قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيكون لديه "رأي أقوى بكثير"، الأسبوع المقبل، حول قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي ، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
ورداً على ما إذا كان يعتقد أن السعودية مذنبة في مقتل خاشقجي. أوضح ترمب خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في البيت الأبيض: "لدي رأي أقوى في هذا الموضوع خلال الأسبوع القادم، أنا أُكوِّن (حاليًا) رأيًا قويًا للغاية".
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، خلال المؤتمر الصحافي، مقتل الصحافي جمال خاشقجي بأنه "محزن وسيئ جداً".
كما لفت إلى بحثه تلك القضية مع الكونغرس الأميركي، وفق المصدر ذاته.
لكن يظل السؤال: هل يتخلى ترمب عن قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي ؟
حذرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية من غض الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، الطرف عن قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي الذي قُتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
كاثلين باركر، الكاتبة المتخصصة بالقضايا السياسية والثقافية لدى صحيفة The Washington Post، حذرت من تجاهل ملف خاشقجي، متعهدة بأن يظل هذا الملف مفتوحاً.
وقالت باركر: "انتهت انتخابات التجديد النصفي أخيراً وظهرت النتائج، وما زال دونالد ترمب رئيساً، نعود الآن إلى الحقائق الباردة للحياة اليومية في البيت الأبيض غريب الأطوار".
وأضافت"حيث سيكون السؤال الأول والأخير: مَن أمر بالقتل الوحشي لجمال خاشقجي، وما تداعيات ذلك؟".
وأضافت باركر: "تتذكرون خاشقجي -الصحافي السعودي الذي كان يقيم بالولايات المتحدة ويكتب في صحيفة The Washington Post الأميركية- والذي اختفى فور دخوله القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية لاستخراج وثيقة زواج.
وزُعم أنَّ مصيره المُرَوّع شمل تعذيبه وقتله وتقطيع أوصاله والتخلص من أجزاء جثته تدريجياً على يد فريق اغتيال كانوا ينتظرونه بمنشار عظام".
وتشير باركر إلى أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي ، ظل طيلة بضعة أيام على الأقل، هو القصة الرئيسية في العديد من وسائل الإعلام.
لكن بعد ذلك، تلاشى اسمه تدريجياً من العناوين الرئيسية إلى حدٍّ كبير، باستثناء صحيفة The Washington Post، إذ أغفله الجميع للانشغال بقصص أخرى أو لتغطية حملة ترمب الانتخابية المقبلة.
خاصة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتاد إلهاء الرأي العام؟
ويوماً تلو آخر، فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما يفعله عادةً، إذ قال أشياء غير معقولة حتى تهتاج وسائل الإعلام وتبتعد عن حالة السخط العام.
مثل إمكانية أن تُحمِّل الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية المسؤولية عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي .
وناقش مجلسا النواب والشيوخ تقليص مبيعات الأسلحة الأميركية التي تباهى بها ترمب، لكن خلافاً لذلك، يبقى الوضع الراهن ساكناً وهادئاً تماماً.
وترى باركر أنه من الواضح أنَّ مثل هذه المؤامرات العالمية التي تنطوي على القتل والمال والنفط والأسلحة والتآمر تكون مُعقَّدة، وهذه القضية متعددة الجوانب بما يكفي لإشعال حروب وزعزعة استقرار الأسواق العالمية.
لذا قررت إدارة ترمب في بداية الأزمة -على ما يبدو- أن تكون لطيفة مع السعودية.
وكما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستمرار، إنَّ "عواقب توتر العلاقات بين بلدينا ستكون مكلفة، سواء على الصعيد المالي أو ربما على الصعيد الجيوسياسي (وستصب في مصلحة إيران)".
وكان يُنظر إلى ولي العهد محمد بن سلمان، الذي هو في الوقت نفسه صديق غاريد كوشنر صهر ترمب، عموماً باعتباره الأمل التقدمي الجديد الكبير للمملكة الصحراوية،
إذ أراد محمد بن سلمان السماح للمرأة بقيادة السيارات والابتعاد عن التنفيذ الصارم لبعض التعاليم الإسلامية، مثل عقوبة الرجم لبعض الجرائم.