تصدَّر حزب حركة "النهضة" نتائج الانتخابات البلدية في تونس، التي جرت اليوم الأحد 6 مايو/أيار 2018، بنسبة 27.5%، وفق استطلاع بثه التلفزيون الرسمي، كما أكد مسؤولون بالحركة تقدمها على حساب منافسها حزب حركة "نداء تونس".
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن "نداء تونس" حلّت بالمرتبة الثانية بنسبة 22.5% من الأصوات، ووفق الذي أجرته شركة خاصة لصالح التلفزيون التونسي، فقد توزَّعت النسب الباقية بين بقية الأحزاب وائتلافات حزبية متنافسة.
وأقرّ برهان بسيس، المكلف بالشؤون السياسية في حزب حركة "نداء تونس"، بتقدم "النهضة" على حزبه، وقال بسيس، في تصريح لوكالة الأناضول، إن نتائج استطلاع رأي أجراه حزبه "أفضت إلى تقدم حركة النهضة بـ5 نقاط تقريباً على النداء".
وأضاف بسيس أن بقية الأحزاب والائتلافات جاءت في مراكز بعيدة عن "النهضة"، و"النداء".
من جانبه، قال القيادي في حركة النهضة، لطفي زيتون لوكالة رويترز، فرز الأصوات في مراكز الاقتراع: "النهضة فاز في الانتخابات متقدماً على نداء تونس بفارق يصل 5%، وفوزنا هو تتويج لانفتاح النهضة وبحثها عن التوافق والنهج الديمقراطي".
ويتوقع أن تحصد حركة النهضة ومنافسها العلماني نداء تونس غالبية المقاعد في الانتخابات البلدية، بينما تسعى أحزاب المعارضة إلى تعزيز حضورها واقتناص مكاسب هامة في هذه الانتخابات، كما تسعى قوائم مستقلة عديدة يترأسها شبان إلى خلق المفاجأة.
أوضاع صعبة
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية الأولى بعد الثورة 33,7% فقط، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهو ما يُشكل نكسة للطبقة السياسية.
وقالت الهيئة إن 1797154 تونسيًا قد أدلوا باصواتهم، من أصل أكثر من 5,3 مليون ناخب مسجل في بلد يبلغ عدد سكانه 11,4 ملايين نسمة.
وجرت الانتخابات البلدية في ظلّ أوضاع اقتصادية واجتماعية "صعبة"، كما يأمل الناخبون في أن تحل المجالس البلدية المنتخبة مشكلات عديدة، والمتعلقة بالنظافة والبيئة وقطاع الخدمات.
وخصصت هيئة الانتخابات 4552 مركزاً عاماً للاقتراع، موزعة على كامل أنحاء البلاد، وتضم 11 ألفاً و185 مكتب تصويت.
وفي 350 دائرة بلدية تتنافس 2074 قائمة، 1055 منها قائمة حزبية و159 قائمة ائتلافية، و860 قائمة مستقلة، وتجاوز العدد الإجمالي للمرشحين 50 ألفاً، 52% منهم دون سن 35 عاماً.
وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (14:00 تغ) 21%، وفق الهيئة العليا للانتخابات.
ووصلت أعداد المصوتين مليوناً و89 ألفاً و390 مقترعاً، من أصل 5 ملايين و369 ألفاً مسجلين في قوائم الناخبين، حتى الساعة المذكورة.
الشباب غائبون
وبدا إقبالُ الشباب التونسي ضعيفاً على مراكز الاقتراع في الانتخابات البلدية الأولى منذ ثورة 2011، التي تأتي في مرحلة مهمة، تريد السلطات عبرها تكريس ديمقراطية محلية في المناطق.
وتكدس كثير في الشبان في المقاهي بدل التوجه إلى مكاتب الاقتراع، وقال رمزي وهو شاب كان يجلس في مقهى مع ثلاثة أصدقاء له: "لن أنتخب ولا يهمني أحد. ما يهمني فقط هو الحصول على وظيفة. لا أحد اهتم لأمرنا في السنوات الماضية ونحن نعاني البطالة والتهميش. اليوم كلهم يتجهون صوبنا لكسب أصواتنا".
وعبّرت كاميليا ملوكي (23 عاماً)، الحائزة شهادةً علميةً وعاطلة عن العمل، عن استيائها، عبر وضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع قائلة: "سقطت في فخِّهم في 2014، ولا أريد إعادة الكرَّة مرة أخرى"، مشيرةً إلى أنها "لا تثق في الأحزاب السياسية والقوائم".
ويُقر عدد من الشباب التونسي بعدم تحمسه للانتخابات بسبب الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد، حيث التضخم يقارب مستوى 8%، ونسبة البطالة مرتفعة، إضافة للتسويات السياسية بين الأحزاب، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ووجَّه عدد من السياسيين التونسيين عبر وسائل الإعلام المحلية دعوة للناخبين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع والتصويت بكثافة، بالرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تمرّ به البلاد.
ووفقاً لمراقبين لم تكن الحملات الانتخابية نشطة جداً كما كانت في 2014، وتأثرت بعدم الوضوح القانوني فيما يتعلق بالصلاحيات الجديدة، التي منحها المشرع التونسي للمجالس البلدية.
وكان رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، دعا اليوم الأحد، إثر انتهائهما من الاقتراع، الشبابَ التونسي للذهاب للصناديق.
وقال مساعد مدير مكتب اقتراع، رفض الكشف عن اسمه: "لم نجد نفس الحماسة التي كانت في 2011، حين اصطفَّ الكهول والشباب والمسنون قبل ساعة من فتح أبواب المكاتب".
ويعزو سبب ضعف حضور الناخبين إلى "موقف الناس من السياسيين والسياسة". أما الشباب ففي تقديره "لا يزالون يغطّون في النوم".