رفضت السعودية اقتراح تركيا إجراء تحقيق دولي في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، حسبما قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، والذي عاد ليؤكد أن محمد بن سلمان "لا علاقة له بجريمة قتل خاشقجي".
وأوضح الجبير في مؤتمر صحافي، عقده بالرياض، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن "هذا أمر مرفوض؛ المملكة العربية السعودية لها جهاز تحقيق، ونظام قضائي مستقل يمكنه التعامل مع قضايا مثل قضية خاشقجي"، وذلك بُعيد تأكيد النيابة العامة السعودية، للمرة الأولى، أن الصحافي حُقن "بجرعة كبيرة" من مادة مخدرة، قبل أن يتم تقطيع جثته في القنصلية.
الجبير يبرئ محمد بن سلمان من مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي
وبعد بيان النيابة العامة السعودية الذي "برَّأ"، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، محمد بن سلمان من جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ، قال وزير الخارجية السعودي: "إن ولي العهد محمد بن سلمان لا صلة له على الإطلاق بمقتل خاشقجي".
وأضاف الجبير أنه لا تزال هناك أسئلة بلا أجوبة في قضية جمال خاشقجي، مشيراً إلى أن السعودية طلبت من تركيا تقديم معلومات وأدلة 3 مرات، "لكنهم لم يفعلوا"، وقال: "نأمل أن تقدم تركيا أي معلومات يمكن أن تلقي الضوء على مسائل لا تزال غير معلومة في قضية خاشقجي". وشدد وزير الخارجية السعودي على أن التعاون هو أفضل سبيل للوصول للحقائق.
وأكد المسؤول السعودي أن المملكة اتخذت خطوات لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث، مضيفاً أن هناك فرقاً بين معاقبة أفراد وتحميل السعودية المسؤولية عن مقتل خاشقجي.
وقال عادل الجبير إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بات قضية قانونية وينبغي عدم تسييسها، وذلك بعدما قال النائب العام السعودي إنه سيطالب بتطبيق عقوبة الإعدام بحق 5 مشتبه فيهم.
وقال الجبير للصحافيين بالرياض: "تسييس القضية يسهم في شق العالم الإسلامي، في حين تسعى المملكة لوحدة العالم الإسلامي".
من جهة أخرى، أوضح عادل الجبير أن قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي "لن تدفع المملكة للتخلي عن سياساتها في مواجهة الإرهاب"، وأضاف أن السعودية لديها مسؤوليات كبيرة إزاء العالم الإسلامي، وستواصل خدمة الإسلام والمسلمين
بينما مستشار الرئيس التركي يتهم الرياض بمحاولة "التستر" على قتلة خاشقجي
من جهته، قال مستشار للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن تصريحات النيابة العامة السعودية تهدف إلى التستر على قتلة خاشقجي، واستبعد أن يكشف التحقيق السعودي عن الجناة الحقيقيين.
جاءت تصريحات ياسين أقطاي، مستشار أردوغان في حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد أن قال مكتب النائب العام السعودي إن خاشقجي قُتل "بعد فشل عملية تفاوض" لإقناعه بالعودة للمملكة. وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن القتل متعمد.
وقال أقطاي: "ينتظرون منا أن نصدّق أن القتلة نفذوا ذلك من تلقاء أنفسهم. هذا يصعب تصديقه جداً! كل شيء واضح وضوح الشمس، لكن هناك محاولة للتستر على الأمر بشكل ما".
وفي أول ردٍّ لها على التوضيحات التي قدَّمتها النيابة العامة السعودية بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، أعلنت تركيا أنها توضيحات "غير كافية"، مشددة على أن قتله تم عن سابق تصميم.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن "كل هذه الخطوات إيجابية بالطبع، لكنها غير كافية".
وأضاف المسؤول التركي قائلاً: "هذه الجريمة كما سبق أن قلنا، تم التخطيط لها مسبقاً"، نافياً التبرير السعودي بأن قتَلة خاشقجي كانوا مكلفين في الأساس إعادته إلى المملكة.