لم تكن السيوف الفولاذية المستخدمة مع محاربي الساموراي السبعة منذ عدة قرون مجرد أداة تظهر مدى براعة هؤلاء الأبطال، بل أصبحت لهذه السيوف أهمية علمية وقريباً ستصل إلى الفضاء.
سيوف الساموراي السبعة الفولاذية
تعد صناعة سيوف الساموراي التي تصنع في اليابان من أفضل أدوات التقطيع؛ وذلك لأن الفولاذ الصلب المُستخدم في صناعتها معروف بمتانته.
ويوجد العديد من مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت توضح قدرة هذه السيوف اليابانية، التي تُدعَى أيضاً "كاتانا"، على تقطيع كل شيء، من الألواح الخشبية السميكة إلى الأنابيب المعدنية.
سيوف الساموراي تقطّع صخور الكواكب!
وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، تتعاون مجموعة مكونة من 3 مهندسين مع صانع سيوف ياباني خبير من أجل تصميم جهاز لجمع عينات الصخور.
وسيكون هذا الجهاز مصنوعاً من نفس الفولاذ المستخدم في صناعة هذه السيوف، ومن المخطط استخدامه على سطح أحد الكويكبات.
وقد أرسلت بعثات هايابوسا Hayabusa اليابانية حتى الآن مركبة فضائية وعربة استكشاف فضائية، مصممة للتحرك عبر سطح الكواكب أو الأجسام الفضائية.
بالإضافة إلى أدوات لأخذ عينات، إلى كويكب ريوغو Ryugu، الذي يبلغ قطره كيلومتراً واحداً ويدور حول الشمس بين كوكبَي الأرض والمريخ.
وأرسل المسبار الياباني هايابوسا-2 مؤخراً صوراً مذهلة لسطح الكويكب الأسود الصخري.
لكن إحضار أجزاء من كويكب ريوغو إلى الأرض يُعدّ مهمة في غاية الصعوبة، ولهذا السبب فُتِح الباب أمام اقتراح أفكار جديدة لكيفية القيام بذلك.
صانع سيوف ساموراي ضمن الفريق
ويضم الفريق صانع سيوف الساموراي الياباني جنروكورو ماتسوناغا، البالغ من العمر 70 عاماً والباحث في معهد كاناغاوا للتكنولوجيا تاكيو واتانابي.
وخلال بحثٍ تفصيلي حول التجارب المبكرة التي قاموا بها حول الكيفية التي استطاعوا من خلالها صناعة العديد من مثاقيب الصخور باستخدام تركيبات معدنية مختلفة.
قال الباحثون: "تحتوي 4 من المثاقيب على التاماهاغاني، وهو المادة الأولية المستخدمة لصنع السيوف اليابانية (التي تعني حرفيّاً الفولاذ الجوهري)، وهو معدن تقليدي يتكون من خليط من الرمال الحديدية والفحم".
وأضافوا: "اتبعنا أساليب صناعة السيوف اليابانية التقليدية عند صناعة عينات المثقاب، من أجل الوصول إلى الحدة ودرجة المرونة اللازمة في طرف المثقاب".
كيف ستعمل مثاقيب الساموراي؟
أحضر ماتسوناغا الرمال الحديدية من أحد الشواطئ في اليابان، وصهَرَها وقام بمعالجتها حراريّاً ليصنع سبيكة التاماهاغاني.
تضمّنت العملية تسخين المعدن لدرجة حرارة أقل من درجة حرارته الحرِجة ثم تبريده بسرعة، مراراً وتكراراً.
وتتسم المثاقيب الناتجة بصِغر حجمها، وهي عبارة عن أجزاء أسطوانية الشكل بحافة ذات نصل تميل إلى الداخل.
وبدلاً من توجيه ضربة سريعة بسيف الكاتانا إلى سطح الكويكب -الأمر الذي سيكون رائعاً، لكنه غير عملي- تعتمد الفكرة على إلقاء طرف المثقاب الذي يتكون من سبيكة التاماهاغاني على الصخرة الفضائية بسرعة عالية.
ومن الناحية النظرية سيقوم المثقاب بالحفر في سطح الكويكب، ما يسمح بجمع العينات.
ومن ثَمَّ، يمكن للجهاز الخلفي الملحق بالمركبة الفضائية الأم سحب المثقاب وشظايا الكويكب إلى الداخل.
أظهرت إحدى البعثات السابقة للمسبار الفضائي هايابوسا في عام 2005، مدى صعوبة الحصول على كميات كبيرة من الصخور من كويكب.
وقد باءت بالفعل محاولتان لجمع العينات من كويكب ريوغو بالفشل، على الرغم من أنهم تمكنوا من جمع كمية صغيرة من الغبار في علبة.
وفي وقت لاحق أُعيدت 1500 حبة غبار إلى الأرض، ولكن في الوضع الأمثل يُمكن لجهاز تجميع العينات من الكويكبات أن يجمع أكثر من ذلك بكثير، وأن يصل إلى أعماق أبعد من مجرد الصخور السطحية.
ويرجع سبب ذلك إلى أن سطح الكويكب "تشكَّل" على مدى ملايين السنين بفعل الأشعة الكونية وضوء الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية من الشمس.