كشفت شبكة "CNN" الأميركية عن مصدر مطلع، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قوله إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أخبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما، الثلاثاء الماضي، أن مستقبله كـ"ملك" على المحك، بسبب مقتل جمال خاشقجي.
واجتمع بومبيو مع ولي العهد السعودي لمدة تراوحت بين 35 و40 دقيقة، وفقاً لما رصده الوفد الصحافي المصاحب لوزير الخارجية الأميركي.
الرسالة التي حملها بومبيو للرياض فيما يتعلق بمقتل جمال خاشقجي
ووفقاً للشبكة الأميركية، فإن بومبيو أوضح للأمير محمد بن سلمان أنه "على السعوديين إجراء تحقيقاتهم بسرعة كبيرة" بخصوص اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، مؤكداً أن الوقت قصير، وأن السعوديين يجب أن يتعاملوا مع الأشخاص المعنيين بشكل جاد، بحسب ما نقلته الشبكة.
وأوضح المصدر أن بومبيو قال لولي العهد بصراحة إنه إذا لم تقُم السعودية بمحاسبة المسؤولين عن إخفاء خاشقجي، فسيتعين على الولايات المتحدة القيام بذلك؛ لأن العالم سيطالب بذلك، والرئيس الأميركي دونالد ترمب سيكون "مضطراً" إلى ذلك بسبب "الضغط العالمي".
وذهب بومبيو ليقول للأمير محمد بن سلمان: "بصراحة إنه إذا لم يفعلوا ذلك، فسيتعين على الولايات المتحدة التعامل مع هذا الأمر".
ووفقاً للمصدر، فقد قال بومبيو لولي العهد السعودي إن "الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات لأن العالم سيطالب بها"، مضيفاً أن ترمب سيكون "مضطراً" إلى ذلك بسبب "الضغط العالمي"، حسب وصفه.
رد الأمير محمد على رسالة واشنطن
إعلامياً، قالت الولايات المتحدة إن ولي العهد وافق على ضرورة إجراء تحقيق شامل في اختفاء الصحافي، وذلك بعد تقارير تحدثت عن أن الرياض ستقر بمقتله خلال استجواب سار على نحو خاطئ.
ولم يُشِر المصدر إلى كيفية رد الأمير محمد بن سلمان أو السعوديين، لكنه قال إن "الرسالة وصلت".
وعندما سئل عما إذا كان بومبيو يشعر أن ولي العهد السعودي سلمان "سيفعل أي شيء"، قال المصدر إن الدليل سيكون في الإجراء الذي يتخذه السعوديون.
وبعد السعودية، توجَّه بومبيو إلى تركيا، وأجرى لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، الذي أكد أن المحادثات مع بومبيو كانت مفيدة ومثمرة.
وأفاد مراسل الأناضول، الأربعاء، بأن لقاء جاويش أوغلو وبومبيو بدأ بمطار أسن بوغا الدولي في أنقرة، في تمام الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (08:00 تغ)، واستمر 40 دقيقة.
وكان بومبيو قال إن الولايات المتحدة سوف "تعطي (تركيا والسعودية) مساحة" لاستكمال تحقيقهما في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل مناقشة أي ردود محتملة.
واختفى أثر الصحافي السعودي خاشقجي يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول لتسلّم ورقة رسمية يستطيع بموجبها إتمام زواجه في تركيا.
وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.
وكانت مصادر تركية قد كشفت لوسائل إعلام أن عملية قتل الصحافي تمت في مكتب القنصل السعودي محمد العتيبي وبحضوره، وانتهت خلال دقائق فقط من دخول خاشقجي مبنى القنصلية.