أعلن مكتب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، أنَّ فطر الصنوبر الثمين الذي أهداه له زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وتبلغ كميته نحو طنين، صالحٌ للاستهلاك، وذلك بعد أن حذَّر أحد الساسة المعارضين من أنَّ الفطر قد يكون ملوثاً بسبب الآثار الإشعاعية التي تخلفها الاختبارات النووية التي تجريها الجارة الشمالية.
أُرسلت هذه الكمية من الفطر، حسب تقرير صحيفة The Telegraph البريطانية إلى مون جاي إن، بعد عقد لقاء قمةٍ بين القائدين في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، في سبتمبر/أيلول 2018. قال مون بدوره إنه كان سيتبرع بالهدية إلى 4 آلاف شخص لم يتمكنوا من رؤية ذويهم في كوريا الشمالية منذ نهاية الحرب الكورية، التي استغرقت 3 سنوات في عام 1953.
ويُعَد الفطر، ذو الساق البيضاء والرأس البني، طعاماً شهياً، وقد أشارت تقارير إلى أن المسؤولين في بيونغ يانغ أمروا سكان منطقة هامغيونغ الشمالية، قبل القمة التي جمعت الرئيسين، أن يمشّطوا التلال بحثاً عن أفضل الثمار من الفطر.
وأفاد موقع DailyNK الإخباري بأن مصادر من داخل كوريا الجنوبية قالت إن السلطات كانت تقايض السكان بإعطائهم نحو 10 كيلوغرامات من الدقيق (وهي كمية يبلغ سعرها 7.5 دولار، وهو ما يُعَد مبلغاً كبيراً في واحدة من أفقر المناطق على وجه الأرض) مقابل الحصول على نحو كيلوغرام من الفطر. وكانت السلطات تقايضهم كذلك باستبدال الفطر بالسكر والأحذية المطاطية.
وفضلاً عن أنَّ هامغيونغ الشمالية تشتهر بمحصولها السنوي من فطر الصنوبر، تحتوي كذلك على منصة موسودان-ري لإطلاق الصواريخ، إضافة إلى موقع بونغي ري لإجراء التجارب النووية.
ويُذكَر أنَّ هذا الموقع شهد إجراء تجارب تحت الأرض في 6 مناسبات، كان آخرها في سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2017. وتضمَّنت هذه التجربة آنذاك اختبار جهاز نووي حراري، حسبما زعمت الحكومة الكورية الشمالية، وسجلت أجهزة مراقبة الأنشطة الزلزالية حدوث زلزال بقوة 6.3 درجة.
ووقعت موجة زلزالية ثانية بعد دقيقتين من التفجير، ويُعْتَقَد أنها من جراء التجويف الناجم عن الانهيار الذي أحْدَثه التفجير الأول. وثمَّة تقارير في هذا السياق تشير إلى أن النشاط الإشعاعي وجد طريقاً له بعد ذلك للخروج من باطن الأرض والانتشار في الغلاف الجوي.
وزعم منشقون في العام الماضي، أنَّ بعض النساء في المنطقة أنجبن أطفالاً مشوهين.
ونتيجةً للمخاوف من أنَّ هدية الزعيم الكوري الشمالي يُحْتَمَل أن تكون ضارةً لأي شخص يتناول الفطر، طالَبَ سياسي معارض بإخضاعها إلى الاختبار.
لكنَّ القصر الرئاسي الكوري الجنوبي -أو "البيت الأزرق"- أعلن في بيانٍ له يوم أمس الأربعاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ مستويات الإشعاع التي اكتُشفِت في الفطر كانت مساويةً لمستويات الإشعاع في الأطعمة الأخرى المسموح بتناولها في أسواق كوريا الجنوبية، وأقل من الحد الأقصى للمستويات التي تسمح بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.