انتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، الحصار الذي تفرضه الإمارات والسعودية على مدينة الحديدة اليمنية.
وقال أوغلو، تعليقاً على الوضع في اليمن: "لا نرى أن سياسات المملكة العربية السعودية والإمارات بمحاصرة الجميع في اليمن صحيحة".
جاء ذلك في كلمة له الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بالبرلمان التركي.
وأضاف جاويش أوغلو: "في الوقت الحالي، لا نرى أن سياسات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمحاصرة الجميع في اليمن صحيحة، فالكثير من الناس يموتون من الجوع والأمراض، ونحن لن نبقى صامتين حيال ذلك".
واستدرك بالقول: "ندعم جهود الأمم المتحدة في اليمن، ونحن من أكثر داعمي الوساطة العُمانية، ولدينا لقاءات مع إيران في هذا الصدد".
وأشار إلى أن بلاده قدمت الكثير من الدعم، للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، وتُواصل تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين.
وتابع: "أرسلنا مشفيَين ميدانيَّين إلى اليمن.. مع الأسف، هناك صعوبات كثيرة في مسألة إيصال المساعدات الإنسانية، يتعين علينا مواصلة إرسال مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والأدوية إلى اليمن".
وقف الهجوم
ويعاني اليمن، منذ قرابة 4 سنوات، حرباً بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء، منذ 2014، من جهة أخرى.
وخلفت الحرب المستمرة أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأوقفت القوات الموالية للحكومة اليمنية، الأربعاء هجومها على مدينة الحديدة (غرب)، في حين أعربت دولة الإمارات، الشريك الرئيسي بالتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، عن تأييدها محادثات سلام بالسويد في أقرب فرصة ممكنة.
وأكد 3 قادة ميدانيين في القوات الموالية للحكومة، أنهم تلقوا أوامر من رؤسائهم تفيد بوقف إطلاق النار، ووقف "أي تصعيد عسكري" و"أي تقدُّم" في المدينة التي تضم ميناء يشكّل شريان حياة لملايين السكان.
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على "تويتر": "نرحّب بمحادثات تقودها الأمم المتحدة بالسويد في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً أن التحالف يدعو للاستفادة من هذه "الفرصة" لإعادة إطلاق المسار السياسي.
تراجُع حدة المعارك
وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة، التي قُتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تراجعت حدة المعارك في المدينة الساحلية مساء الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قبل أن تتحوّل إلى اشتباكاتٍ متقطعةٍ الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني وتتوقف الأربعاء 14 نوفمبر/تشرني الثاني، في وقت كان المتمردون الحوثيون يضعون عبوات وألغاماً في محيط ميناء المدينة الواقع بشمالها.
وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة الحوثيين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية، بدعم من التحالف العسكري، استعادتها منذ يونيو/حزيران 2018. واشتدّت المواجهات في بداية الشهر الحالي (نوفمبر/تشرني الثاني 2018).
وتقود الإمارات القوات الحكومية في معاركها مع المتمردين الحوثيين بالمدينة. وكانت جمعت في بداية العام (2018) 3 قوى عسكرية غير متجانسة، ودرّبتها لشن الهجوم على ساحل البحر الأحمر باتجاه ميناء الحديدة.
وكتب قرقاش: "الحديدة هادئة والميناء يعمل"، مشيراً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، سيزور أبوظبي هذا الأسبوع.