بعد أكثر من شهرين من الملاحقة والمطاردة، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" فجر الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، قتله للفلسطيني أشرف نعالوة، بدعوى تنفيذه عمليّة مستوطنة "بركان" قبل 9 أسابيع، التي أسفرت عن مقتل إسرائيلييْن وإصابة ثالث بجروح خطيرة، صباح (7 أكتوبر/تشرين الأول 2018).
كانت تقديرات الاحتلال الإسرائيلي بعد العملية الفدائية، أنه سيتم اعتقال أشرف خلال يوم أو يومين من تنفيذ عملية مستوطنة "بركان" قبل 9 أسابيع، لكن المعادلة اختلفت هذه المرة، لينتهي الأمر باشتباك مسلح في مخيم عسكر بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية، قُتل خلاله نعالوة.
واعترف الشاباك بصعوبة الوصول إلى نعالوة، فقال في بيانه إن الوصول إليه تم في سياق "عملية استخباراتية معقدة ومتواصلة، بين الجيش الإسرائيلي والشرطة، من أجل أن يتم تحديد مكان تواجد المطارد أشرف الذي كان يستعد لتنفيذ علمية إضافية" على حد زعم البيان.
مكان استشهاد أشرف نعالوة في نابلس
شاهد| اللحظات الأولى عقب استشهاد المقاوم #أشرف_نعالوة في مخيم عسكر الجديد بمدينة نابلس.(تغطية مباشرة سابقة لشبكة قدس).تصوير: معتصم سقف الحيط
Gepostet von شبكة قدس الإخبارية am Mittwoch, 12. Dezember 2018
عملية مطاردة معقدة
ووصف الجيش المطاردة بأنها كانت معقدة، بالرغم من استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، واعتقال عدد من أقارب أشرف، وإخضاعهم للتحقيق، بينهم والدته التي تعاني عدة أمراض مزمنة.
ولم تقتصر حالات الاعتقال على الموجودين في منزل عائلة أشرف نعالوة فقط، فقد قامت سلطات الاحتلال، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2018، باعتقال شقيقته، فيروز نعالوة (34 عاماً)، وهي متزوجة وأُمٌّ لثلاثة أبناء.
واستمر اعتقال فيروز شهراً تقريباً، تعرضت فيه لتحقيق قاسٍ من قِبل المحققين الإسرائيليين لأكثر من 18 ساعة يومياً، لأسباب غير منطقية، والتهمة الرئيسية أنها شقيقة أشرف، قبل أن يتم الإفراج عنها بعد دفعها غرامة مالية قدرها 4500 شيكل.
وبحسب موقع مدينة القدس، فإن هذا الشاب الفلسطيني تسبب في استنزاف الجيش الإسرائيلي، إذ خصص جيش الاحتلال الإسرائيلي 20 ألف جندي للبحث عنه، وبلغت تكلفة إجمالي تحركات الجيش والشاباك لاعتقاله أكثر من 15 مليون دولار.
وقامت قوات الاحتلال بإجراء أكثر من 36 جولة تفتيش كبيرة لاعتقال نعالوة، كما تم نصب عشرات الحواجز، وتفتيش 394 منزلاً، واستصدار أوامر استدعاء 300 شخص للاعتقال والتحقيق الميداني، من أجل القبض على أشرف.
الوصول لأشرف
وحول حادث مقتل "نعالوة"، قال شهود عيان فلسطينيون، إن قوة عسكرية إسرائيلية حاصرت منزلاً يعود لأفراد من عائلة "بُشكار"، في مخيم عسكر شرقي نابلس، وفرضت حصاراً حوله، وسمع تبادل لإطلاق النار.
وبحسب مصور وكالة الأناضول الذي زار المنزل، بعد انتهاء العملية العسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي ألحق دماراً به، حيث شوهدت آثار للرصاص الحي في جدران المنزل.
أما الرواية الإسرائيلية للحادثة، فقد قال بيان الشاباك، إنّه وأثناء محاولته اعتقال نعالوة التي نفذتها وحدة "يمام"، وقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل نعالوة، ولم تقع إصابات في صفوف الوحدة الإسرائيلية المهاجمة.
وذكر المصور، أن الجيش الإسرائيلي احتجز جثمان "نعالوة" واعتقل أربعة فلسطينيين من عائلة "بُشكار" قبل انسحابه.
الاحتلال قتل فلسطينياً آخر
ويأتي هذا الحادث، بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش الإسرائيلي عن قتله فلسطينياً آخر، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بزعم تنفيذه عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عوفرا" يوم الأحد الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، إنه قتل صالح عمر صالح البرغوثي (29 عاماً)، وهو من سكان قرية كوبر غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
وأضاف أنه اعتقل "بقية أفراد الخلية المنفذة للعملية (من دون ذكر عددهم)".
وأصيب 6 إسرائيليين بجروح في إطلاق نار من سيارة مسرعة، قرب مستوطنة "عوفرا" على أراضي رام الله، الأحد الماضي، بحسب الشرطة الإسرائيلية.