فتح القنصل السعودي في اسطنبول مقر بعثته السبت 6 أكتوبر تشرين الأول ٢٠١٨ في مسعى منه لتوضيح أن الكاتب السعودي المعروف جمال خاشقجي الذي اختفى قبل أربعة أيام ليس في مقر البعثة وقال إن الحديث عن اختطافة لا يستند إلى أساس.
وتجول صحفيو رويترز في مقر القنصلية المؤلف من ستة طوابق والواقع شمال اسطنبول، والذي دخله خاشقجي يوم الثلاثاء للحصول على وثائق لزواجه المقبل. وقالت خطيبته التي كانت تنتظر بالخارج إنه لم يخرج من القنصلية.
وقالت مصادر خاصة لموقع عربي بوست، السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في تركيا قبل 5 أيام قتل في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأضاف المصدر إن خاشقجي تم التحقيق معه تحت التعذيب وتم تصويره بفيديو ثم قتل.
#عاجل | القنصل السعودي في #إسطنبول: القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخول #جمال_خاشقجي أو مغادرته للقنصلية التي تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمين تعلوها أسلاك شائكة.#عكاظ@okaz_brkhttps://t.co/VD55AtKbWM
— عكاظ عاجل (@okaz_brk) October 6, 2018
وبحسب المصدر فأن الفيديو تم إرساله إلى جهة في السعودية.
فيما نقل مكتب قناة "الجزيرة" في اسطنبول، عن مصادر قولها إن "الشرطة التركية ستنشر فيديو من كاميرات المراقبة يوضح الحقيقة بشكل كامل في قضية جمال خاشقجي".
وتابعت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتحدث عن القضية غدا.
وقال القنصل العام محمد العتيبي خلال مقابلة في القنصلية "أحب أن اؤكد أن المواطن جمال غير موجود في القنصلية ولا في المملكة العربية السعودية، والقنصلية والسفارة تبذل جهودا للبحث عنه ونشعر نحن بالقلق إزاء هذه القضية".
وعاش خاشقجي في المنفى الاختياري في واشنطن على مدى العام الأخير خوفا من الانتقام منه بسبب انتقاده للسياسات السعودية، بما في ذلك الحرب في اليمن والحملة على المعارضين التي شهدت إلقاء القبض على عشرات الأشخاص.
ودعت جماعات معنية بحقوق الإنسان السعودية إلى توضيح مكان خاشقجي وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش تركيا على توسيع نطاق تحقيقها في القضية وقالت في بيان إن السعودية إذا اعتقلت خاشقجي دون الإقرار بهذا فإن اعتقاله يشكل "اختفاء قسريا".
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس الجمعة إن السلطات السعودية ستسمح لتركيا بتفتيش القنصلية، لكن المسؤولين الأتراك لم يدخلوا المقر بعد.
وقال العتيبي إنه لم توجه اتهامات قانونية لخاشقجي في القنصلية، وسمح لرويترز بالتجول في المبنى ليبين لهم أن الصحفي المختفي غير موجود في المقر.
الكاميرات لم تسجل أي لقطات
وتجول القنصل في المبنى المؤلف من ستة طوابق، بما في ذلك المصلى الموجود في المرأب والمكاتب وشبابيك التأشيرات والمطابخ والمراحيض وغرف التخزين والأمن، وفتح خزانات الملفات وأزاح الألواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء.
وقال العتيبي إن القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخول خاشقجي أو مغادرته للقنصلية التي تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمين تعلوها أسلاك شائكة.
وللمبنى مدخلين أحدهما في الواجهة الأمامية والآخر في الخلف، وقال العتيبي إن خاشقجي ربما يكون غادر من أيهما.
وقال "فإذا كانت الجهات التي تذكر أنه اختطف تركز على تواجده في البعثة، (فهذه) مجرد إشاعات لا يوجد لها أي أدلة أو حقائق ثابتة.
"وللأسف نحن نتأسف على بعض التصريحات التي صدرت. بعض تصريحات المسؤولين الأتراك أنو يصرون على تواجد المواطن داخل القنصلية وأنو يبنون هذا الكلام على حديث عن طريق أشخاص دون أن يكون الأمر هذا مبني على حقائق أو وقائع".
وتعهد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم السبت بأن تكشف أنقرة عن تفاصيل اختفاء ومكان خاشقجي قائلا إن القضية حساسة للغاية بالنسبة لتركيا.
والعلاقات بين البلدين متوترة بالفعل بعدما أرسلت تركيا قوات إلى قطر العام الماضي في إظهار للدعم بعد مقاطعة الدوحة من جانب جيرانها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وقال العتيبي "هناك الآن تواصل بين الجهات المختصة التركية والجهات المختصة في المملكة، خلونا نترك الوقت والفرصة بين الجانبين ونشوف النتائج".
وأشار إلى أن فكرة أن خاشقجي ربما يكون قد اختطف في القنصلية "شيء مقزز" معلقا على ذلك بالقول "أتوقع أن طرح الاختطاف شيء مقزز، يعني اللي يطرح موضوع اختطاف مواطن سعودي من قبل بعثة دبلوماسية شيء يفترض أنو ما يطرح إعلاميا".
وخاشقجي وجه مألوف في البرامج الحوارية السياسية على القنوات الفضائية العربية وكان في وقت من الأوقات مستشارا للأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا سابقا.
وعلى مدى العام المنصرم كتب خاشقجي مقالات رأي ينتقد فيها السياسات السعودية حيال قطر وكندا والحرب في اليمن والحملة على المعارضة في الداخل التي شهدت احتجاز العشرات.