موضحاً أن على الطبيب الإيطالي أن يبحث عن متطوعين صينيين الآن.
الزوجة: المُقعدون أوفياء وأصحاب قلوب طيبة
من جهة أخرى، نقل موقع صحيفة "ميرور" عن الزوجة أناستازيا بانفيلوفا قولها: "هؤلاء الأشخاص (في الكراسي المتحركة) يكونون أعمق بكثير وأوفياء وأصحاب قلوب طيبة وأيضاً أذكياء للغاية… وهذا هو الشيء الرئيسي".
وأضافت أناستازيا، التي تحمل درجة ماجستير في التكنولوجيا الكيميائية: "كنا نعيش في نفس المدينة وكثيراً ما التقينا بأمور تخص الجانب المهني. وبعد وقت قصير أدركنا أننا نناسب بعضنا البعض".
وتابع نفس المصدر أن أناستازيا وسبيريدونوف رُزقا قبل 6 أسابيع بطفل يتمتع بصحة جيدة، إذ كانت الأم قد قامت بفحوص أثناء الحمل للتأكد من عدم إصابة الجنين بمرض والده.
فيما تعيش الأسرة الآن في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتابع سبيريدونوف دراسته هناك في جامعة فلوريدا.
لست فأر تجارب
وعوضاً عن أن يصبح "فأر تجارب"، قام سيرندونوف بتصميم كرسي متحرك ذكي يساعده في إنجاز عمله في إطار مشاريع تقنيات وبرمجيات الكمبيوتر.
وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب الإيطالي الشهير سيرغيو كانافيرون كان ينوي القيام بهذه العملية المعقدة، إذ أكد في (نوفمبر/تشرين الثاني 2017) أن أول عملية جراحية من أجل زراعة "رأس بشري حي" قد أصبحت وشيكة، حسب ما أشار إليه موقع "يو إس إيه توداي" الأميركي.
وكان الإيطالي كان قد صرح في وقت سابق بأن حظوظ نجاح عملية "زرع الرأس" تصل إلى 90%، موضحاً أنها تستلزم مشاركة 80 جراحاً، كما ستكلف 10 ملايين دولار.
وكان طبيبان جراحان، قد أكدا، في يناير/كانون الثاني الماضي، نجاحهما في إجراء عملية زراعة للرأس لدى القرد، كما تم إجراء عمليات أخرى لزراعة الرأس لدى الفئران، لكن تلك العمليات أجريت على كائنات ميتة.