.قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التسجيلات المتعلقة بقضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي "فظيعة". ولفت إلى أنه تم عرضها على كل من طلب الاستماع إليها. وكشف أن مسؤول الاستخبارات السعودي صدم بسبب التسجيلات
وأوضح الرئيس التركي، خلال حديثه للصحافيين، أثناء عودته من باريس، أن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي كان مخططاً له مسبقاً. وأضاف أنه من البديهي أن الأوامر جاءت من أعلى الهرم في السلطات السعودية.
وأكد أنه لا يستطيع الظن مطلقاً أن هذا الأمر متعلق بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لكنه أصر على ضرورة الكشف عمن أصدر الأوامر بقتل خاشقجي.
وتساءل الرئيس التركي عن مصير جثمان خاشقجي وعما إذا كان قد دفن أو تم تقطيعه واختطافه. وشدد أردوغان على متابعة هذه القضية على المستوى الدولي.
ولفت إلى أن التسجيلات الصوتية تم إسماعها لمن طلب ذلك. وقال أردوغان إن "رجل المخابرات السعودية صُدم، وقال: إنه لا بد أن يكون قد استخدم الهيروين، الشخص الذي يتعاطى الهيروين فقط يمكنه فعل ذلك".
وكان الرئيس التركي قد شارك في إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى مع عدد كبير من زعماء العالم في العاصمة الفرنسية باريس.
كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قال أمس الإثنين، إن فرنسا ليست بحوزتها تسجيلات تتعلق بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على حد علمه. وذلك رداً على تصريح سبق أن قاله الرئيس التركي تتضمن ذكر اسم فرنسا ضمن الدول التي اطلعت على تسجيلات قتل خاشقجي.
وقال أردوغان يوم السبت إنه تم تسليم التسجيلات لفرنسا وألمانيا وبريطانيا، لكن لو دريان أشار في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية إلى أن الأمر ليس كذلك على حد علمه.
ورداً على سؤال عما إذا كان أردوغان يكذب، قال لو دريان: "يعني هذا أن لديه لعبة سياسية في هذه الظروف".
لكن كندا أكدت اطلاعها على تلك التسجيلات، حيث قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن المخابرات الكندية استمعت لتسجيلات تركية لما حدث لجمال خاشقجي الصحافي السعودي الذي قُتل في إسطنبول، لكنه أضاف أنه شخصياً لم يستمع للتسجيلات.
وقال ترودو: "تعمل وكالات المخابرات الكندية عن كثب مع المخابرات التركية في هذه القضية، وكندا مطلعة تماماً على ما لدى تركيا، وأجريت حواراً مع أردوغان قبل أسابيع، وهنا في باريس تبادلنا حواراً وجيزاً، وشكرته على قوة رده على الوضع المتعلق بخاشقجي".
ورد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الإثنين، على تصريحات نظيره الفرنسي جان إيف لودريان المتعلقة بالموقف التركي من قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال أوغلو إن لودريان تجاوز حدوده باتهاماته المتعلقة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وشدد تشاووش أوغلو، في تصريح للأناضول، على أنه على الوزير الفرنسي أن يعلم كيفية التحدث مع رئيس دولة، موصياً لودريان بعدم الخلط بين الزعماء الفرنسيين والرئيس أردوغان.
ولفت إلى احتمال عدم توفّر معلومات لدى وزير الخارجية الفرنسي حيال تسجيلات مقتل خاشقجي في هذا الإطار.
وأضاف تشاووش أوغلو: "قد يقول إنه لا علم له بهذا الأمر؛ لكنني أعلم أن جهاز استخبارات بلادنا قدّم في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي المعلومات المتوفرة لدينا بما فيها التسجيلات الصوتية للاستخبارات الفرنسية بطلب من الجانب الفرنسي".
وأكد أن اتهام لودريان للرئيس أردوغان بالتلاعب السياسي "وقاحة كبيرة"، مبيناً أن تصرفات لودريان لا تليق بوزير خارجية.
وقال تشاووش أوغلو إنه "في الوقت الذي تحظى فيه تركيا بإشادة المجتمع الدولي حيال مساعيها بالكشف عن تفاصيل جريمة خاشقجي، فإن اتهامات الوزير الفرنسي الوقحة أمر جدير بالوقوف عنده".
وقُتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واعترفت الرياض لاحقاً بتورط أشخاص من دوائر الحكم في الجريمة، من دون الكشف عن مصير الجثة أو تسليم المتهمين للمثول أمام القضاء التركي.