قال رئيس الوزراء الماليزي الجديد، مهاتير محمد، إنه قرر حظر سفر سلفه المحاط بالفضائح نجيب رزاق وزوجته لمنعهم من التهرب من المحاكمة المحتملة بشأن فضيحة فساد ضخمة.
وبحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 13 مايو/أيّار 2018، قال مهاتير الذي اتخذ خطوة مهمّة بتعيين وزير مالية من الأقلية الصينية في البلاد، إن نجيب "سيواجه العقبات" إذا تبيّن للمحققين أي مخالفات.
وأضاف مهاتير في مؤتمر صحفي قائلاً "هناك الكثير من الشكاوى ضده، ويجب التحقيق فيها جميعاً"، وتابع "علينا أن نتخذ إجراءً بسرعة، لأننا لا نريد أن نتعثّر في معاهدات تسليم مجرمين مع بلدان أخرى".
وقال مهاتير إن هناك أدلّة كافية للتحقيق مع نجيب بشأن فضيحة فساد تتعلّق بتمويل 1MDB – وهي شركة تطوير إستراتيجية مملوكة بالكامل من قبل الحكومة – والذي يجري التحقيق فيها بالولايات المتحدة وبلدان أخرى.
ويقول المحققون الأميركيون إن شركاء نجيب اختلسوا وارتكبو غسيل الأموال لما يقدّر بنحو 4.5 مليار دولاراً من التمويل؛ حيث تم إيداع 700 مليون دولاراً في حساب نجيب البنكي، واُستُخدم نحو 30 مليون دولاراً أميركياً لشراء مجوهرات لزوجته، بينما نفى نجيب ارتكاب أي مخالفات.
وكشفت وثيقة طيران مسرّبة أن نجيب وزوجته رُسمه منصور كانا يخططان لاستقلال طائرة خاصة إلى إندونيسيا، يوم السبت 12 مايو/أيّار 2018، مما أثار شائعات تفيد بأنه كان سيغادر البلاد بعد أيام من الهزيمة الانتخابية المروّعة التي أنهت قبضة تحالفه على السلطة منذ 60 عاماً.
ورد نجيب بأنه يحترم قرار حظر السفر وقال إنه سيبقى مع عائلته داخل البلاد، وإنه أيضاً ملتزم بـ"تيسير انتقال سَلِس للسلطة".
وقرار مهاتير المتعلّق بإبقاء نجيب في البلاد يفي بوعده الانتخابي، وكذلك تعيينه لوزير للمالية من الأقلية الصينية في البلاد، وهو أول قرار بتنصيب أقليّة عرقية في منصب بالسلطة منذ 44 عاماً.
ويعكس تعيين ليم غوان إنغ، المحاسب القانوني الذي قاد ولاية بينانغ الشمالية الغنية منذ عام 2008، الإصلاحات التي وعد بها تحالف مهاتير لعلاج الانقسامات العنصرية في البلاد، والتي يُلقى باللوم فيها على سياسات تمييزية امتدت لعقود. وكان يشغل هذا المنصب المالي مسلمين من عِرق الملايو منذ عام 1974.
وقال ليم، البالغ من العمر 57 عاماً، في مؤتمر صحفي "أنا لا أعتبر نفسي صينياً، أنا ماليزيٌ، وسوف أضمن حماية مصالح كل الماليزيين".
ولدى ليم ومهاتير تاريخ طويل ومتقلب؛ حيث كان ليم عدواً مريراً لمهاتير خلال الفترة التي قضاها الرجل الأكبر كرئيس للوزراء وامتدّت 22 عاماً، وتم إلقاؤه في السجن مرتين؛ حيث سُجِنَ ليم خلال حملة سياسية في أكتوبر/تشرين الأول عام 1987 قال خلالها مهاتير إنه يهدف إلى منع أعمال الشغب العنصرية، وسُجِن مرة أخرى في عام 1998 بموجب قانون التحريض على الفتنة.
ولكن؛ في يوم السبت الموافق 12 مايو/أيّار 2018، وقف ليم مبتسماً إلى جانب مهاتير البالغ من العمر 92 عاماً خلال إعلان تعيينه لشغل المنصب.
وبالإضافة إلى تعيين ليم غوان إنغ، قام ماهاتير أيضا بتعيين نائب رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين كوزير للداخلية ومحمد سابو كوزير للدفاع.
وقال مهاتير ان حكومته ستضم 25 عضواً وانه سيعين الأعضاء المتبقين خلال الأسبوع القادم. وتعتبر نائبته وان عزيزة وان اسماعيل أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس الوزراء، وهي تشغل منصب رئاسة حزب آخر.
وقال مهاتير أيضا إنه سيتم تشكيل مجلس خاص من 5 أعضاء لتقديم المشورة للحكومة بشأن الأمور الاقتصادية والمالية. وسيضم المجلس روبرت كيوك، أحد رواد صناعات السكر وزيت النخيل وهو أغنى رجل في ماليزيا، حيث تقدّر مجلة فوربس ثروته بنحو 15 مليار دولار. ويعيش كيوك البالغ من العمر 94 عاماً، في هونغ كونغ. وحتى عام 2015 كان يمتلك صحيفة South China Morning Post.