أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد إصرار واشنطن على محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مشدّداً على وجوب "أن تفعل الرياض المثل".
كما قالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان إنّ بومبيو دعا في اتصال هاتفي مع محمد بن سلمان إلى "إنهاء العمليات العدائية" في اليمن وبدء مفاوضات.
واشنطن تصعّد لهجتها حيال الرياض
وتعكس هذه الرسالة الجديدة تبدلاً في لهجة واشنطن التي سبق أن دعت الرياض إلى كشف ملابسات قضية خاشقجي لكنها سمحت للأمير محمد بن سلمان الحليف القوي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالاستفادة من قرينة البراءة.
وكان بومبيو عبر علناً الخميس عن ارتياحه لتعاون السلطات السعودية في توضيح هذه القضية.
ويأتي هذا التصلب من قبل واشنطن غداة تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد أنه سلم الأميركيين تسجيلات يفترض أنها تمت في القنصلية السعودية في إسطنبول يوم مقتل خاشقجي.
في الوقت ذاته قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الإثنين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن وزير الخارجية جيريمي هانت سيضغط على الزعماء السعوديين لبذل المزيد من أجل تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وسيزور هانت السعودية والإمارات اليوم للضغط من أجل إنهاء الحرب في اليمن ولدعوة الزعماء السعوديين إلى التعاون في التحقيق بشأن مقتل خاشقجي.
إنهاء المعارك في اليمن
قالت نويرت إنّ بومبيو تطرق خلال اتصاله الهاتفي مع محمد بن سلمان، إلى ملف اليمن أيضاً، مجدداً دعوته إلى "إنهاء الأعمال العدائية" في هذا البلد الذي تدمره حرب أهلية.
وطلب وزير الخارجية الأميركي أن "يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع".
واندلعت حرب شوارع للمرة الأولى الأحد في حي سكني في شرق الحديدة اليمنية بعدما تمكّنت القوات الموالية للحكومة من دخوله في خضم معارك عنيفة مع المتمردين، في المدينة التي تضم ميناء يشكّل شريان حياة لملايين السكان.
وبدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015، دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر قريبة من الملف، أن الولايات المتحدة اتخذت أساساً قرار وقف عمليات تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، ما ينهي أكبر دعم عملي من قبل واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية منذ ثلاث سنوات.
وبعيد ذلك، أعلن التحالف أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو، مؤكداً أنه بات قادراً على تأمين ذلك بنفسه.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على الفور دعمها لهذا الإعلان بينما يطالب برلمانيون أميركيون جمهوريون وديموقراطيون، بإلحاح بأن توقف الولايات المتحدة فوراً عمليات تزويد طائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بالوقود.