تعرَّضت رايتشل إنغرام (26 عاماً) من بلدة أشفورد بمقاطعة كينت البريطانية لآلام المخاض قبل الموعد المحدد لولادة طفلتها "أيلا" -البالغة من العمر خمسة أعوام الآن – ما اضطرها إلى ولادة طارئة لا تزال تعاني من آثارها حتى الآن، حسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.
بدأت السيدة إنغرام تعاني من التهابات متكررة في مجرى البول، بالإضافة إلى ألم شديد في بطنها، كان يدفعها للصراخ من شدة الألم لمدة ساعتين أثناء محاولتها الذهاب إلى الحمام.
وعلى الرغم من استبعاد التهاب مجرى البول من الأعراض في البداية، فقد جرى تشخيص حالة السيدة إنغرام بأنها متلازمة فاولر، التي تصيب السيدات، عندما اكتشف الأطباء وجود لترين من السوائل في مثانتها.
وفقدت السيدة إنغرام، التي تسببت حالتها في حدوث تقيّح مرتين خلال الـ18 شهراً الماضية، وعيها من الألم، واضطرت إلى تناول 230 قرصاً علاجياً أسبوعياً للتعامل مع مشكلتها.
وباضطرارها إلى ترك وظيفتها، تعتمد إنغرام على زوجها للاعتناء بها، وعليها أن تتبول عبر أنبوب في بطنها، لكنها أرادت أن تحكي قصتها لرفع مستوى الوعي بمتلازمة فاولر.
ما هي متلازمة فاولر؟
تعتبر متلازمة فاولر، التي شُخِّصت لأول مرة العام 1985، سبباً في احتباس البول لدى السيدات الشابات. ولا يعتبر احتباس البول لدى الشابات شائعاً، لكنه قد يكون مسبباً لضعف شديد. ولا توجد معلومات مؤكدة حول عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. ويكمن الخلل في العضلة العاصرة التي تتسبب في حبس البول.
تحدث المشكلة بسبب عدم قدرة العضلة العاصرة على الارتخاء للسماح للبول بالخروج بشكل طبيعي، ولا يوجد اضطراب عصبي مصاحب لهذه الحالة. ويعاني ما يصل إلى نصف حالات السيدات المصابات من تكيّس مبايض مصاحب لهذه الحالة. وتخضع علاجات متلازمة فاولر حالياً للبحث والتطوير، بما في ذلك بتحفيز العصب العجُزي رغم أن سببها غير معروف بشكل واضح حتى الآن.
الألم أفقدها وعيها
ومنذ إجراء إنغرام لجراحة طارئة للتخلص من البول الموجود في مثانتها، عانت من تكرار الإصابة بالعدوى في المسالك البولية وتقلصات في المثانة.
وفي محاولة لجعل المثانة تعمل من جديد، استعملت السيدة إنغرام "منظماً" في نهاية عمودها الفقري.
تقوم منظمات المثانة بإرسال إشارات كهربية إلى أسفل مسارات الأعصاب التي تتجه من المخ إلى الأعصاب في الجزء الأسفل من الظهر، وهي التي تتحكم في المثانة.
ومع ذلك، لم ينجح هذا الإجراء، وتسبَّب في تلف في أعصاب قدميها، مما أدى إلى اتكائها على عكاز للتحرك.
السيدة إنغرام، التي فقدت وعيها جراء الألم الناتج عن تحرك حصوات كلوية ترتبط بمتلازمة فاولر، كان عليها تناول مضاد حيوي بشكل يومي لمنع عدوى المسالك البولية.
زوجها يقف بجانبها رغم مطالبتها له بالرحيل
كان لحالة السيدة إنغرام تأثير رهيب على زواجها، فقد اضطر زوجها للعمل بدوام جزئي مع إدارته لشؤون المنزل.
وقد قالت لصحيفة The Mirror، "لقد طلبت منه أن يتركني لمرات لا تحصى، من الأفضل له أن يكون مع شخص آخر. ولكنه قال إنه لن يرحل، وسيظل هنا لأنه يريد أن يكون إلى جانبي".
تنتظر السيدة إنغرام إجراء جراحة "ميتروفانوف"، التي تفتح قناة إلى المثانة يمكن عن طريقها إدخال قسطرة لإفراغها من البول.
وقيل لها إنها قد تضطر للانتظار لمدة 12 شهراً، لإجراء الجراحة تحت مظلة "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، أو دفع مبلغ 20 ألف جنيه إسترليني لإجراء العملية على نفقتها الخاصة.
قالت السيدة إنغرام، وهي أيضاً أم لهارفي (7 سنوات)، "اقترح الناس جمع الأموال للقيام بهذا الأمر، ولكنني أعرف الكثيرات ممن يعانين من متلازمة فاولر أيضاً، وفي أمسّ الحاجة إلى العملية أيضاً، لماذا يجب أن تكون حاجتي لها أكبر منهن؟".
تقضي معظم يومها في الفراش
رغم محنتها، تحاول السيدة إنغرام الحفاظَ على إيجابيتها، بصنع أغطية جميلة لأكياس القسطرة، والتواصل مع غيرها ممن يعانين من متلازمة فاولر، بواسطة مجموعة دعم على فيسبوك.
ومع اضطرار السيدة إنغرام لقضاء معظم أيامها راقدة على الأريكة أو الفراش، فإنها تقول إن مجموعة الدعم قد ساعدتها، عندما شعرت بأنها في أسوأ حالاتها.
تهتم إنغرام بالعمل على رفع الوعي بمتلازمة فاولر بين المتخصصين في الرعاية الصحية، زاعمة أن الأطباء والعاملين بالمهن الطبية المساعدة غالباً ما يكونون غير واعين للحالة، مما يؤخر علاجها.
قصص أخرى لنفس المرض
في حالة أخرى، تعرَّضت عارضة الأزياء البريطانية ليان وارد، المصابة بمتلازمة فاولر لنفس المرض، وتم حقن البوتوكس في المثانة، التي تستخدم عادة لتقليل التجاعيد، وسمح لها بالذهاب إلى المرحاض أخيراً، وهي المرة الوحيدة التي تمكنت فيها من الوصول إلى هذا المكان منذ عام 2015، حسب تقرير لصحيفة Metro البريطاني.
لكن بعد ذلك، لم تستطع الآنسة وارد، البالغة 27 عاماً الذهاب إلى المرحاض. بدلاً من ذلك، تم تركيب قسطرة لها لمساعدتها على تمرير البول.
في حديثها عن محنتها، قالت كورنوال، التي تستخدم الأنبوب، وتعتمد على المورفين للسيطرة على ألمها: "كل هذا كان له تأثير كبير على حياتي. أريد فقط أن أتمكن من استخدام المرحاض.