أعلن البيت الأبيض مساء الإثنين 7 مايو/أيار 2018 أن الرئيس دونالد ترمب لن يتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لحضور افتتاح السفارة الأميركية الجديدة في القدس، لافتاً إلى أن الوفد الأميركي سيترأسه مساعد وزير الخارجية جون سوليفان.
ونشر البيت الأبيض قائمة بأسماء الوفد الرئاسي الذي سيتوجه إلى القدس وفي مقدمته ابنة ترامب إيفانكا وصهره ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر إضافة إلى المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
ومن المتوقع أن تقيم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتفالاً في القدس ضمن مراسم افتتاح سفارة واشنطن في المدينة. وقد جمعت صحيفة Haaretz الإسرائيلية قبيل الحدث الدولي المرتقب كافة التفاصيل عن الاحتفالية المرتقبة.
متى ستبدأ الفعالية؟
من المقرر أن يبدأ الحدث يوم الإثنين الموافق 14 مايو/أيار، في تمام الساعة الرابعة مساءً بتوقيت القدس (التاسعة صباحاً بتوقيت واشنطن). فقد أرسلت السفارة الأميركية، من موقعها الحالي بتل أبيب، الدعوات الرسمية بالفعل.
لماذا تُقام هذه الفعالية؟
على الصعيد الرسمي، يُقام هذا الحدث احتفالاً بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس. وتجدر الإشارة إلى أن السفارة لن تُنقل بالكامل في يوم واحد. فقد قررت إدارة ترمب في ديسمبر/كانون الأول الماضي الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وبدأت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة إلى المدينة. إلا أن هذه العملية قد تستغرق سنوات، فتشييد سفارة جديدة سوف يستغرق وقتاً طويلاً وتكلفة عالية.
سوف يُنقل خلال الأسبوع القادم عدد محدود فقط من المكاتب من مقر السفارة في تل أبيب إلى المقر الجديد في القدس. سيكون من بين تلك المكاتب، مكتب سفير واشنطن في إسرائيل، ديفيد فريدمان، والذي سيبدأ في ممارسة عمله من القدس بشكل منتظم. وعلى الرغم من ذلك، ستبقى العديد من وظائف السفارة الأخرى كما هي في مقر السفارة الحالي بشارع هاياركون في تل أبيب. وتعتبر إسرائيل هذه الخطوة إنجازاً دبلوماسياً كبيراً.
أين سيكون مقر السفارة الجديدة؟
لايزال المكان المرتقب لبناء سفارة واشنطن الدائم في القدس غير معلوم بعد على وجه اليقين، إلا أن الفاعلية سوف تُقام الأسبوع القادم في مقر القنصلية الأميركية بحي أرنونا في القسم الجنوبي من المدينة. وسيستضيف مبنى القنصلية الحالي، الذي كان يقدم خدماته للمواطنين الإسرائيليين منذ عام 2010، مكتب السفير، وغيره من المكاتب التي ستُنقل إلى القدس بدءاً من الأسبوع المقبل. وتقع أجزاء من القنصلية داخل "الخط الأخضر"، الذي يمثل المنطقة الحدودية المحايدة بين إسرائيل والأردن قبل عام 1967.
ما هو رد الفعل الفلسطيني على نقل السفارة؟
نددت السلطة الفلسطينية بشدة بقرار إدارة ترمب حول القدس، ورفضت التعامل معها منذ خطاب الرئيس في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقد أظهرت استطلاعات الرأي العام أن نقل السفارة لا يحظى بشعبية في الشوارع الفلسطينية، وأدى إلى توجيه اتهامات ضد إدارة ترمب بأنها متحيزة تجاه إسرائيل، وبالتالي لا يمكن الوثوق بها باعتبارها "وسيطاً نزيهاً" في محادثات السلام بين الجانبين.
كما انتقدت الدول العربية الأخرى إعلان ترمب، ونشرت جامعة الدول العربية بياناً مشتركاً أكدت فيه على أن القدس الشرقية يجب أن تصبح عاصمة لفلسطين.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن معظم الدول العربية لم تعرب عن انتقادات قوية للإدارة مثل الفلسطينيين، ولم يقدم أي من تلك الدول على قطع علاقاتها مع الإدارة. وندد الأردن، الذي يعتبر راعياً للمواقع الإسلامية المقدسة في القدس، بتلك الخطوة، لكنه أعلن لاحقاً أنه لا يزال يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تؤدي دوراً قيادياً في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
هل يُمكن أن تؤدي المراسم إلى مواجهات؟
خلال الأسابيع الستة الماضية، اندلعت مواجهات مميتة على حدود إسرائيل مع غزة، والتي لا ترتبط مباشرة بنقل السفارة، ولكن يمكن القول إنها تأثرت بها. ولم ينتشر العنف حتى الآن في القدس الشرقية والضفة الغربية، وتمثلت إحدى المخاوف الرئيسية بين مسؤولي الأمن الإسرائيليين في أن الوضع في غزة، بالإضافة إلى نقل السفارة، قد يؤدي إلى أعمال عنف في هذه المناطق.
وحتى الآن، أسفرت الاشتباكات على الحدود عن مصرع عشرات الفلسطينيين وإصابة العديد منهم بجروح.
ومع ذلك، من المستحيل التنبؤ بما سيحدث. فقد كان هناك بعض التحذيرات قبل خطاب ترمب حول القدس في ديسمبر/كانون الأول من أن ذلك سيعقبه موجات من أعمال العنف واسعة النطاق. غير أنه في النهاية، لم يحدث ذلك. وبعد إعلان ترمب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل تدرك تماماً أنها ستدفع ثمن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة إسرائيل، و"نحن على استعداد لدفع أي ثمن" مقابل ذلك.
ماذا قال ترمب في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع؟
قال ترمب إن الخطة الأصلية لبناء سفارة جديدة بالكامل في القدس كانت ستتكلف مليار دولار، لكن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان أخبره أنه من الممكن نقل السفارة إلى مبنى القنصلية الحالي في بلدية أورشليم القدس – الأرنونا- مقابل ثمن أقل بكثير، وربما لا يتعدى 150,000 دولار. وأضاف ترمب أنه "قرر" في النهاية استثمار ما بين 300,000 إلى 400,000 دولار في عملية نقل السفارة.