رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب القول إنَّ محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي، رغم التقارير الجديدة التي تفيد بوصول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) إلى هذا الاستنتاج.
وقال الرئيس الأميركي، السبت 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، إنَّه سيحصل على إحاطة معلوماتية من وكالة الاستخبارات بشأن هذا الموضوع قريباً، مُضيفاً: "حتى هذه اللحظة قيل لنا إنَّه لم يضطلع بأي دور، وسيكون علينا معرفة ما لديهم (الاستخبارات) ليقولوه"، حسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
وصف ترامب أيضاً السعوديين بأنَّهم "حليف مذهل حقاً، فيما يتعلق بفرص العمل والتنمية الاقتصادية"، وقال إنَّه عند تقريره كيف يتحرك بخصوص جريمة القتل سيتعين عليه "أخذ الكثير من الأشياء في الاعتبار".
وقال ترامب في وقتٍ لاحق إنَّه يتوقع تقريراً كاملاً، يوم الإثنين أو الثلاثاء، 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً قالت فيه إنَّ الحكومة الأميركية لم تصل بعد إلى قرار نهائي بشأن مَن كان مسؤولاً عن جريمة القتل.
جاءت تلك التعليقات بعد يومٍ من نشر كلٍّ من صحيفتي The Washington Post وThe New York Times الأميركيتين، تقاريرَ تفيد بأنَّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لديها معلومات استخباراتية، تربط ولي العهد السعودي بالعملية التي أدَّت إلى وفاة خاشقجي. ولَطالما نفى ولي العهد دوماً تورُّطه في تلك الجريمة.
انحاز ترامب إلى جانب السعوديين بعد توليه المنصب، فينظر إلى الدولة السعودية باعتبارها حليفاً رئيسياً في تصميمه على مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وبدا ترمب متردداً في انتقاد ولي العهد مباشرةً.
جديرٌ بالذكر أنَّ خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي لصحيفة The Washington Post ويعيش في ولاية فرجينيا الأميركية، قُتِل في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، الشهر الماضي أكتوبر/تشرين الأول 2018. وكانت مجموعة مُكوَّنة من 15 مسؤولاً سعودياً موجودة في القنصلية، عندما وقعت جريمة القتل.
تغيَّر الموقف السعودي حيال جريمة القتل مراراً، بدايةً بالإنكار التام لفكرة أنَّه مات في القنصلية، وحتى الادِّعاء بأنَّه تعرَّض للخنق عن طريق الخطأ. والآن يقول الادعاء العام السعودي إنَّ الصحافي حُقِن بجرعة قاتلة من مادةٍ مُخدّرة، وأشار إلى طلب توقيع عقوبة الإعدام على 5 من أولئك المسؤولين المتورطين.
وأفادت صحيفة The Washington Post، نقلاً عن مصادر لم تُسمِّها، بأنَّ وكالات الاستخبارات الأميركية فحصت مكالمة هاتفية أجراها خالد بن سلمان، شقيق الأمير محمد بن سلمان، مع خاشقجي.
وقالت الصحيفة الأميركية إنَّ شقيق الأمير السعودي، الذي يشغل حالياً منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، أخبر خاشقجي أنَّه سيكون آمناً عند الذهاب إلى القنصلية السعودية بإسطنبول لاستخراج الوثائق التي يحتاجها للزواج.
وأضافت الصحيفة أنَّه ليس معروفاً ما إن كان لدى السفير السعودي علم بأنَّ خاشقجي سيُقتل أم لا. لكنَّها ذكرت أنَّه اتصل هاتفياً بولي العهد، وأنَّ الاستخبارات الأميركية اعترضت تلك المكالمة.
وردَّ السفير السعودي عبر تغريدات على موقع تويتر قائلاً: "كما أخبرنا صحيفة The Washington Post، كان آخر تواصل لي مع خاشقجي عن طريق رسالة نصّية، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017".
وأضاف: "لم أتحدث معه هاتفياً قط، وبالتأكيد لم أقترح عليه قطّ أن يذهب إلى تركيا لأي سببٍ كان. إنَّني أطالب حكومة الولايات المتحدة بالإفصاح عن أي معلومات تخصُّ هذا الادعاء".