قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن على أوروبا أن "تبني استقلالية" دفاعها بدلاً من شراء الأسلحة الأميركية ، ليؤكد ما سبق وأن صرح به بخصوص إنشاء جيش أوروبي موحد .
وأوضح ماكرون في المقابلة التي أجراها باللغة الإنكليزية بحسب مقاطع منها "لا أريد رؤية الدول الأوروبية ترفع من ميزانيات الدفاع لشراء أسلحة أميركية أو أخرى أو معدات من إنتاج صناعتكم" مضيفاً أنه "إذا زدنا ميزانيتنا، فالغرض بناء استقلاليتنا".
إيمانويل ماكرون يرفض الرد على تغريدة ترمب
وأبدى ماكرون حفاوة السبت 10 نوفمبر/تشرين الثاني عند استقباله دونالد ترمب في قصر الإيليزيه غداة تغريدة حادة النبرة من الرئيس الأميركي حمل فيها على دعوة ماكرون إلى إقامة "جيش أوروبي موحد ".
وأكد الرئيس الفرنسي في المقابلة أنه يشاطر نظيره الأميركي الرغبة في "تقاسم أفضل للعبء" المالي للحلف الأطلسي بين الأوروبيين والأميركيين. وأوضح ماكرون "أنا موافق على ذلك وبهدف تقاسم أفضل للعبء نحتاج جميعاً للمزيد من أوروبا".
ورداً على سؤال قال ماكرون "ليس علي أن أعلق على هذه التغريدة (..) أفضل دائماً المباحثات المباشرة أو الرد على أسئلة بدلاً من ممارسة الدبلوماسية عبر التغريدات".
ويعتقد ماكرون وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن على أوروبا تطوير استقلاليتها الدفاعية وإنشاء جيش أوروبي موحد في مواجهة انسحاب واشنطن المتزايد.
لكن هذا الموقف ليس موضع إجماع في أوروبا. فقد قررت بلجيكا مؤخراً شراء طائرات قتالية إف-35 أميركية بدلاً من طائرات أوروبية في خطوة اعتبر الرئيس الفرنسي أنها "تسير استراتيجياً عكس مصالح" أوروبا.
وبوتين يدعم فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد بديلاً عن "الناتو"
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، عن دعمه لفكرة إنشاء جيش أوروبي موحد من الممكن أن يكون بديلاً عن حلف شمال الأطلسي "الناتو".
جاء ذلك خلال حديثه لقناة "روسيا اليوم" الناطقة بالفرنسية في إطار مشاركته في فعاليات إحياء مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال بوتين في معرض إجابته عن رأيه حول إنشاء جيش أوروبي موحّد: "أوروبا حليفة وكيان اقتصادي قوي، لذلك رغبة الدول الأعضاء في الاتحاد بالاستقلالية والسيادة أمر طبيعي جدّاً".
ولفت الرئيس الروسي إلى أهمية فكرة إنشاء جيش أوروبي موحّد، واصفاً إيّاها بأنّها "تطور إيجابي في عالم متعدد الأقطاب". وأكّد بوتين على أهميّة الدور الذي ستؤديه فرنسا في هذا الإطار، ورأى أن الجيش الأوروبي الموحّد قد يشكل بديلاً عن حلف شمال الأطلسي "الناتو".
بينما وصف ترمب الفكرة بأنها أمر "مهين للغاية"
إذ ندَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بُعيد وصوله إلى باريس، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء جيش أوروبي موحد بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، معتبراً أن اقتراحه "مهين جداً".
ولدى وصول ترمب وزوجته ميلانيا، إلى باريس، للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، غرَّد الرئيس الأميركي "لقد اقترح الرئيس ماكرون إنشاء جيش أوروبي بوجه الولايات المتحدة والصين وروسيا".
وأضاف ترمب: "هذا مهين للغاية، لكن ربما يجب على أوروبا أن تسدد أولاً مساهمتها في حلف شمال الأطلسي، الذي تموله الولايات المتحدة إلى حدٍّ كبير!".
لا صواريخ جديدة في أوروبا
أعلن مسؤول رفيع المستوى الخميس أن "لا خطط" لدى الولايات المتحدة لنشر صواريخ جديدة في أوروبا بالرغم من إعلانها أنها ستنسحب من اتفاقية بارزة مع روسيا للحد من الأسلحة النووية.
وأثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي إنهاء المشاركة الأميركية في "معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى" (آي إن أف) القلق لدى بعض الدول الأوروبية وتحذيرات من الكرملين حول بدء سباق تسلح جديد.
وتزعم واشنطن أن روسيا تواصل خرق المعاهدة منذ عام 2013 بالعمل على نظام صواريخ جديد، وجميع المحاولات المتكررة لإقناعها بالعودة إلى الامتثال ببنود المعاهدة قوبلت إما بالصمت أو التشويش.
وبينما أشار ترمب إلى اعتزام الولايات الانسحاب من المعاهدة، قال مسؤولون إنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية حتى الآن لوضع القرار موضع التنفيذ وأن هناك مسؤولين أميركيين رسميين حالياً في أوروبا للتشاور مع الحلفاء ومحاولة طمأنتهم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين في بروكسل إن ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقيام واشنطن بإذكاء سباق تسلح جديد لا أساس له، مضيفاً "هناك متسابق واحد فقط هو روسيا، إنهم يقومون ببناء هذه الصواريخ منذ خمس سنوات وبأسرع ما يستطيعون".